تقسيمات غير منصفة للدوائر الانتخابية في قضاء الموصل
تقسيمات غير منصفة للدوائر الانتخابية في قضاء الموصل
كتب : د.بشار الحطاب
خبير قانوني
التقسيمات غير المتصلة جغرافياً للمناطق السكنية في الدائرة الانتخابية الواحدة لها اهداف سياسية، واتبعتها كثير من الدول منها فرنسا وفق دستور 1958 حيث تم تقسيم الدوائر بشكل لم يراع فيها كثافة السكان في انتخابات مجلس الشيوخ، وتقرّر للقرى تمثيل يفوق أهميتها العددية على حساب المدن الكبيرة التي كانت غالبية سكانها من العمال الذين يميل أغلبهم إلى الاحزاب اليسارية المناهضة لحكومة ديغول، بعكس القرى التي يغلب عليها الاتجاه المحافظ . وفي كينا عام 1993 جرى تقسم الدوائر بشكل متفاوت باحجامها بين منطقة واخرى مما ساهم في فوز الحزب الوطني الافريقي الكيني على الرغم من أن نسبة التصويت كانت متدنية جداً حيث لاتزيد عن 30% . وعلى هذا الاتجاه سارت تقسيمات المناطق السكنية في الدوائر الانتخابية الثلاثة التابعة لمركز قضاء الموصل في محافظة نينوى، حيث حصة مركز المحافظة (12) مقعداً نيابياً وزعوا على (3) دوائر انتخابية، دائرتين انتخابيتين في الجانب الايسر بمقدار (7) مقاعد، ودائرة احدة في الجانب الايمن بعدد (5) مقاعد لم يراعى في تخصيص المناطق السكنية لكل دائرة التقارب الجغرافي المتوازن، ولأهمية ذلك الموضوع وخطورته في تحديد طبيعة التنافس واسماء المرشحين في هذه المناطق وسهولة معرفة الجمهور واتجاهات الناخبين، فقد تضمن الملحق توزيع عشوائي للمناطق السكنية على الوائر الانتخابية، وعلى سبيل المثال :
1- ربط مركز تموين المأمون الواقع في دائرة انتخاب الجانب الايمن من المدينة مع دائرة القيارة والشورة وحمام العليل، علما أن المسافه بين المأمون وبين اقرب تلك المناطق هي (27) كم، وذلك قلص من عدد مقاعد مركز المدينة.
2- الجانب الايسر تم ادخال مركز تموين الزهور في دائرة انتخابية تختلف عن مركز تموين الزهراء اللذين يقعان في منطقة جغرافية واحدة، أو دمج مركز تموين الزهور مع منطقة الرشيدية التي تبعد عنه 13 كم في دائرة واحدة !!،
وكذلك تم دمج منطقة الحميدات مع مركز تموين الحدباء الذي يبعد (27) كم عنه.
3- دمج حي العربي مع ناحية المحلبية في دائرة انتخابية واحدة على الرغم من المسافة الكبيرة بينهم وهي (47)كم، بينما نجد أن هناك تقارب جغرافي في الدائرة الانتخابية رقم (5) التي تضم كل من (حمام العليل والشورة والقيارة والحضر والبعاج)، وكذلك الدائرة الانتخابية رقم (3) في الجدول التي تضم كل من (سنجار والشمال والقحطانية والقيروان).
وكذلك بقية الدوائر الانتخابية جميع مناطقها متقاربة جغرافياً، وهنا نشير إلى وجود إرادة سياسية لم تدخر جهداً لتغييب الثقل السياسي لمدينة الموصل على الرغم من وجود ضغط شعبي شارك فيه ابناء نينوى من أجل الحفاظ على حق المدينة من التلاعب والتهميش، وهذا التوزيع غير المهني في دوائر مركز المدينة يترتب عليه نتائج أهمها:
– غياب التقارب الجغرافي للمناطق السكنية في الدوائر الانتخابية لمركز المدينة يخدم مصالح الطبقة السياسية.
– التقسيم غير المتصل جغرافياً لمراكز التموين في الدائرة الانتخابية الواحدة سيخلق اضطراب في وصول الناخبين إلى مراكزهم الانتخابية.
– سيكون جمهور المرشحين للانتخابات النيابية في مناطق سكنية يتعذر فيها منح اصواتهم الانتخابية لصالحه، بسبب اختلاف الدائرة الانتخابية بين المرشح وناخبيه.