احتفالات الأعياد الوطنية

الرابط المختصرhttps://www.ashurnews.com/?p=49655

احتفالات الأعياد الوطنية

Linkedin
Google plus
whatsapp
5 أكتوبر , 2023 - 2:07 ص

احتفالات الأعياد الوطنية

كتب: الدكتور كاظم المقدادي

هل يفتقر العراق الى كوادر فنية واعلامية  ، لاقامة مهرجناته الفنية ،، في المناسبات الوطنية وغير الوطنية ،، ام انه كتب علينا استيراد كل شيء ،، مثلما نستورد البصل والبطيخ  والأدوات المنزلية ،،!!

ماجرى في ساحة الاحتفالات ،، امر غريب وعجيب ،، لكنه ليس بالجديد في مهمة البحث  عن نجوم عربية واجنبية ،، وكان رئيس  الوزراء  محمد شياع السوداني ،، اول من فعلها ،، بعد  ان وافق على استقدام اعلاميين للتسويق السياسي ،، جورج قرداحي ، ومصطقى الأغا ،، وفي العراق العشرات من الاعلاميين الذين يتفوقون على قرداحي والأغا ،، موهبةوثقافة وحضورا..

لكن السياسة في العراق ،،  هي فن الرياء الممكن ،، وفن الخداع المزمن ،، وان خريجي مدرسة ميكايفلي  لم يكونوا يوما ،، سوى حفنة من طلاب السلطة والتسلط ،، والمساومة والتنطط .

وهؤلاء لم يدرسوا بجامعات راقية وعلمية ، تقاس بحجم بحوث الجودة وتواتر في الأبتكار  ،، انما عوضوا حياتهم بالسطو السياسي المسلح على السلطة ، واقامة نظام الشر والاشرار .

نعم،، طلاب السلطة موجودون في كل زمان ومكان .

لم تنفع معهم قراءة التأريخ ، و أخذ العبرة  من الحوادث الدموية ،، والنهايات المأساوية  ،، من مقصلة لويس السادس عشر  في باريس ، واعلان الحمهورية في 14 تموز ،، الى نهاية موسوليني في روما الفاشية ، الى اعدام الرئيس الروماني تشاوتسيكو ، بمحاكمة سريعة ومأساوية  ،، الى مصيدة القذافي الدموية ،، الى الأنقلابات  المأساوية التي انهت حكم معظم الملوك والرؤساء ، والزعماء ، والوزراء  والقادة الذين حكموا العراق في العهدين الملكي والجمهوري .

ويبدو ان كل هذه التجارب والمصائب  التأريخية ، التي مرت على  العراق ودول العالم ،، ومرت ، وتمر امامهم  كل يوم وكل ساعة ،،  شاخصة حية ، جدية   ودموية ،  وكأنها دروسا غيبية ، وافلام سينمائية ،، لا تنفع ، ولا تردع ،، وكأنها مرت عليهم مثل غيمة سوداء  ، تاهت وسط ضباب السماء .

الدكتور كاظم المقدادي

فلا تذكير لمن لا تنفع معه الذكرى ،، ولا تشفع  لمن مات قلبه ، وعاش في الفوضى .

لم اعرف ابدا ،، ان الجهل السياسي ، يصل الى هذا الحد للأحتفال بذكرى انضمام العراق للامم المتحدة سنة 1932 وجعل هذا التاريخ عيدا وطنيا ،، مصرون على الأحتفال به ، وتناسوا ظرفه الزمني ، وبعده الدولي ،، !!

نحن نعرف ان العراق كان تحت الحماية والوصاية البريطانية ،، وخاضع للأجندة  الاستعمارية ،، وانضمامه على هذا النحو ،  وبهذا التاريخ ، لا يشكل عيدا شعبيا وطنيا ،، لأنه  تحصيل حاصل لتفاهمات مرحلية ، وضروروات دولية ،، ولم يكن حدثا ، ونتاج  انتفاضة شعبية ،، كثورة العشرين الملحمية ، ووثبة كانون الابية ،، ولا  حتى انقلاب 14 تموز الذي نقلنا من نظام ملكي الى نظام جمهوري  ،، على الرغم من الارتكاسات الدموية ،، ثم لماذا لا تكون انتفاضة تشرين الوطنية عيدا قوميا ، وهي بحق شكلت ، وتشكل حالة وطنية .

كل ما يؤسس على باطل ،، فهو باطل .

فالاعياد الوطنية ، تكتسب مشروعيتها من توافقات وطنية شعبية ،، لا بقرارات سياسية  فردية ومزاجية ، وليس بفعاليات  استعراضية ،، تقام في ساحة الاحتفالات ، بحضور المطربة شذى حسون ،، وصديقاتها  من الفاشنستات والبلوكرية ، في  تقديم تظاهرة فنية  ،، هي اقرب الى عرض ازياء بماركات عالمية .

الاعياد الوطنية ،، لا تترسخ بأصدار مراسم تفتقد الى الشرعية ،، في زمن ضمور الدولة المركزية ،  وظهور الدولة العميقة ، وتفشي ظاهرة السلاح المنفلت ،، وبروز مراكز قوى طفيلية ، فاعلة وقوية ، من ميلشيات وجماعات مسلحة مرتبطة بدول اقليمية ،، على حساب ضعف الدولة المركزية المدنية الديمقراطية .

مكة المكرمة