مسعود بارزاني والخطاب الوطني

الرابط المختصرhttps://www.ashurnews.com/?p=58272

مسعود بارزاني والخطاب الوطني

Linkedin
Google plus
whatsapp
21 أكتوبر , 2025 - 11:59 م

مسعود بارزاني والخطاب الوطني

كتب:عامر القيسي

فيما تغرق البلاد بخطابات ” ماننطيها ” و ” لاتضيعوها ” و”حقوق المكون والمكونات ” على ايقاعات التنافس الانتخابي ، يقدم لنا الرئيس مسعود بارزاني خطاباً مغايراً يتسم بروح الوطنية العراقية وهويتها التأريخية العميقة والاصيلة متجاوزاً العقلية الضيقة التي ترى في المشهد الانتخابي فرصة للمكاسب الضيقة الطائفية والحزبية والعشائرية والعائلية والشخصية !

يوصي ويوجه الزعيم بارزاني في الخطاب الذي ألقاه  خلال إعلان قائمة الحزب الديمقراطي الكردستاني مرشحي الحزب قائلاً ”  “أريدكم أن تعتبروا أنفسكم نواباً ليس لمحافظات كوردستان فقط، بل لجميع محافظات العراق” في رؤيا دستورية محتواها ان كل مرشح يمثل مائة الف عراقي دون  التطرق الى انتماءات الناخب وهويته الفرعية سواء كانت مذهبية أو قومية أو دينية .

رؤيا ترى في العراق جسداً واحداً فما يصيب البصرة من سوء لن يكون الاقليم في منآى منها وفي ازدهار بغداد اضافة للمنجز في أربيل وفي ارتفاع نسب الفقر في الوسط والجنوب انعكاساً سلبياً على اقتصاد الاقليم وفي التحديات السياسية والوجودية للبلاد تحدياً للاقليم كما في مواجهة الارهاب والتحولات الجيو سياسية في المنطقة .

خطاب لم يفاجىء المنصفين فطالما كان كاكه مسعود يقدم التنازلات من أجل تجاوز الازمات في البلاد سواء في صراعات تشكيل الحكومات المتتالية منذ 2003 أو توزيع الاستحقاقات الانتخابية على مستوى التوافقات مع الحكومة الاتحادية او مع شركائه في الاقليم.

في مواجهة هذا النهج السياسي العقلاني والواقعي والوطني الصحيح ، هناك الخطاب الفئوي الضيق الذي يختصر الهوية الوطنية الشاملة والواسعة والجامعة الى هوية فرعية ترى في الآخر عدواً في ساحة صراع من صناعة الخيالات والاوهام المريضة !

ماقدمه كاكه مسعود في هذا النموذج من الخطاب الوطني العميق يصلح ان يكون منطلقا لخطابات مشابهة ترى في نجاحات الاقليم نجاحا لابن البصرة والناصرية وبغداد والنجف .

عامر القيسي

نحن بحاجة الى خطابات وسلوكيات تطبيقية تنزع عنها عباءة الانانية والاحقاد بترسباتها التأريخية ودوافعها غير المبررة باختلاق الازمات مع الاقليم عبورا على كل النصوص الدستورية التي تنظم العلاقة بين بغداد واربيل والتي غالبا ماتكون تطبيقاتها انتقائية حتى تصبح الازمة  ككرة الثلج التي ربما لايستطيع احد ايقافها ! النائب الكردي الذي يتوجب عليه الدفاع عن ابن البصرة والديوانية والانبار ينبغي ان يواجهه نائبا  من بغداد يدافع عن حقوق الشعب الكردي والنائب عن كركوك ينبغي ان يدافع عن حقوق اهل السماوة..هذا هو الطريق السليم لوحدة البلاد واستقرارها وما وصايا كاكه مسعود لمرشحي الحزب الديمقراطي الكردستاني الا نموذجا لما يرغب به أي مواطن عراقي باختلاف شكله ولونه ودينه.

مكة المكرمة