بعد احتراق معظم أعماله السابقة.. معرض جديد للفنان جلال لقمان بعنوان “ما لم تأكله النار”.

الرابط المختصرhttps://www.ashurnews.com/?p=52869

بعد احتراق معظم أعماله السابقة.. معرض جديد للفنان جلال لقمان بعنوان “ما لم تأكله النار”.

Linkedin
Google plus
whatsapp
17 أكتوبر , 2024 - 2:02 ص

بعد احتراق معظم أعماله السابقة.. معرض جديد للفنان جلال لقمان بعنوان “ما لم تأكله النار”.

31st Oct – 18th Nov, 2024

/ابو ظبي- آشور..تحت عنوان “ما لم تأكله النار” يقيم الفنان التشكيلي الإماراتي جلال لقمان في غاليري آرت إن سبيس في دبي، الفترة من 31 أكتوبر لغاية 18 نوفمبر، معرضه الفردي الأول بعد الحريق المؤسف الذي أصاب أعماله المخزونة في مستودعه الخاص، وأتى على ما أنجزه الفنان من أعمال فنية طوال أكثر من أربعةٍ وثلاثين عاماً، كان يعُدُّ خلالها رائد الفن الرقمي وأول فنان تشكيلي رقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

الفنان التشكيلي جلال لقمان

ومن جانبه، أشار الفنان التشكيلي جلال لقمان إلى أهمية أن يخوض الفنان كما كل إنسان، تجارب الحياة بحلوها ومرّها، مؤمناً بقضاء الله المقدّر له، ومستكشفاً الفرص السانحة في التحديات التي تفرضها عليه الظروف والمفاجآت، وخاصةً إذا كانت بفعل عوامل خارجة عن إرادته مثل النيران التي أتت على كل ما أنجزه طوال ثلاثة عقود ونصف من مسيرته الفنية.

وتابع لقمان: “كلُّ عمل من أعمال المعرض يعني لي الكثير كونه يحمل رسالة قيامة الحياة من رحم الموت، وانبعاث الأمل كما طائر العنقاء من الرماد، وخاصة عمل كلمة “القيّوم بعد النار”، وهو العمل الأول الذي فكّرت أن أعيد إنتاجه بعد احتراق منحوتته الأصلية، والذي لوّنته بالأحمر، وشكّلته، كما الأعمال الجديدة الأخرى، على ما أنا مقتنعٌ به من علاقة بناء وصمود وثبات بالمعدن والحديد الخرساني والمسامير والقضبان المعدنية، كعلامة قوة ضد النار والفناء”.

وختم الفنان لقمان بالقول: “عمل كلمة “الله” لم أستطع للأسف أن أعيد تشكيله لأنه ذاب وانصهر بشكل لم يعد من الممكن إعادة العمل عليه، لذا جمعت بقايا الألمنيوم الذائب وكوّنت منها مجموعة من المنحوتات المتوسطة الحجم والصغيرة لتكون ضمن المجموعة المعروضة إلى جانب بعض الأعمال القديمة التي نجت من النيران وعددها أربعة أعمال”.

ورغم النيران التي أتت على معظم أعماله الفنية، إلا أن هذا المعرض يأتي تتويجاً لتجربة الفنان خلال العقود الماضية عبر أكثر من ثلاثين عملاً من الديجيتال والمنحوتات بخامات الحديد والألمنيوم المنصهر بفعل الحريق، إلى جانب ثلاثة أعمال فنية غامرة متعددة الحواس، حيث يدخل المتلقي في عالم الحريق عبر شاشات 360 درجة، ليعيش تجربتي الفنية بجميع حواسه، بالإضافة إلى مجموعة من 12 عمل رسمها الفنان ثم استعان بالذكاء الاصطناعي للإضافة الجمالية والتقنية عليها وتقديمها بشكل فني مبتكر.

ويتضمن المعرض الفردي للفنان والذي يجسّد تجربته في الفن التقليدي والرقمي الثابت والمتحرك والفن بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي، أعمالاً متنوّعة إلى جانب عمل “القيّوم بعد النار”، وبينها عمل “ماء” بلونه الأزرق، كأنه الانهمار المائي الذي يجمع السماء والماء معاً من بحر ونهر وجداول بلون ومعنى واحد من سورة الأنبياء، الآية ثلاثون: “وجعلنا من الماء كل شيء حي”.

أما عمل “سحاب” فتغلب عليه ثيمة ارتفاع قامة الفنان وثباته في وجه النيران التي أدّت إلى احتراق أعماله الفنية كلها، وما عناه ذلك له من تحوّل وتحدٍّ لعزيمته وإصراره على استكمال مسيرته الفنية كما سحابٌ ينهمر ليروي ظمأ الناس إلى الإبداع، بينما يمثّل عمل “وردة” زهرة الدم الحمراء التي تؤاخي النار وتنسجم مع لهيبها المستعر، رغم أنها تناقضها بفعل انزراع وقيامة في باحات الجمال وتربة التكوين الخصبة عبر الجهات الأربع.

ويجسّد عمل “جنين بقلب كبير” فعل الولادة المتجددة بفكر خلاق منفتح على الاحتمالات المتناقضة من خير وشر وولادة وموت وظلام ونور، مع تركيزه على حقيقة أن في داخل كلِّ فنان طفلاً يتعلق بالحياة ويحبّها، مهما عاندته وآلمته، بينما يثير عمل “برد” بلونه الأزرق تساؤل المتلقي بين اسمه والشعور به فكأنّ جلال لقمان يحاول توثيق لحظة الموت والاحتراق بشكلها البهي المسالم، ونزوعها الفني إلى الشعور ببرودة موت الأحياء لا الأشياء والأجساد لا الأرواح التي تبقى لتجعلنا أكثر تعلقاً بالذاكرة والذكريات التي تركتها خلفها.

ومن الجدير ذكره أنّ الفنان جلال لقمان، ومنذ ما يقارب الثلاثة عقود ونصف من الزمن افتتح عهداً جديداً مغايراً في مسيرة الفن التشكيلي الإماراتي، مخلصاً لتقنيات الرسم وقيمه الفنية القديمة، ولكن عاملاً على تقديمها إلى جمهور معاصر مختلف، بتقنيات الكمبيوتر والرقمية، حيث مارس لعبة الإبداع الفني إلى أقصى حدوده، مستقرئاً الخامات المتعددة، معدناً وحجراً وخشباً، قماشاً وورقاً وألواناً. كما كان عبر برنامج التدريب الفني السنوي “رحلة جلال لقمان” الذي أطلقه عام 2008، مرشداً لفنانين ناشئين أصحاب تجارب إبداعية كثيرة، إماراتيين وعربا وأجانب، عمل معهم بلا كلل ولا ملل، في رحلاته إلى الطبيعة الإماراتية والفضاءات المفتوحة، عاملاً على زرع تقنياته الفنية وقيمه ومُثُله الأخلاقية فيهم.

كما عدّد جلال لقمان خلال مسيرته الفنية الحافلة، أنماط عمله التشكيلي والمفاهيمي بالوسائط والخامات المتعددة، من اللوحات والمنحوتات والأعمال التركيبية والمجسمات، بآفاق فنية شاسعة، وطموح إبداعي يحوّل الخشب والألمنيوم والزجاج والفولاذ المجلفن إلى أدوات تعبيرية ذات قيمة جمالية فنية عالية، في محاولة تجسيد الفنان للعاطفة الخام التي تعتمل فيه ولا يستطيع أن يأسرها ببعدين اثنين كما في اللوحة. وقد اشتغل لقمان، في قاعة العمل الخاصة به في مصفّح الصناعية بأبوظبي، على الأعمال ذات البعد التركيبي النحتي، وكان بينها عمله “العملاق الخفي”، وهو عبارة عن مجسم رجل عملاق بطول عشرة أقدام من المعدن الصلب (والذي ينتمي إلى الفن المفاهيمي إذ يحمّله الفنان لقمان رمزيةً عالية تشير إلى العمالقة من أصحاب الفكر والمبدعين الملهوفين لتقديم معارفهم وخدماتهم للمجتمع، إلا أنهم لا يلقون التقدير المناسب)، ومن بين أعماله الفنية البارزة كذلك “أثر الابتسامة” الذي استحضر فيه إيحاءات العمل الدافنشي بروحية الفنان الإماراتي المعاصر الذي يقدم النسخة العربية من “الموناليزا”، والذي تم عرضه ضمن معرض “ثلاثة أجيال” في كلٍّ من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

مكة المكرمة