غزة .. العبرة التي لم تعتبر 

الرابط المختصرhttps://www.ashurnews.com/?p=50090

غزة .. العبرة التي لم تعتبر 

Linkedin
Google plus
whatsapp
20 نوفمبر , 2023 - 11:15 م

/آشور – كتبت : سعاد الشمري..

غزة .. العبرة التي لم تعتبر 

دروس عديدة تسوغها  ارض المعارك المروعة في غزة وتخط سيناريوهاتها عجلة  القصف  المتبادل الذي كشف ظهر حماس وعرى قياداتها التي تستجدي اليوم امام العالم  وقف اطلاق النار على غزة وهدنة إنسانية  كانت اسقطت من حساباتها حينما افتخرت  بهجوم ارعن اعمى الغى معه كل موجبات الإنسانية التي تحمي سكان القطاع قبل كل شيء  او  يجعل من قواتها  منافسا شرسا متكافئا في لغة الحروب المعهودة  في وقت تواصل إسرائيل إدارة  هجومها بوازع انتقامي  تجاوز حق الدفاع عن النفس الى رتق فتق الهيبة الإسرائيلية  الذي تسببت به حماس امام المجتمع الدولي ..

ووسط صباحات مكفهرة  ومشاهد يندى لها الجبين وتستقيل منها الكرامة مرغمة تتواصل المواقف السياسية المتذبذبة والواضحة والثابتة منها  اوتلك المتأبطة باتفاقيات لم تكتمل من سلام  يحتضر واخر تهاوى وعجز عن وقف نزيف الضحايا في صراع  ممتد ضرب عرض الحائط اتفاقات أوسلو ومخرجات 67و73 والتي يبدو فيها ان حروفها لم تتخط حدود الورق  .

ويبقى السؤال حاضرا صارخا امام هذيان الدم في غزة .. لماذا تجاهل صانع فكرة طوفان الأقصى الى تبليط  ارض المعركة كما ينبغي  ؟ وهل واجهت قيادات حماس غدرا دوليا من حلفاءها في هذه الحرب  ام ان السكين الذي تبتلعه اكبر من انها تبوح بالامر ؟ ماذا بنتظر هذا الطوفان بعد وقفه ؟ هل ستتهاون إسرائيل  بما أصاب أهميتها الاستراتيجية التي صدعت بها  العالم  فيما مضى؟  وهل كانت حماس بحاجة الى توجيه هذه الضربات لإسرائيل لفتح جبهات عريضة في المنطقة ام تسجيل هدف اول في مرمى معركة البدايات ؟ هل تمتلك حماس نفسا طويلا لخداع إسرائيل وتحقيق النصر ام كسب معركة بسردية علي وعلى اعدائي ؟هل ستستسلم حماس لنتائج كارثية تدركها  جيدا قد تخرجها من  معادلة المهادنة الإسرائيلية والغرب معا في حوارات القضية  .

في المحصلة نتساءل أيضا دون إجابات شافية .. على ماذا راهنت حماس ؟ هل راهنت على بضعة اسرى ورهائن  لايشكلون قيد انملة  في صفحات  الحلم والوجع الإسرائيلي المتبادل   ام تراها بالغت في عشمها بيد العون التي خططت لهذا الطوفان ثم تنصلت بمكاسب تبدو لها غنيمة في   ليل الحصار المفروض عليها اذا كنا نشير باصابع الاتهام  طبعا الى طهران  التي أعلنت عن تفاجئها بحماس وطوفانها  فجر ذلك اليوم .

سعاد الشمري

من كم المفاجات التي حملها معه هذا الطوفان  كانت تلك   الصدمة التي تواجه الخطاب التكفيري التي تستند اليه حماس في  صناعة حشد شعبي يصفق لها ويبرر لها هبلها السياسي والعسكري معا وهذا ماادرجته مواقف رسمية عديدة أعلنتها بعض دول المنطقة منها من اتسم بالوضوح والدقة والدبلوماسية ومنها من اكتفى باحتواء ومجاملة الموقف الشعبي على هوادة كي لايخرج عن سياق استراتيجية النظام وبعضها الاخر تسربت  من يده محاولة احتضان رسمية بدت متكلفة ومرهقة  معا  تجنبا للانهيار الذي  يبدو على وشك ان يجر المنطقة الهشة الى صراعات إقليمية هي في غنى عنها .

تلك المواقف بنيت أساسا على الية  التعاطي مع الشارع  في احتجاجاته الغاضبة على مسار الحرب في غزة , واتعظت من دروس سابقة كشفت الغطاء عن أسلوب الخطاب المتطرف  الذي استعان بعضه بشعارات الحماسة  واستنهاض الهمم وبعضه الاخر عزف على وتر رماد الجثث المنتشرة في غزة والبعض الاخر قرأ جيدا ماستؤول اليه تطورات القضية المالوفة متقنا  أهمية رمي حجره في عتمة الصخب كما مر مسبقا على  صمت القنابل في نعرات الخريف العربي بعد ان نجح نوعيا في بناء حاضنات معروفة بخطاب ملتوي نال من أنظمة حكم عتية وخط اسم عريض للتحرير  مع ابتسامة ساخرة للربيع الحالك .

الأردن بحكم جغرافيته وبنيته الاجتماعية  مع فلسطين كان مثالا للتحدي الأصعب وهو يخوض معارك خفية في الداخل المشحون مناطقيا بصوت الشعارات التكفيرية التي تؤجج الشارع بنسق خطاب مشوه  بين الحين والأخر خرج  عن سياق استنكار الحرب على غزة  الى نهج خبيث يراعي التشكيك بوطنية الموقف الرسمي للمملكة  الذي تبنى منذ عقود احتواء معاناة  الفلسطينيين  كحام وداعم  وراع  لهم ولأي مؤتمر يعالج مناقشة القضية الفلسطينية بأنصاف وتتصدر جلساتها أولوية للقضية الفلسطينية على  قضايا  المجتمع الدولي والغرب ..

السعودية من جانبها رسم لها نسق خطابها الرسمي تبني بعض المواقف الإيجابية  التي تحسب لها من خلال استضافة القمة العربية والإسلامية رغم مخرجاتها  التي لم ينظر لها بجدية او توقف الهجوم الوحشي في فترة هدنة محسوبة لطرفي الصراع القائم  .

ايران بدت براغماتية جدا في هذه الحرب فصنعت لنفسها استثمارا فتح لها نافذة لتنفس الصعداء من خلال افراج واشنطن عن بعض ارصدتها المجمدة سيما بعد أعلانها عدم معرفتها بهجوم حماس مسبقا بل وشددت أيضا انها لن تحارب نيابة عن حماس او غيرها .

ومابين تلك المواقف الرسمية  تبرز حقيقة  سنوات مضنية من الجهاد الرسمي  في مصر والعراق والأردن  وغيرها خسرت فيها ماخسرت  وهي تكافح لتستأصل مرضا  سرطانيا ممتد  من  أصوات نشاز وهرطقات تكفيرية  احتلت يوما  الخطاب الشعبي وتجولت به في المحافل المحلية وتسعى اليوم  لركوب موجة الطوفان على ظهور ضحاياه في وقت تتواصل فيه طبول الحرب دقاتها المميتة في غزة وماحولها ويبدو طوفان حماس طاف على اهله واحبابه وحفر على ارضه عبارة واحدة لن تشفع له هدوء النهايات ..” توقف .. هنا يرقد شهداء الغفلة وضحايا الثار  والتكفير “. 

مكة المكرمة