خبز مسموم.. قصة الحنطة المرة

خبز مسموم.. قصة الحنطة المرة
خبز مسموم.. قصة الحنطة المرة
كتبت: نورا المرشدي
كل يوم كانت تصنع الخبز بيديها، وكان الأطفال الصغار الأبرياء يأكلون مما تصنع، فلا يعرفون للرغيف طعمًا سوى الأمان والدفء. الرغيف عندهم لم يكن مجرد طعام، بل حياة يختزن فيها معنى البركة ونعمة العائلة.
لكن الشيطان حين يجد ثغرة صغيرة في قلبٍ ضعيف، يوسوس ويستغلّ. تسلّل إلى عقلها الباطن، وأوهمها أن مصيرها مهدّد، وجعلها تردّد بين نفسها: “سوف يطلقني زوجي.. سوف يطلقني زوجي”. ومن هنا بدأت الحكاية المأساوية.
في مصر الشقيقة، وقعت حادثة أدمت القلوب وهزّت الضمير الإنساني؛ إذ أقدمت زوجة ثانية على دسّ السم في رغيف الخبز لتقتل به زوجها وأطفاله الستة.

الرغيف الذي كان يومًا رمزًا للحياة صار أداة موت، والبيت الذي امتلأ بأصوات الأطفال تحوّل في لحظة إلى صمت ثقيل يكسوه الفقد.
القصة ليست مجرد تفاصيل عن جريمة عائلية، بل هي مرآة لخلل عميق حين تضعف القيم وتنهار الحدود بين الخير والشر. الحقد والغيرة والوساوس يمكن أن تقتل أحيانًا أكثر مما يفعل السم ذاته.
لقد عرفت الحنطة عبر التاريخ كرمز للعطاء، لكن حين يغيب الضمير ويتسيّد الشر، حتى البركة يمكن أن تتحوّل إلى نقمة.
إنها صرخة تقول لنا: ليس الخبز وحده ما يشبع البطون، بل المحبة والرحمة هما ما يمنحان للأكل معنى الحياة. وتبقى “قصة الخبز المسموم” جرس إنذار، بأنّ الأخطر من السمّ الذي يُعجَن في الرغيف هو السمّ الذي يسكن النفوس حين تستسلم للشيطان