ألدّورانُ الأخيرُ

ألدّورانُ الأخيرُ
(يستطيع أي رجل أن يردد هذه القصيدة حين يلتقي بأنثاه)
الدّورانُ الأخيرُ
الاديبة نجاح ابراهيم
ممضٌّ وهالكٌ
كانَ ترحالي
كأنّ المسافاتِ سرابٌ
والوصولُ خرافةْ!
إلى أن شكلتكِ ريشةُ اللهِ
من ندىً
وعطرٍ
وسلافة
فتراهجَ القلبُ
باحثاً عن شيءٍ مفقود
في الوجدان
حقولَ النساءِ خضتُ
بلا ندمٍ
وكثيراً نحو الأحمرِ لهثتُ
أو تضحكين؟!
ثوراً هائجاً كنتُ
أساطُ بالهراءِ
كنتُ أبداً في طاحونة هرائهنّ
” وما طحنتُ قط سوى الهواء”
أحاطُ بالأظافر
والعسلِ الممجوجِ والسّهرِ المرّ
رمّدني فحيحُهنّ
عابراتُ وجعٍ واشتهاءات وامضة كنّ
هباءٌ كلهنّ
قبضُ ريحْ
موتاً كان موتي
حتى جئتُ دوراني
وفي موطئ قرطٍ
من مسكٍ عليّ أستريحْ
يا أنتِ!
ينتحرُ دمي
أكادُ أخسرُني
إن لم تكوني
كلّ زمانٍ ومكانِ
الآن أعلنُ عن ولادتي
من الرّماد
طائرُ النارِ أنا
حيواتي السابقات
لم تكنْ ذا معنى
وجهُك لي
لي وجهُك
مسكونٌ بالطهر الذي فيه
أديريه..
صوبَ قلبي المعنّى
هلاّ غفرتِ لآثمٍ يا روعتي؟!
اقترفَ من الضّياعِ ما يُثقلُ الزّمنَ
كلُّ الأنبياءِ جاؤوا للآثمين مثلي
هل رأيتِ نبياً أرشدَ نبيا
قوليهِ..
أيّ نهرٍ يكفي لأتعمد فيهِ؟
تالله- لا أجدُ سوى ماءِ الخدّ الأبهى
اقفزي فوق ذنبي
أشرقي في تعبي مرّةً واحدةً
وانظريهِ..
كيف أُبعث حيّا
وكيف للوقتِ الجميلِ معكِ أغنّي
يصبحُ للغناءِ طعم البريق
وصوتي يكتنزُ بحلوِ لُماكِ
ويدايَ فيهما الموجُ يعلو
الآن أصحو
من التياثي
لأقعَ في نشوتي
معجزتي الكبرى
أدخليني التاريخَ سيدتي
يا امرأة الدّوران الأخير!
ما عدتُ أستسيغُ الحياة
خارج التاريخ
انطقيهِ..
كم أحتاجُ
من الابتهالاتِ؟
كي أخلق بين يديك
عاشقاً متفجّراً
كغيوم الله
في السّماواتِ