الاعلان.. بين الشهرة والفضيحة

الرابط المختصرhttps://www.ashurnews.com/?p=51446

الاعلان.. بين الشهرة والفضيحة

Linkedin
Google plus
whatsapp
22 أبريل , 2024 - 1:03 ص

الاعلان.. بين الشهرة والفضيحة

كتبت: د. دعاء يوسف

اعتدنا على مشاهدة الوجوه التي حسبت انفسها مشهورة على منصات التواصل الاجتماعي

وجوه لم نألفها سابقا تخيموا تحت مسمى الأعلامي والأعلامية نسوا ان الاعلام سلطة رابعة له ابجديات وأخلاقيات رصينة فحاولوا تغيير المسار المعروف حيث أصبح الأعلامي هو الذي يسلط الضوء على حياته الخاصة وهو الذي يتملك عدد هائل من المتابعين الوهميين.   

تتكالب بعض القنوات الفضائية لتخصيص لقاء تلفزيوني معهم وهم لا يفقهون ما يقولون فلا وجود لقاعدة ثقافية يستند عليها فقط لتحويل تردد المتابعين الى تلك القناة اليتيمة.

حتى ان البعض منهم  يدفع مبالغ ماليه كي يظهر في برنامج تلفزيوني ويعيش دور المشهور

ليست المشكلة هنا فحسب بل ان هؤلاء يتحولون في ليلة وضحاها من أعلاميين الى ممثلين وفنانين تنسب لهم ادوار بطوله ليؤثروا على فنانين قديرين ومخضرمين ويزاحمونهم في الادوار

غير آبهين لما درسوهه الفنانيين القدماء على المسرح والسينما حتى حازوا على لقب فنان

هم أشخاص على استعداد لفعل أي شي لتسلط عليهم الاضواء وتبقى مشاهداتهم مرتفعة النسبة وتحت تسمية الاعلامي أو الفنان فأن عملهم الحقيقي هو الاعلانات والذي لا يتطلب منهم التواجد في مؤسسة معينة ولا الالتزام بمعايير اعلانية او تسويقية محدده بل يكفي ان يجلسوا في سيارتهم اثناء القيادة يتحدثون عن المنتج او تجلس احداهن في غرفة نومها وتثبت الكاميرا وتضع المكياج وهي ترتدي بيجامة النوم وتعلن بطريقتها الموهوبة السحرية

لو كان الامر يقف عند انتحال الشخصية والاعلان البذيء لقلنا أنه تصرف فردي ينعكس على فاعله لكن دمجهم للحياة الشخصية  من زواج وطلاق وصراعات مهنية وتنافس لا مبرر وأساليب التعامل معها توجه العقول نحو سلوكيات لا أخلاقية فتتزوج أحدهن وتنشر أنها في عش الامير لتتطلق بعد أشهر وتظهر وهي تغني وترقص في السيارة تحت مسمى التخطي والقوه والتجاوزيعتلين حلبة المصارعة مشهورتان فتبدأ الشتائم تنهال والتهديدات تسجل والبقاء لمن كان ظهرها أقوى

د.دعاء يوسف

وتبدأ هنا الحشود التي تعتبر نفسها اعلامية بالانقسام الى مؤيد ومعارض مع وضد وينشغل الرأي العام بقضية لا تضيف للمجتمع ولا العلم ولا الفن ولا الثقافة فقط هدرالوقت واشغال الفكر بتفاهات اخرين لم يتمكنوا من صقل شخصياتهم بشكل مهذب وركزو على تجميل الشكل ونفخ الشفاه ونحت الخصر وهذا أبرز انجازاتهم حتى بات الامر معلن فكل واحده تظهر لتعدد العمليات الجراحية التجميلية التي خضعت لها  

الامر لا يقتصر على النساء أطلاقا فيظهر شباب بملاقة تحت مسمى الكوميديا ليطلب احدهم يد حبيبته في البث المباشر ويحصد المشاهدات والدعم المالي وهنا تبدأ قصة السوشيال ميديا جديدة تتوجه اليها الانظار فتتوجه له المنتجات المراد الاعلان عنها ويفتح لهم باب رزق جديد الامر تعدى كل تلك التفاصيل بل أصبح الصراع نحو جلب الاضواء أشرس مما كنا نظن فألتجأوا الى افتعال فضيحة تشغل الرأي العام وتنشر على الكروبات والصفحات وبين انتشار هذه الفضيحة حتى تبريرها او الحديث عنها نرى الشخص ينشر يومياته تحت عنوان سألتزم الصمت لفترة وبطبيعة الحال المتلقي لا يعلم مدتها ويحاول متابعته أول بأول ليحصل على هذا السبق الصحفي وهنا تكمن لعبة الاعلانات التي تدر عليها بالاف الدولارات كون ان المشاهدات تضاعفت بسبب الفضيحة وهذه فرصه لن تتكرر   

تدس الاعلانات بشكل متسلل الى يوميات هذا المشهور حتى تنتهي العروض ويحصد رزقه ثم يعلن في بيان رسمي سبب الذي حدث وابعاده واثاره ..

الامر لا ينفي وجود أعلاميين حقيقيين مهنيين واكاديميين وفي نفس السياق فهو لا ينفي حقيقة امتلاكنا لفنانيين وشعراء لهم باع طويل في مجالهم لكن هؤلاء اصبحو يشوشون على الآخرين بسلوكياتهم التي اعتبرت دستور للبلوكرات والمشاهير فبعد المتابعة الدقيقة لبعض الفنانيين الموهوبين والذي ألفنا وجودهم في شتى الاعمال المسرحيه والتلفزيونية نلاحظ ان ما ينشرونه ويومياتهم مقتصرة على النشر الهادف او التوثيق للأحداث المهمة والتي بأستطاعتي ان أقول انهم الاكثر تواجدا على شاشة الشرقية أمثال الاء حسين، صبا ابراهيم، جمانه كريم ،ورفل نشمي،  وأيناس طالب فبالرغم من انهم فنانات شابات لكنهم لم ينجرفوا في تيار محاولات الوصول الى الشهرة بالطرق المختصرة.

كذلك الامر للفنانين الشباب علي فاضل ،يحيى ابراهيم، جرير المولى ،علي جابر، احسان دعدوش الذين اختاروا الطرق الوعرة لينالوا ما يستحقوا من أسم كبير في المستوى الفني والدرامي

الفنانيين الذين أشرت لهم ليسوا الوحيدين لكنني درست يومياتهم بشكل دقيق واستحقوا كل الثناء لحفاظهم على المستوى الراقي الذي يليق بالفنان  

فبدل ان نلعن الظلام نحاول ان نوقد شمعة والاسماء اعلاه هي مثال يحتذى به لمن اراد ان يشتهر بجهده وامكانيته لا بتفاهاته وسبله غير المرغوبة والتي تلوث الذائقة الحسية والسمعية والبصرية لدى المتلقي وتترك أثراً غير مرغوب به في سلوكيات المراهقين وهم الشريحة الأكثر تفاعلا مع السوشيال ميديا وأكثر تأثراً بها ..

مكة المكرمة