كأس الخليج والمشاعر السعيدة
كأس الخليج والمشاعر السعيدة
كتبت: دعاء يوسف
منذ فوز العراق وتتويجه بكأس الخليج وانا غارقة بين المشاعر السعيدة التي لا يسعني كتابتها لقد شاهدت المباراة في مكان عام كنت اتمعن في نظرات المشجعين اكثر من متابعتي للبطولة حتى انتهائها بالرغم من عدم ذهابي الى البصره لكن عند اعلان انتهاء المباراة وفوز المنتخب العراقي هبت الناس من جميع الاماكن خرجت الى الشارع لا تدري بأي شكل تحتفل وبأي طريقة تعبر عن سعادتها ..
جميع السيارات والمشاة الشرطة الجيش الباعة المتجولين اصحاب المحال التجارية نساء رجال يهتفون بالروح بالدم نفديك يا عراق ..
انهم العراقيين الذين لازموا بلدهم طوال تلك السنوات العجاف ولم يسخوا بمفارقته رغم كل ما جرى هم بقوا كل تلك الاعوام يفدون العراق بالروح بالدم ..
لفتتني احدى الرايات التي رفعت في مدرجات ملعب جذع النخلة ( حتى ويه ملك الموت احنه كرماء ننطي خيرة شبابنه ) كم هي عميقة تلك العبارة .. كم هي مؤلمه كل حرف منها انتشل من قلب الامهات وطافت جثته فوق دموع احبائه
وبالعودة الى اجواء الفرح فأن تلك الليلة .. ليلة الفوز كانت لامعه بكفوف صفقت بحرارة يومها ادركت كم نحن شعب نتضور جوعا للفرح كم نحن شعبا نستجدي السعادة لنبالغ بها
رغم جروحنا التي لم تندمل بعد الا اننا شعب يحب الحياة
نجده يتحد عندما يعلى الوطيس فلا قوة ممكن ان تهزمنا
لا اعلم لما عند رؤيتي لتلك الحشود المليونية دمعت عيناي ومضت امام ناظري ثورة تشرين باعدادها بوحدتها بصلابتها التي تجسدت بلحمة الشعب فمسك بيد بعض الشيعي السنه الكوردي الصابئي المسيحي لدرجة تلون ذلك الجدار الصعب بأطياف الشعب
هكذا كانت اللوحة الوطنية في بغداد .. البصرة وجميع المحافظات العراقية ..
لم تكن فرحة كأس كرة قدم بل كانت لوحة تجمعت قطعها واكتملت بخارطة عراقيه لا ينقصها سوى الامن والاستقرار
كانت تذكير بأن هذا الشعب ان وقع سينهض أقوى وذو بأس أشد وانه قادر على تكوين تظاهرة في يوم ما لتغيير الواقع
اللاعب العراقي الذي توغل بين كل هذه المحن والصعوبات ليرفع كأس البطولة هو نموذج عن اصرار العراقي لاخذ استحقاقه ولو بعد حين .. وكما أشار حسام الرسام في اغنية قديمه له ( شفتوا لاعب بالملاعب يلعب وأيده على جرحه
هذا لاعبنا العراقي من المآسي جاب فرحه )
هذا شعبنا العراقي من قلب المآسي يقتلع الفرح ..