قراءة في العلاقة الوثيقة التي تربط بين وزير الداخلية عبد الأمير الشمري واللواء الدكتور سعد معن

الرابط المختصرhttps://www.ashurnews.com/?p=49660

قراءة في العلاقة الوثيقة التي تربط بين وزير الداخلية عبد الأمير الشمري واللواء الدكتور سعد معن

Linkedin
Google plus
whatsapp
7 أكتوبر , 2023 - 12:41 ص

كتب: حامد شهاب / باحث إعلامي

منذ أن تم تكليف اللواء الدكتور سعد معن بمهمة مدير دائرة العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية عام 2005 ، والناطق الرسمي بإسم وزارة الداخلية ، وكان حينها برتبة عميد ، ثم الناطق بإسم عمليات بغداد ، و(رئيس خلية الإعلام الأمني) ، وحتى آخر مهمة أمنية تولاها بعد مهمة إدارة دائرة العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية ، والرجل يواصل تحقيق نجاحات مستمرة على أكثر من صعيد،  في كل المهام التي تم تكليفه بها، الى أن تم تكليفه قبل أيام بمهمة (المستشار الأمني) للسيد وزير الداخلية.

أما إعفاؤه من مهمة دائرة العلاقات والإعلام ، وتوليه مهمة (المستشار الأمني) للسيد وزير الداخلية فهي ، كما يؤكد متابعون، لتوسيع صلاحيات الرجل كون مهمة (المستشار الأمني) أكثر تحديد وأقل توسعا في المهام، وليكون أكثر قربا من السيد الوزير في المهام ذات الطبيعة الأمنية والإعلامية وسبل معالجة القضايا الأمنية التي تحتاج الى دراسات وأفكار معمقة.

كما أنها ستسهل عليه مهمة التدريس في كليات الإعلام كونه حصل على مرتبة (الإستاذية) في الجامعة العراقية وفي إختصاص الإعلام قبل سنتين، وقد كانت مهمته الإدارية وانشغالاته بمتابعة الأحداث الأمنية وتطوراتها ، تحول دون ممارسته (التدريس) في كليات الإعلام، وبخاصة أنها تحتاجه لإختصاصه الإعلامي الأمني الفريد ، الذي قلما تجد كفاءات أمنية وخبرات متراكمة في قيادة الإعلام الأمني مثلما تجده لدى اللواء الدكتور سعد معن، وبخاصة لطلبة الدراسات العليا الذين سيجدون فيه الساحة الرحبة لممارسة ميدان (الإعلام الأمني) من أوسع أبوابه.

سعد معن بني صرحا إعلاميا كبيرا

وقد سعى اللواء الدكتور سعد معن طيلة تلك السنوات لبناء صرح إعلامي أمني كبير، تعددت مهامه وشعبه ، وتوسعت كثيرا قبل سنوات، حتى أرهقت كاهله، لكون المديرية التي تولاها وبخاصة بعد أن تم ترقيته الى رتبة ( لواء) بعد عام 2014  ، فقد تعددت مهامها وأصبحت خارج إختصاصات مهمة العلاقات والإعلام ، وبخاصة شعبة (الشرطة المجتمعية) التي لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالعلاقات والإعلام ، ويفترض بها أن تلحق بمديريات ذات طبيعة شرطوية وأمنية أفضل بكثير من ربطها بدائرة العلاقات والإعلام ، كما تم إضافة مهام نفسية والكترونية الى دائرة العلاقات يمكن أن تتولاها شعب أخرى في مديريات أخرى .

اللواء الدكتور سعد معن

ومع كل هذا الثقل الذي كان يرهق جسد دائرة العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية وهي بدرجة (قسم) ، فقد أدار اللواء الدكتور سعد معن المهام كلها بنجاح، بالرغم من تعدد مهام تلك الدائرة التي أشرنا الى أنها أرهقت بمهام أخرى لاعلاقة لها بالعلاقات والإعلام، ولا أدري كيف أرتبطت بها، وبخاصة شعبة الشرطة المجتمعية التي أبقى أصر على انها مهمة أخرى تبتعد كثيرا عن مهمة العلاقات والإعلام، وقد تم ربطها قسرا مع تلك الدائرة خارج إختصاصها.

أما التقسيم أو التوزيع الإداري داخل الوزارة وبالتحديد دائرة العلاقات والإعلام التي كانت بتصنيف (قسم) تلحق بها شعب إدارية اعلامية وعلاقات ونفسية ومهام أخرى، فلا أعرف كيف يكون مهامها تشكيلاتها بمرتبة (قسم) ثم تتوزع الى شعب ووحدات، وهو تقسيم مدني أصلا وليس عسكريا كون التقسيم العسكري بحسب واجبات الأركان كما يفترض أن يكون في الأجهزة الأمنية كالتالي :

وزير ، وكلاء وزارة، مدراء عامون، مدراء رأسيون ، تلحق بهم شعب، والشعب تتوزع على أقسام والأقسام الى وحدات أصغر ، كون الشعبة أكبر من القسم والوحدة أصغر من القسم..هذا هو الترتيب الهرمي الإداري لأي تشكيل إداري عسكري أو أمني كما يعرفه العاملون في الحقلين العسكري والامني منذ عقود طويلة، وابتداء من فترة بداية الثمانينات على وجه التحديد، أي أن التقسيم الاداري للهياكل العسكرية والأمنية للمفاصل الادارية للكوادر الوسطى يكون كالتالي : (مديرية ، شعبة ، قسم، وحدة) .

أي أن ( دائرة العلاقات والإعلام ) بوزارة الداخلية تكون بدرجة (مدير مديرية) تلحق بها شعب يرأس كل شعبة ( مدير شعبة )  والشعب تتوزع على أقسام ، يرأس كل قسم (رئيس قسم ) والأقسام تتوزع الى وحدات ، يرأس كل وحدة (مسؤول وحدة) ، وتعد (الوحدة) أصغر تنظيم في الهيكل الإداري ، ولكل منها صلاحياته ومسؤولياته ، عدا ( الوحدة) تكون (بلا صلاحيات) كونها تتبع ( القسم)  المعني، وكان هذا السياق العسكري والأمني قد بدأ منذ نهاية السبعينات وبداية الثمانيات ، تمييزا عن الهياكل الإدارية للدوائر المدنية التي لازلت تعمل بهذا النظام حتى الآن، وبقي سياق التشكيلات الإدارية في الدوائر العسكرية والأمنية مستمرا منذ نهاية السبعينات وبداية الثمانينات ، وحتى عام 2003 قبل الإحتلال، وكما هو معمول بها ضمن مهام واجبات الأركان وتقسيماتها الإدارية ذات الصبغة العسكرية والأمنية، ولكن السياق الحالي كما يبدو بوزارة الداخلية يعتمد التصنيف المدني للمهام والتشكيلات الإدارية المدنية حتى الآن.

تطورات العلاقة بين الشمري وسعد ومعن

نعود الى العلاقة التي كانت تربط بين اللواء الدكتور سعد معن ومعالي وزير الداخلية عبد الامير الشمري الذي هو بدرجة فريق أول ركن قبل تسنمه مهام وزارة الداخلية ، وقد تولى مهاما عسكرية وأمنية كثيرة طيلة عمله في السلك العسكري وفي أعلى درجات هرمها القيادي.

وكان اللواء الدكتور سعد معن مواكبا لعمل الفريق أول الركن عبد الأمير الشمري ذي التاريخ المشهود له بالخبرة والكفاءة ، منذ عامي 2014 – 2015 ، كونه أحد القيادات العسكرية التي تولت مهاما عسكرية وأمنية مختلفة ، منها قائد عمليات بغداد في زمن حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ، وفي أوج  تصاعد عمليات الإرهاب والتوترات الأمنية الشديدة الخطورة التي شهدتها بغداد ومحافظات عراقية أخرى في ذلك الوقت.

الفترة الذهبية بين الشمري وسعد معن

وكانت الفترة الذهبية التي جمعت بين الشمري وسعد معن هي منذ أعوام 2014 ضمن عمل قيادة عمليات بغداد التي تعد أول قيادة عمليات تم تشكيلها ببغداد عام 2007 ، في مواجهة أصحب فترة زمنية عاشها العراقيون ، بعد الأحداث الطائفية المريرة والبغيضة عام 2005.

وكانت نتيجة تلك التوترات الأمنية الشديدة الخطورة سمة من سمات مرحلة إمتدت لسنوات، وقد أثبت الرجلان نأنهما أدارا كل من موقعه الاول قائد عمليات بغداد والثاني الناطق الرسمي بإسم قيادة عمليات بغداد ، وكانت المهمة تقتضي حضور الإثنين في إجتماعات قيادة عمليات بغداد، ويقوم الدكتور سعد معن بإيصال ما يخرج من أوامر ومقررات داخل أروقة قيادة عمليات بغداد ، وهو من يعبر عنها في تصريحات اعلامية عبر الشاشات ووسائل الاعلام الاخرى والمواقع الاخبارية المختلفة، وكانت الأضواء في أعلى مستوياتها وهي تتناقل جولات الرجلين في بغداد، وكيف إستطاع الشمري إنجاز المهمة التي تكاد تكون الاصعب من قيادة معارك خارج أو داخل الحدود ، كما هو المعتاد في سياقات القادة العسكريين الكبار .

وعندما تولى الفريق أول الركن عبد الأمير الشمري مهمة وزارة الداخلية في عهد رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني توثقت تلك العلاقة بين الشمري واللواء الدكتور سعد معن ، وكان كل واحد يعرف توجهات الآخر ، وماذا سيكون تعامل مدير العلاقات والإعلام بالوزارة مع وزيره ، الذي يثق ايضا باللواء سعد معن وعرف خبراته مهاراته عن قرب منذ سنوات، وقد وجد فيه خير معين عبر إيصال رسالة وزارة الداخلية الى كل العراقيين ، وكان صوتها الذي يوصل قراراتها وتوصياتها وأحداثها الأمنية الى الجمهور العراقي أولا بأول.

لقد كان اللواء الدكتور سعد معن دورا أساسيا ومهما في إيصال دائرة العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية الى أعلى مراحل نشاطها ونجاحاتها، وثقة الجمهور فيما يطلقه الرجل من تصريحات ، وهو محل ثقة لدى رجالات الإعلام والصحافة ولديه معهم صلات وطيدة ، كونه أحد خريجي الإعلام وشهاداته العليا في الماجستير والدكتوراه قريبة من إختصاصها في المجال الأمني الإعلامي.

الباحث إلاعلامي حامد شهاب مع اللواء الدكتور سعد معن

تثمين القيادات الإعلامية لجهود وزير الداخلية

ولا بد من أن توجه القيادات والكوادر الإعلامية تحياتها وتقديرها العاليين لوزير الداخلية الأستاذ عبد الأمير الشمري الكفاءة العسكرية والأمنية العراقية التي قادت الوزارة ومهامها بنجاح منقطع النظير ، وهو الرجل الصارم في إصدار الأوامر لمن يراه انه قد خرج عن سياقات مهمته الامنية والعسكرية في كل مراكز ومؤسسات وزارة الداخلية.

وقد أرسى وزير الداخلية الأستاذ عبد الأمير الشمري طيلة فترة عمله في الوزارة تقاليد عمل في الضبط الأمني والإلتزام بمعايير رجل الأمن والضابط العسكري المقدام الذي لايخشى في الحق لومة لائم ، اذا ما ظهر أي تحد أمني أو إداري يواجه أي مسؤول في الوزارة ، ليكون ناجحا على الدوام ويواجه المسؤولية بكفاءة، وتكون لديه القدرة على إتخاذ القرار  في الوقت المناسب.

وما نراه يوميا من متابعات واوامر تصدر من السيد الوزير في معاقبة ضباط في الوزارة ، بمختلف الرتب، يرى أنه خروجا عن سياقاتها ، ليؤكد للجميع أن التزامهم الوظيفي ومصداقيتهم في التعامل مع الجمهور ومع مختلف الأحداث والمهام التي يؤدونها هو معيار نجاح أي ضابط أو مسؤول أعلى ضمن الوزارة، وهو بهذا خلق وحدة متراصة متكاتفة تلتزم بالأوامر وتطبقها حرفيا ومهنيا وإنسانيا ، حتى إكتسب كل تلك النجاحات عن إستحقاق وجدارة عاليتين.

وهو بالإضافة الى كل تلك المهام والمسؤولية فهو يوصي الضباط من رتب مختلفة أن سمعتكم هي الأساس في المقام الأول، وهو لن يسمح لأي كان بالتجاوز عليها ، وقد أصر السيد الوزير أكثر من مرة على معاقبة من إعتدى على ضباط في الوزارة ، ومهما كانت عناوينهم الوظيفية ، وبخاصة ضباط المرور ومن دوائر أخرى في الوزارة، واحالتهم الى القضاء للتحقيق معهم ، وقد تم معاقبة تلك الجهات أكثر من مرة، داعيا الجميع الى أن تكون الهيبة والضبط هي سمة من سمات أي ضابط ، وأن لايسمح الضابط أو حتى الرتب الصغيرة من المراتب في أن تقع عليهم تجاوزات ، ويعد من يتقبل هكذا حالات وبخاصة من الضباط خلال فترة عملهم اليومي، أو حتى خارج مواقع العمل ، تفريطا بالمسؤولية وإستهانة بالضبط العسكري.

علاقة سعد معن مع الكوادر الاغلامية

ويفخر الاعلاميون وعموم الأسرة الصحفية ونقيب الصحفيين الاستاذ مؤيد الامي والمهتمون بالشأن الإعلامي  ومنهم كاتب هذه السطور ، بمواقف وزير الداخلية وكذلك بكفاءة وإقتدار اللواء الدكتور سعد معن حيث تربطه بهم جميعا أواصر مشتركة ولقاءات تكاد تكون شبه يومية ، وهو على تواصل معهم ومع الجمهور على مدار اليوم ويعدونه الأقرب اليهم ومن يأخذون منه التصريحات عن مختلف الأحداث أولا بأول، ومكتبه تحول الى ورشة عمل لهم وكاميراتهم تلتقط كل تصريح يدلي به وتعلنه للجمهور أولا بأول.

ويعرف الكثيرون أن هناك مهاما وظيفية أخرى كان يتقلدها اللواء الدكتور سعد منها ، فبالإضافة الى كونه  مدير مكتب العلاقات والإعلام بالوزارة ،فقد شغل قبل سنوات مهمة رئيس خلية الإعلام الأمني التي تعد الواجهة الأمنية الأكثر أهمية هي الأخرى ، وكانت قد حققت إختراقات مهمة للجهات والعناصر الإرهابية وأنزلت بها خسائر فادحة وأسهمت بتفكيك شبكاتها والحاق أضرار كبيرة بمجاميعها وعناصرها من خلال حملات حرب نفسية طوال سنوات عمله مع كفاءات أمنية من أجهزة أمنية مختلفة تتعاون سوية في عمل مشترك لإنجاز مهمتها الأمنية.

سعد معن كفاءة أكاديمية

 واللواء الدكتور  سعد معن  على المستوى الأكاديمي هو ( أستاذ مساعد) في الدرجة العلمية ضمن كليات الإعلام، وهو أحد أكثر الكفاءات الإعلامية الأمنية ، التي حصدت مقبولية واسعة من كل وزراء الداخلية ، الذين تعاقبوا على كرسي الوزارة ، منذ عام 2004 حتى الآن.

ومن يتقلد مهمة المكتب الإعلامي والعلاقات يكون مرتبطا إداريا بوزير الداخلية مباشرة ، لكون مهمته تتطلب أن يرافق الوزير ويكون الناطق بإسمه ، ويغطي كل أنشطته ، ويوصل توجيهاته الى جميع دوائر ومفاصل الوزارة ، والى عموم الرأي العام ، الذي يتابع أنشطة أمنية ، تتعلق بمسارات الواقع الأمني اليومي، لأهم وزارة عراقية ، من حيث حجم المهام الامنية الملقاة على عاتقها ، والكادر والرقعة الجغرافية التي تمتد الى كل محافظات العراق، دون إستثناء، ومعرفة أساليب مواجهة التحركات المضادة ، وسبل تحقيق الأمن والإستقرار المجتمعي.

وقد أهلته شهادة الدكتوراه في ميادين الإعلام وعلاقاته الواسعة والودية مع الوسط الإعلامي وكوادره الصحفية وكليات الإعلام، ليكون الدكتور سعد معن رجل علاقات ، حتى إحتل منصب مدير مكتب العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية عام 2005 ، قبل أن يكون سكرتيرا شخصيا لوزير الداخلية، عام 2004.

وكان الرجل قد تولى كل تلك المهام وأتقن فنونها ، وساعدته مؤهلاته وبساطته في التعامل وإنفتاحه على كل أوساط الشعب، حتى أنه أقام مع الكثيرين ، وبخاصة مع الوسط الإعلامي والنخب الثقافية والأمنية ، علاقات متعددة الأشكال، خدمته في أن يبقى الواجهة الأكثر حضورا وبريقا في الوسط الأمني والإعلامي ، حقق فيها شهرة ، لم يحظ بها ضابط أمن من قبل بهذه المواصفات.

ومن وجهة نظر خبراء أمن وإعلام فقد أهلته تلك المهام  لأن تكون لديه القدرة على إمتلاك المعلومة الأمنية في وقتها المحدد ، والإطلاع المستمر على مجريات الأوضاع الأمنية عن كثب، وبسرعة بالغة لحظة وقوع الحدث.

وهو  من وجهة نظرهم يبلغك بتفاصيل ما يحدث ويحلل عناصره وأسبابه وأهدافه، وبخاصة في الفترة التي شهد العراق فيها تصاعدا لعمليات إرهابية واسعة ، بين أعوام 2014 و 2018 ، وهو أيضا يحاول قدر الإمكان التخفيف من حالة الذعر والإرباك في المواقف الحرجة ، في أوقات التفجيرات الدامية ، عندما يستعرض أحداثها للإعلام ، وبخاصة عند وقوع أحداث أمنية تؤدي الى خسائر بالغة ، فيظهر الرجل توازنه في التوجهات الاعلامية.

المصداقية في التعامل

كما يتمتع اللواء الدكتور سعد معن بمصداقية عالية في نقل الأحداث الأمنية ،  إنطلاقا من إدراكه أن وراء كل فعل رد فعل، ولابد للضابط النبيه أن يحاول قدر إمكانه إعطاء وقائع أقرب الى الحقيقة ، دون أن يخفي الوقائع او يمارس لعبة التضليل ، لأنها سرعان ما تنكشف.

وهو ، كما يشير أغلب خبراء الإعلام والدعاية ، يدرك إن إعطاء قسط كبير من الحقيقة عن بعض الوقائع الأمنية وبحيادية يضفي عليه المصداقية ويجعل أمر تقبل ما يعرضه أزاءها من أحداث قابلا للتصديق ، ويخلق أجواء من الثقة مع الجمهور والشارع عموما.

كما انه يدرك أن أي كلام يدخل في دائرة المبالغة والتهويل من أوساط الرأي العام ومن بعض وسائل الإعلام التي تبحث عن (الإثارة ) بهدف لفت الأنظار، يؤثر ذلك على معنويات المواطنين ، ويوفر للجهات الإرهابية ، في وقتها ، مهمة أن تكون ضرباتها أكثر وقعا ، وقد أحدثت التأثير المطلوب في إرباك الوضع الأمني.

وأنت تتابع مسيرة الرجل يشعرك ببساطته وإنفتاحه على الإعلاميين وعموم أطياف المجتمع ، لكون عمله يتطلب التفاعل مع أنماط إجتماعية وثقافية وإعلامية وفنية متعددة ، تجد أن اللواء الدكتور سعد معن متفاعل مع عمله الإعلامي والأمني.

ولهذا إنصب جهده على تطوير مجالات عمله في مختلف جوانبها، وهو يؤكد أن الإعلام الأمني يعد واحدا من التخصصات الحديثة في علوم الإعلام ، وقد ساعده تخصصه في مجالي اللغة الانكليزية ومن ثم الإعلام وحصل من كلية الإعلام على شهادتي الماجستير والدكتوراه ، أن يكون واحدا من كوادر الأسرة الاعلامية التي تعنى بالعمل الأمني وفي مجالات الإعلام والدعاية والحرب النفسية .

إصدار الكتب والمؤلفات الأمنية

لقد كان إصدار الكتب والمؤلفات ذات الطابع الأمني الإعلامي أحد إهتمامات اللواء الدكتور سعد معن ، منها : الناطق الاعلامي الأمني ، التسميم الاعلامي، التحرش الجنسي عبر الانترنيت، التحريض في وسائل النشر وكيفية مواجهتها إعلاميا، ومؤلفات أخرى، وكذلك تنظيمه عدة ندوات أمنية وإعلامية ، من قبل مكتبه ، الذي ضم خيرة ضباط وكفاءات الإعلام الأمني ، بمشاركة أساتذة ومختصين ، في مجال مكافحة الإرهاب والمخدرات والجريمة ، والأمن المجتمعي ما يشكل إضافة نوعية ، في العمل الأمني في وزارة الداخلية.

ومن السمات المحببة في شخصية اللواء الدكتور سعد معن أن الإبتسامة لاتفارق شفتيه، وهو كما معروف للكثيرين طيب القلب، وبسيط في تعامله مع الناس، ولديه علاقات واسعة وبخاصة مع الإعلاميين ، وقيادات الأسرة الصحفية وأساتذة الجامعات وبخاصة كليات الإعلام ، التي يرتبط مع أساتذتها وطلبتها بعلاقات وصلات وطيدة، ويكاد حضوره المؤتمرات والندوات الصحفية والامنية  شبه يومي ، وكل تلك السمات والمهام وتواضع الرجل وبساطته في التعامل مع الجميع، هي من أسهمت في نجاح مهمته الاعلامية وفي مجالات الإعلام الأمني في مختلف توجهاته..

مؤهلاته أوصلته الى أعلى المناصب

ومن المعروف أن من يعمل في مهمة صعبة مثل مكتب العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية ويرافق وزير الداخلية في أغلب جولاته وأنشطته ، شبه اليومية، داخل بغداد وخارجها.

أن تلك الشخصية لابد وأن تمتلك من القدرات والمهارات ومن الكفاءة ، وفوق كل ذلك مؤهلات شخصية ترتسم معالمها القيادية داخل الشخصية ، ومن وجهة نظر علماء النفس ، يمكن أن تكون تلك الشخصيات مؤهلة منذ سنوات الشباب الأولى ، لتكون لديها القدرة على أن تقدم إنجازات ومهارات، تحظى بالتقدير من قياداتها العليا ومن عموم قطاعات الشعب التي يلمس منها نجاحات قد تحققت على أكثر من صعيد.

واللواء الدكتور سعد معن مدير العلاقات والاعلام بوزارة الداخلية ورئيس خلية الإعلام الأمني ، كما يؤكد الكثيرون ، أحد الشواهد التي يمكن الإستدلال على تجاربها المتميزة في هذا المجال، عند اختيار القيادات الأمنية العليا المستقبلية ، التي يمكن الإعتماد عليها في أن تكون أحد أعمدة نجاح الخطط الأمنية حاضرا ومستقبلا.. بل وأصبح لدي الرجل من الخبرات الميدانية في الحرب النفسية وفي إبتكار صيغ المواجهة ما يؤهلها لمناصب رفيعة ، وهي التي تمتلك مقومات وضع خطط تفصيلية لكيفية إحباط الخطط المضادة للاعداء والخصوم وكل أشكال التحديات الداخلية والتهديدات الموجهة للأمن الوطني.

وما يؤهل تلك الشخصية لتبوأ  أعلى المناصب الأمنية ، هي مؤهلاتها الشخصية والمعرفية والمهارات التي حصلت عليها خلال سنوات تجربتها ، وهي ليست بالقصيرة، ومن يريد أن يسلك أغوار تجربته الميدانية عليه أن يستقريء معالم شخصية الرجل وتجاربه، وهي التي جمعت بين مواهبها الشخصية والمهارات التي إكتسبتها من خلال الشهادات العليا ، لتمتزج مع الخبرة الميدانية في الجانب الأمني.

وما يشير اليه مراقبون للعمل الأمني أن تلك النجاحات والتجارب الغنية لابد وانها تسهم في إعداد  (خارطة طريق) لمن يتقلد أي منصب أمني قيادي مستقبلي، حيث يكون إعتماد القيادات الامنية على شخصيات محورية وبهذه الدرجة من النجاحات الدائمة ، لتصعد سلالم القيادة الأمنية ، ويكون بمقدورها أن تحقق نجاحات نوعية إضافية ، اذا ما تبوأت مناصب عليا في القيادات الأمنية ، تؤهلها تجاربها المتعددة وخبراتها الميدانية لولوج تجارب كبيرة تعلق عليها الآمال ، في العمل الأمني ، ويكون النجاح حليف من وهبه الله كل تلك المواصفات والسمات ، وهي مميزات ليس من السهولة أن تجدها الا عند شخصيات بعينها ، البعض منها أهلته الظروف الذاتية ثم جاءت الخبرات والمعارف والمهارات لتصقل تلك الشخصية ، وتكون قد قطعت أشواطا في التقدم والنهوض ، وحظيت بالتقدير من الجهات العليا.

العلاقة مع كليات الإعلام

ويؤكد خبراء إعلام أن من يتمعن في خلاصة تجربة اللواء الدكتور سعد معن ودلالاتها وما تضمنته من تجارب أمنية وإعلامية وفي ميادين الحرب النفسية وأساليب التعامل مع الأزمات والأحداث الأمنية،  سيجد أن نجاحاتها أصبحت محط إهتمام دراسات أكاديمية لكليات الاعلام ومعاهد أمنية ، تكون تجربته الشخصية (خارطة طريق) فعلية ، للباحثين وللقيادات الأمنية على حد سواء.

ويضيف هؤلاء انه يمكن الإستدلال عليها عند التعرف على الجوانب الميدانية والخبرة الاكاديمية والمعرفية ، وهي موثقة في أغلبها ضمن كتب واصدارات مختلفة تصل احيانا الى عشرة مصادر علمية وعملية ، يمكن لأي متتبع أن يطلع عليها، سواء للاستزادة منها في الجانب النظري المنهجي العلمي الاعلامي ، او في ميدان التجارب العملية الأمنية ، ويخرج بحصيلة من الخطط والبرامج والتوجهات التي تغني المختصين بالشأن الأمني ، وبما يبحثون عنه من خبرات ومهارات سبقتهم ، وتكون بالنسبة لهم منهاج عمل وخارطة طريق توصلهم الى سلالم النجاح.

وقد وضع اللواء الدكتور سعد معن كل تلك التجارب والخبرات أمام الباحثين او ممن يرتقون المناصب العليا ، لتكون زادهم في إستلهام دروس تلك التجارب ، ومعينا لهم عندما يبحثون عن ضالتهم في التعرف على سبل النجاح والتقدم والنهوض لتجارب من سبقتهم ، وهي من منحتهم كل هذا التقدير والإحترام والمنازل الرفيعة، وحققوا فيها نجاحات يفخر بها كل متميز وصاحب تجربة غنية ، في أن من يأتي من بعده يجد له الطريق سالكا نحو النجاح بعون الله.

سعد معن والبريق الإعلامي

وهنا يؤكد المختصون بالشأن الأمني والإعلامي أن اللواء الدكتور سعد معن مايزال يحتل إهتمام القيادات الأمنية العليا ، لتستفيد من تجربة الرجل ونجاحاته التي حققها ضمن القطاع الأمني الإعلامي ، والإستفادة من خبراته في ملاحقة وكشف خطط الإرهاب وخلاياه ، ومداهمة أوكارها ، وإلحاق الخسائر الفادحة بها، وتخليص المجتمع من شرورها ، كما أنه يبقى محل ثناء وتقدير القيادات السياسية العليا ، لأنها وضعت الرجل المناسب في المكان المناسب، وحافظ على بريقه الذي يتلألأ بين الأوساط الإعلامية والأمنية التي حققت نجاحات باهرة ، تشكل أغلى ما يمتلكه من رصيد للمهام التي أوكلت اليه.

الباحث الاعلامي حامد شهاب

لقد كان الرجل حريصا على تحقيق طموحات وزارته، في أن يظهر صورتها وأنشطتها أمام الحكومات المتعاقبة والرأي العام ، ووجهها الذي يعبر عن توجهاتها ، وما تتطلبه مهامه من أن يكون حاضرا على الدوام ، وحظي بكل تلك المنازل الرفيعة التي تقلدها عن جدارة وإستحقاق  .

تحية منا للواء الدكتور سعد معن ، الشخصية التي حفرت في تأريخها الوظيفي ومهمتها الإعلامية الأمنية، ما يشكل خلاصة تجارب ناجحة مليئة بالدروس والعبر، وهو ما يشكل له إعتزازا وفخرا ، بأن عطائه الثر الذي قدمه كل تلك السنوات، قد أعطى ثماره، وحصد الرجل علامات الإعجاب من كل وزراء الداخلية الذين تعاقبوا على إدارة أهم وزارة أمنية هي وزارة الداخلية ، وحظي بإحترامهم وتقديرهم ، وما يزال يواصل درب المسيرة المكللة بالغار، وهو رافع الرأس، ويدعو له الكثيرون بأن تحفظه العناية الإلهية، ويوفقه الباري ، لما فيه خير العراق وإعلاء كلمته..والله ولي التوفيق.

مكة المكرمة