السيادة الإعلامية العراقية ورفض التدخلات الخارجية

الرابط المختصرhttps://www.ashurnews.com/?p=57547

السيادة الإعلامية العراقية ورفض التدخلات الخارجية

Linkedin
Google plus
whatsapp
12 سبتمبر , 2025 - 2:50 ص

السيادة الإعلامية العراقية ورفض التدخلات الخارجية

كتبت : د. دعاء يوسف

يشهد المشهد الإعلامي العراقي اليوم تحركات ملحوظة من قبل بعض الإعلاميين العرب الذين يسعون للتدخل في الشؤون العراقية، سواء عبر التحليل أو التعليق على الظواهر الاجتماعية والثقافية والسياسية، وهذا ما يثير التساؤلات حول حدود التدخل الإعلامي وأثره على المجتمع المحلي. نحن في العراق، لدينا صحفيون وإعلاميون ونقاد وخبراء وباحثون اجتماعيون يتمتعون بالكفاءة والمهنية، وهم قادرون على تناول أي قضية داخل البلاد بموضوعية واحترافية، ما يجعل أي تدخل خارجي غير ضروري وغير مرغوب فيه.

الخبرة العراقية في رصد الظواهر ومناقشتها متميزة، فالمجتمع يمتلك شخصيات إعلامية وعلمية تثبت جدارتها في متابعة القضايا اليومية وتسليط الضوء على المشكلات الحقيقية التي تواجه البلد، سواء كانت ظواهر اجتماعية، اقتصادية أو ثقافية. تدخل أي صحفي أو إعلامي من خارج العراق، حتى وإن كان ذا سمعة طيبة في بلده، قد يؤدي إلى تشويه الصورة أو تقديم قراءة لا تعكس الواقع بدقة، ويضع العراق في موقف تبعية إعلامية غير صحيحة.

د. دعاء يوسف

نحن، كمجتمع متكامل، نرفض استيراد التقييمات الخارجية التي قد لا تفهم طبيعة المجتمع العراقي وتقاليده وقيمه، ونرى أن كل صحفي يجب أن يلتفت إلى بلدته، ويمارس عمله في رصد المشكلات وتسليط الضوء على الظواهر بأسلوب احترافي يضيف قيمة فعلية للمجتمع، بدلًا من السماح بتدخلات خارجية قد تكون غير دقيقة أو مدفوعة بأجندات لا تعكس مصالح البلد. الصحافة العراقية اليوم قادرة على الإضاءة على الإيجابيات ومعالجة السلبيات دون الحاجة لأي جهة خارجية، ويكفي أن نرفع القبعة لشخصياتنا الإعلامية التي أثبتت كفاءتها، فالمجتمع يمتلك كل العناصر اللازمة لبناء إعلام قوي ومستقل. التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على هذه السيادة الإعلامية، وتوجيه كل الطاقات المحلية نحو تعزيز المهنية والدقة في نقل المعلومات وتحليل الظواهر، بعيدًا عن أي تأثير خارجي قد يحرف الرسالة الإعلامية. إن عراقنا غني بالكفاءات الإعلامية والعلمية التي تستطيع أن تقدم رؤية شاملة ومتوازنة لكل ما يحدث داخل البلد، وهذا يتطلب أن يلتزم كل صحفي أو إعلامي محلي بمسؤولياته، وأن يركز على ما يحتاجه المجتمع من بيانات وتحليل ووعي، دون السماح لأي تدخل خارجي يقتحم شؤوننا الداخلية أو يحاول تقييم مجتمعنا وفق معايير خارجية قد لا تتوافق مع واقعنا.

مكة المكرمة