مشهد الحب المعاصر …

مشهد الحب المعاصر …
مشهد الحب المعاصر …
الاديبة اللبنانية :نوره حلاب
عنيد كألصخر كان ذاك الرجل رغم ما اعترضه من التحديات … بين كتفيه ينبت رأسً يابسً هو ذاته الذي كان يحمله في ذاك ألصباح ، حين إستيقظ على شعور ساخن بألضجر يُلهب أعماقه وبدل ان يتعمقّ فيه ويحلِله ليدرك ألخلل
ويُصحح المسار ، كافحه بأهون السُبل .
برّدَه بدوش بارد تناوله على الريق ثلاث مرات متتتالبة إعاد على أثرها شحن نفسه بطاقة حبه للحياة.
كانت المراة تنتظره بعد كل حمّام لتحيك منه مشهداً فريداً في الأناقة وكان ألرجل يستسلم خاضعاً متلذذاً بسحر ألتفاصيل ألتي تتقن أبجديتها ، من ألف ” ألبزة والقميص والكراڤات حتى راء العطر” وهي تنثره على عنقه وكتفيه وصدره مختتمة أقصوصة الجمال والشياكة بدعوتها الشفهية المعتادة .
” الله يحرسك ويحميك ويبعد عنك اهل الشر ”
ـ ” قول آمين.”
على عجلة من امره لا يسعفه وقته حتى لقول آمين .
كان يتلقف حقيبته ويمضي نحو الباب متلهفاً في الخارج كانت تستحثّه هيصة رفاقه والزمامير وفي داخله يقفز شيطانه وهو يعزف المزامير .
عند العتبة كانت دائماً تستوقفه المرأة حائرة ..
ـ مسافَر من غير شر ؟؟؟!!!
ـ إليس واضحا هذا ؟!
ـ لم تقل لي ؟
ـ نسيت …ما المشكل …
ـ نسيت ايضا ان تاخذ دواءك ..
كألسهم كانت تنطلق تجمع أدويته ، تدسّها في حقيبته بعدها تدسّ انفها في أدق شوؤنه وهي توصيه أن يحترس من مرض ألسكر .
جاهزة كانت دائماً يافطة إجابته ألشهيرة .
ـ ” لا تخافي لا يضر سوى أبن الحرام ”
مباشرةً عينيها في عينيه كانت تصوّبها متسائلة :
ـوهل ألسكري أبن حلال؟؟؟؟!!!!
برضاي عليك …انتبه لصحتك ..
كان يضحك كثيراً من طرافة إجابتها ، يحوّل برأسه يميناً ويساراً ، يفتح الباب ينطلق خارجاً و هو يسخر من سخافة ألنساء وعقولهِن المسطحة .
” برضاي عليك ” !!!!!!!!!!!!
من تظن نفسها تلك ألمرأة حتى تجودّ عليه برضاها .
” آخر همه ….هل هي امه ….