كتاب جديد يستعرض تأريخ تأسيس نقابة الصحفيين العراقيين ودورها الوطني
/آشور- حامد شهاب. .كتاب جديد سيدخل إهتمام الأسرة الصحفية ونخبها والمكتبة العراقية ، لأول مرة ، في القريب العاجل ، وهو مكرس لإبراز مكانة نقابة الصحفيين العراقيين ومراحل تأسيسها في التأريخ العراقي المعاصر،والدور الكبير الذي لعبه الجيل الرائد من الأسرة الصحفية لإقامة نقابة صحفية مهنية تدافع عن حقوقهم،قادها الرعيل الأول من رجالات الصحافة العراقية وأدبائها عبر حقب تأريخية مختلفة، بدأت منذ عام 1938 والمراحل اللاحقة لكي يضعوا لهم قانونا للنشر والعمل الصحفي ، ينظم أحوالهم في علاقاتهم مع الجهات الحكومية وفي مجالات عملهم الإعلامي والصحفي وفي توفير حياة كريمة لهم ولعوائلهم.
ويتناول الفصل الأول من الكتاب المرتقب ، الذي أعده الباحث الإعلامي حامد شهاب ويتجاوز عدد صفحاته الـ (300) صفحة نشأة الصحافة العراقية وتاريخها المجيد الحافل بالمآثر والمواقف الوطنية المشرفة،عرض خلاله المؤلف المراحل المعاصرة من تأريخ العراق التي بلورت ووفرت الظروف لإنشاء نقابة الصحفيين العراقيين منذ البدايات الأولى لعام 1938 وما أعقبها من محاولات ، مرورا بالتأسيس والإعلان الرسمي عام 1959 ، حين أعد لها أول قانون عراقي ينظم عملها ومهامها ، والقوانين والتعديلات التي أعقبته ، وهو ما سنحاول تسليط الضوء عليه وعلى القيادات الصحفية التي توالت على قيادة تلك المسيرة،بدءا من الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري الى المرحلة الحالية التي يقود طليعتها نقيب الصحفيين العراقيين الحالي مؤيد اللامي.
وفي الفصل الثاني من هذا الكتاب جرى إستعراض المرحلة الحالية لمسارات وتقدم ونهوض نقابة الصحفيين العراقيين وهيكلها الاداري ومنجزاتها الكبيرة التي حققتها للأسرة الصحفية على صعيد المحنة الصحفية والمشروع السكني المرتقب، حتى أصبحت علامة مشرقة في تأريخنا العراقي تتقدم صفوف المجتمع العراقي، وتتولى نخبها وكوادرها ومختلف العاملين في الحقلين الصحفي والإعلامي لتكون لسان حاله والمعبر عن تطلعاته ، وهو ما خلد لها تلك المكانة بعد أن أدت دورها الوطني والقومي والإنساني، لتتولى قيادة العمل العربي ويكون لها إسهامة فاعلة ومؤثرة على صعيد دولي.
أما الفصل الثالث من الكتاب والذي يكتسب أهمية إستثنائية أيضا فقد سعى المؤلف الى إظهار جهود نقابة الصحفيين العراقيين لأن تدخل ميدانا جديدا لتخوض الأسرة الصحفية غماره لأول مرة ، والمتمثلة في الإستفادة من عمليات الذكاء الإصطناعي التي راحت تأخذ مديات مهمة ومتسارعة في عصرنا الحالي ، بالإضافة الى الصحافة الرقمية التي إنتشر إستخدامها على نطاق واسع ، لتكون الأسرة الصحفية على بينة من التقدم التكنولوجي المتسارع الخطى، والذي لابد وأن يكون لها دور ومكانة في الإستفادة من تقنيات العصر الحديث ، حيث يعد الذكاء الإصناعي علما جديدا يتفوق بسرع قياسية على العلوم الأخرى ، وهم ما ينبغي مسايرة توجهاته والإستفادة منه في مجالات عملها الإعلامي.
ويوضح الباحث أنه حين يستعرض أوائل من أرسوا بنيان تلك المؤسسة الصحفية العريقة وهي نقابة الصحفيين العرقيين فسنستذكر من خلالها كل تلك الحروف الذهبية التي سطرها الرعيل الأول منذ بدية تأسيسها الرسمي عام 1959 وما بعدها ، أي بعد عام تقريبا من قيام جمهورية العراق ، بالرغم من أن وجودها الحقيقي تمثل كما أشرنا عبر صفحات رجالاتها منذ إنطلاقة عمهم عام 1869 وما قبلها من سنوات عبر جريدة الزوراء التي عدت الأساس لإنطلاقة تأريخ الصحافة العراقية،مثلها أدباء العراق وخيرة رجاله الوطنيين الأصلاء الميامين، فكانوا مشاعر نور عبر مسارات التاريخ العراقي بقيت صفحاتهم تمتليء بكل ما يسر الخواطر ويعلي شأن الدول والأوطان،صاحبة الحضارات التي إحتضنها وادي الرافدين العريق بالعطاء الأدبي والعلمي والصحفي والفلسفي والفني وكل سلوك حضاري نال تقدير العالم ودوله وشعوبه على مر الأزمان، فكانت مسيرة ناصعة مشرفة بكل ما يملأ صفحات التاريخ العراقي زهوا وإشراقا وادوارا ومكانة تليق بالعراق والعراقيين، وما سطروه عبر هذا التاريخ من أدوار مشرفة هي كل ما تتفاخر به الأجيال العراقية عبر حقبها ، وهم يستحقون أن يكتب عنهم التاريخ بما يعلي شأنهم وما يرفع من اقدارهم بين شعوب الأرض.
ويبرز المؤلف إهتمام السيد نقيب الصحفيين العراقيين مؤخرا لأن يكون هناك دور للصحفيين والإعلاميين ولنقابتهم من خلال كلية أو أكاديمية تعنى بالذكاء الإصطناعي والإستفادة من الصحافة الرقمية في تنمية العمل الإعلامي والتقني المتسارع ، حيث تعد وسائل الإعلام إحدى مجالات إستخدامه المهمة ، ما إستدعي من السيد مؤيد اللامي التنسيق مع جامعة بغداد ورئيسها وعمدائها وبخاصة كليات الإعلام، ليكون للاسرة الصحفية دورا مهما في الإستفادة من ميادين هذا العلم الذي داهمنا بسرعة، ولابد من أن نكون حاضرين ومتهيأين خوض غماره بعون الله.
وركز الكتاب على الدور الريادي الذي بذله نقيب الصحفيين العراقيين السيد مؤيد اللامي عبر فترات توليه مهام النقيب وقيادته مراحل إنطلاقة تلك النقابة ما يشكل علامات فخر وإعتزاز في ظل قيادته لها عراقيا وعربيا وعلى صعيد دولي، وهو ما سنحاول تسليط الضوء عليه ، ويكون له الدور الأكبر في أن يحظى بالتقدير والإعتزاز من قبل الأسرة الصحفية ، ومن كل النخب العراقية وكفاءاتها المقتدرة التي تركت بصمات خالدة يذكرها العراقيون بالإعتزاز والتقدير، حيث يعدون النخب الصحفية على أنهم هم تيجان رؤوسهم العامرة بكل ما يرفع الرأس شموخا وكبرياء.
والكتاب الحالي كما يشير المؤلف يولي إهتماما كبيرا لإبراز الدور والمكانة التي لعبتها نقابة الصحفيين العراقيين عبر صفحات التأريخ العراقي المعاصر ، والقوانين التي شرعت وجودها وتاريخ انطلاقتها، وكيف إستطاعت تلك النقابة آداء أدوارها الوطنية عبر مسارات هذا التاريخ، وما قدمته من صفحات مشرقة تمثل تطلعات نخب العراق ومثقفيه ومن ولجوا أبواب صاحبة الجلالة ومن كتبوا في تأريخها بأحرف من نور تأريخها المرصع بكل ما يرفع الرأس ويشكل علامة فخر وإعتزاز، كانت على الدوام محط إشادة كل الشعب العراقي وقواه السياسية الوطنية ، وهو ما نحاول أن نسبر دورها ومكانتها في هذا العرض الذي يعد أول محاولة للغوص في تأريخ نقابة الصحفيين العرقيين وفي مكانتها اللائقة التي إحتلتها عبر عقود من الزمن ، كانت فيها شاهدا أمينا على أحدث العراق وحقبه الزمنية المختلفة. وتنتظر الأسرة الصحفية بفارغ الصبر صدور هذا الكتاب ليكون لهم خارطة طريق تقودهم الى سبر أغوار تأريخ نقابتهم المعطاء ، والتي كانت لهم أدوار وطنية عراقية نالت تقدير العراقيين وثنائهم ، كونهم كانوا لسان حال الشعب العراقي والمعبر عن آمالهم وتطلعاتهم في حياة حرة كريمة وحكم وطني رشيد ، وفي أن يبقى العراق المدافع الأمين عن محيطه العربي والإسلامي،ويشارك المجتمع الدولي توقه لتأكيد حقه في إرساء دعائم وحدته وسيادته وإستقلاله وفي الحفاظ على ثروته الوطنية وتحقيق الإستقرار الإقتصادي والسياسي والأمني لشعبه وهم واثقون من أن المؤلف الذي أعد مجموعة كتب عن العمل الصحفي والإعلامي وميدان الاخبار المسربة والحرب النفسية ما يعد إضافات نوعية أغنت المكتبة العراقية والنخب الثقافية بحاجتها الى كل من يهتم بشؤونها ويرفعها المقامات التي تستحق ، وقد أنجز كل تلك المهام بتألق ونجاح ، ونال ثناء وتقدير النخب الإعلامية التي أكدت أن نتاجات نوعية كهذه سيخلدها تأريخ الصحافة بأحرف من نور.(انتهى)