شبكة الاخاء للسلام وحقوق الانسان تقيم حفلا لتكريم عدد من الأدباء والشعراء والفنانين في دهوك

شبكة الاخاء للسلام وحقوق الانسان تقيم حفلا لتكريم عدد من الأدباء والشعراء والفنانين في دهوك
(دهوك – آشور).. اعتمدت شبكة الاخاء للسلام وحقوق الانسان من انطلاقتها على لدعم المثقفين والأدباء والفنانين الذين تعتبرهم الشبكة نواة بناء المجتمع . ومن هذا المنطلق فقد نشطت الشبكة في العديد من الدول وساندت الأدباء والكتاب وساهمت في بعض الحالات بطباعة ونشر الروايات للكتاب والشعراء . وقد كانت شبكة الاخاء للسلام وحقوق الانسان المنظمة المدنية الأولى في اقليم كردستان التي أقامت حفلا تكريميًا لعدد كبير من الأدباء والشعراء والفنانين ، بحضور وزير المجتمع المدني العراقي السابق السيد دخيل حسون وعدد من رجال الدولة والمجتمع الدهوكي .
وقال رئيس شبكة الاخاء للسلام وحقوق الانسان الاستاذ سردار سنجاري ، خلال كلمته في ملتقى الأدباء والفنانين في مدينة دهوك ..
أيها الاخوة والاخوات مع حفظ المسميات والالقاب فكلنا تحت سقف الإنسانية عظماء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني ويسعدني ويشرفني الْيَوْمَ ان التقي مع كوكبة من الأدباء والشعراء والفنانين الذين كانوا دوما ضمن اهتماماتي الشخصية منذ زمن طويل وكذلك أصبحوا من أولويات اهتماماتنا في شبكة الاخاء للسلام وحقوق الانسان التي اترأس امانتها العامة والتي جاء انبثاقها من اجل تعزيز كرامة الانسان وإيجاد سبل التعايش السلمي بين الشعوب والأديان .
أيها الأعزاء
اننا اذا نلتقي الْيَوْمَ وكل منا يحمل في داخله الكثير من التساؤلات والاستفسارات حول ما تؤل اليه الأوضاع في العراق وإقليم كردستان ومصير الثقافة والأدب والاُدباء تلك التساؤلات التي نقف عاجزين امام إيجاد الاجوبة المقنعة لها والتي أبعدت شريحة هامة من شرائح المجتمع الذي يعتبر ومن من اهم شريحة لبناء الدولة . الدول التي لا تعطي حق الأدباء والشعراء والمثقفين والفنانين والمفكرين والعاملين في السلك التعليمي والتربوي مكانة تليق بهم وبمواهبهم وإمكانياتهم وترفع من شانهم وتبحث عن استراتيجيات لايجاد الحلول لمعاناتهم اعتقد انها دول فاشلة بكل المقاييس والثقافة والجهل لا يجتمعان .

أيها الإخوة والاخوات : لولا الادباء والشعراء والمفكرين الذين عاشوا قرون قبلنا ماكنا عاملنا او أدركنا تاريخ وحضارات الامم و الشعوب ولا حتى عن تاريخ امتنا الكردية التي نعتز ونفتخر بها لولا هؤلاء المورخين والاُدباء والشعراء الذين استطعنا من خلال كتبهم ودواوينهم ومؤروخاتهم ان نربط الماضي بالحاضر .
ان الدول الحديثة او ما ندعوها بالدولة المدنية أيها الأعزاء لا تبنى بالمدافع وازيز الرصاص ولا تكتب بحبر من الدماء وان كان ذلك قد حصل في حقبة زمنية ونحن من بين تلك الشعوب التي قدمت الغالي والنفيس من اجل الحرية والديمقراطية والعيش الكريم ولكن أيضا قدمنا اعظم المفكرين والادباء والشعراء منذ فجر التاريخ الى يومنا هذا . الدول تبنى بكم أنتم الذين حملتم الكلمة والفكر بجانب تحملكم لكل الظروف والازمات التي يعانيها باقي الشعب وسخرتم وقتكم وجهدكم وقلمكم ومواهبكم وفكركم التي أنعمها الله عليكم والذي اختاركم لحمل رسالة العلم والثقافة في زمن أمة اقراء ابتعدت عن القراءة وتحملتم اعباء الجهل والجهلاء والفاسدين ورضيتم بالقليل من اجل استمرارية الحياة والامل بغد أفضل

أيها الاحبة
عندما نتحدث عن الثقافة فإننا نعني الأخلاق فلا ثقافة دون خلق فالأخلاق هي نواة الثقافة ونورها وهي تجمع كل ماهو عظيم سواء في الدين او علم الاجتماع وبقية العلوم . فالله تعالى عندما وصف نبي الرحمة قال : انك لعلى خلق عظيم . وقال الرسول عليه افضل الصلاة والسلام : انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . ويقول الشاعر : انما الامم اخلاق فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا . من هذا يتبين لنا عظمة الأخلاق وقيمتها الروحانية والإنسانية والأدبية. فعلينا ان نبدأ من هذه النقطة ونجعلها عنوانا هاما لتطوير مجتمعاتنا وأبنائنا .
أيها الأعزاء .
اننا الْيَوْمَ نجتمع تحت سقف الانسانية والكلمة الحرة وحضارة صنعناها بايدينا وكما نعلم جميعا ان الحضارات وان اختلفت من مكان الى اخر الا انها وجدت من اجل الانسان ومن صنع الانسان لذا فإننا في شبكة الاخاء للسلام وحقوق الانسان تجاوزنا مرحلة العشيرة والطائفية والعرق والأرض والحدود واتجهنا لابعد من هذا الى التركيز على قيمة الانسان نفسه أينما وجد باختلاف دينه أو عرقه أو لسانه أو لونه أو موطنه . وأننا ماضون واياكم في تحقيق ما انطلقنا من اجله من مباديء سامية تحفظ للإنسان كرامته وعزته .

أيها الإخوة والاخوات
لقد قمت بعدة محاولات جادة التقيت بها باصحاب القرار والمسؤولين المهتمين بشؤون الأدباء والفنانين والناشطين للبحث معهم عن مخارج لايجاد الحلول االواقعية لهذه الشريحة الهامة والبحث عن استراتيجية عملية لاستمرارية الثقافة ودعم الادباء والمفكرين من اجل توفير الأجواء المناسبة لممارسة إبداعاتهم و من اجل الحفاظ على الكلمة والقلم اللذان يعانون الْيَوْمَ الكثير من الصعاب ولكن وكما هو معلوم للجميع الظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق وإقليم كردستان وبالاخص الاقتصادية التي فرضت في بعض الأحيان دون إرادة القوى السياسية والتي تسببت في بعض الأحيان بسبب سوء ادارة القوى السياسية ما أدى الى عدم الوصول مع تلك الجهات الى نتيجة مرضية ولا أقول اننا أصبنا بخيبة أمل لان اصحاب الكلمة والفكر لا يصابون بالانكسارات . فالكبار ينحنون احيانا ولكن لا ينكسرون . لذا علينا نحن الذين نجتمع الْيَوْمَ ان نبحث معا عن الحلول المناسبة والاستثنائية التي من خلالها يمكننا ان نساهم في استمرارية مهمتنا كادباء وشعراء وفنانين وكتاب وناقدين ومفكرين .وعليه و من خلالكم أعلن اليوم عن تأسيس ملتقى او جمعية الأدباء للسلام وحقوق الانسان تعمل من اجل تعزيز الثقافة والسلام وتدعو الى البحث عن إيجاد الحلول المناسبة لهذه الشريحة الهامة. وعلينا كأعضاء في هذا الملتقى ان نبتعد عن حب الذات والغرور ونسخر كل منا طاقاته وإمكانياته الأدبية والفكرية ومواهبه الفنية في خدمة الانسانية بعيدا عن اَي نوع من التعصب او تطرف مهما كان ولا يمس اَي قوم أو دين أو طائفة بسوء في فكره او معتقداته وهذا بالأساس بعيد عن تفكير الانسان المثقف والواعي والمدرك ان الاختلاف بين البشر رحمة من الله ونعمة علينا الحفاظ عليها .

ان الملتقى الذي ندعوا اليه سوف يكون مستقلا عن اَي اتجاه سياسي أو حزبي أوديني ويضم كل الأدباء والمفكرين والشعراءوالفنانين من كافة الدول والقوميات والأقليات العرقية والدينية وبالأخص في الشرق الأوسط وافريقيا ويتطور لاحقا ليصبح مؤسسة ثقافية دولية نواتها انتم وعزيمتكم وسوف يكتب لكم التاريخ إنجازكم هذا من اجل الانسان ورفع شانه الثقافي والسعي لايجاد المفردات الحقيقية لبناء الدولة المدنية.(انتهى)