// ما لا يقال .. ؟

// ما لا يقال .. ؟
//ما لا يقال .. ؟
كتب: د. كاظم المقدادي
السوداني .. في 10
قد تكون زيارة السوداني زيارة توقيع اتفاقيات امنية وتجارية ، كما سمعنا بالأخبار والأسفار .. لكنها بالحقيقة ، زيارة ذات اهداف استراتيجية . هدفها درء الخطر المتوقع ، والشرر القادم من عيون ترامب والادارة الأمريكية ، التي تسير كما تشتهي السفن الصهيونية ..!!
واعتقد جازما .. ان السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ، ذهب لجعل بريطانيا وسيطاً بين امريكا والعراق ، لمنع الضربات الجوية على مقار الفصائل المسلحة ، التي تجرأت وأقدمت على ضرب اهداف اسرائيلية في ميناء إيلات ، وهضبة الجولان السورية.
السوداني ايضا .. طلب توسط بريطانيا ، عند الإدارة الأمريكية في الحد من الاستهار الأمريكي في تحديد مصير شعوب منطقة الشرق الأوسط ، التي باتت مسرحا للضربات الأمريكية والاسرائيلية .
السوداني كذلك .. يعتقد أن الاستهداف العسكري لأي هدف في العراق ، سواء كان لمرافق للدولة الاقتصادية ، او مقار الحشد الشعبي الأمنية ، سيجعل من العراق ساحة للفوضى والصراعات السياسية ، وسيقضي على فرص الاستثمار ، وطريق التنمية ، والآمال العراقية.
استطيع القول .. ان ذهاب السوداني إلى لندن ، هدفه التخفيف من ثقل زيارته إلى طهران ، والأذعان والإقرار بالشروط الإيرانية ، والتي كانت رسالة واضحة للعالم .. ان العراق مازال يدور في الفلك الإيراني ، سياسة وإقتصاداً وأمنا ومصيرا .. خاصة بعد تراجع وإنكفاء محور المقومة إلى الأبد ، وهروب المذل لبشار الاسد .

قد يبدو هذا الامر جلياً لمن يفقه لعبة السياسات الاستباقية .. ويتقن فن الحركات وردود الأفعال السياسية ، لكنه بالتاكيد لم يكن الأمر واضحاً وجلياً امام شعوب العالم الثالث ، ومنها الشعوب العربية.
السوداني .. يريد ان يحافظ على إنجازاته العمرانية والاستثماريّة ، وهي بالحقيقة لا تتعدى موضوع الاختناقات المرورية التي سببها الأختناقات السياسية ، وجوهرها .. ان احزاب السلطة الفاسدة ، لا توافق على الحد من تجارة السيارات ، وتعارض فكرة تسقيط الأرقام بتحد وإمعان .. ومستمرة بتجارة جميع ماركات السيارات ، وكأنها تستورد أصنافاً من البعران ..!!
ختم الكلام ..
السيد رئيس الوزراء .. وبعد ان ذهب لايران وقابل السيد علي الخامئني الذي أوصاه ابوياًً وعقائدياً .. بأن لايتورط أبداً بحل فصائل الجيش الشعبي ، لأنها صمًام الآمان ، للجمهورية الإسلامية ، ولكل من يؤمن بولاية الفقيه ، العصية على النسيان .
لاحظوا ومن مفارقات الزيارة المرتبكة .. ان السيد السوداني ، لم يتصرف بشكل كاف من الاحترام امام رئيس بريطانيا الهمام ..؟؟
السوداني .. و في لحظة توقيع الاتفاقيات ، كان حريصا بفرض شخصيته على الرئيس البريطاني ، فجلس قبل ان يسمح له ستارمز بالجلوس ، ووضع ساقه اليمنى فوق اليسرى .. على طريقة الرؤساء الامريكان الذين يستقبلون ضيوفهم في البيت البيضاوي ، بشكل غير متزن ومأساوي ..!!