لمحة بصر

الرابط المختصرhttps://www.ashurnews.com/?p=58019

لمحة بصر

Linkedin
Google plus
whatsapp
10 أكتوبر , 2025 - 12:50 ص

 لمحة بصر

كتبت: نورا المرشدي

تمرّ السنوات كلمح البصر… تمضي الأيام سريعًا كأنها مشهد يُعاد في فيلمٍ قديم، نعود فيه بالذاكرة إلى ما قبل الحدث، إلى زمنٍ كان أبسط وأجمل.

تمامًا كما في مسلسل خان الذهب للكاتب العراقي محمد حنش ، حين تعود الأحداث  في الجزء الثاني إلى الأيام التي لم تكن فيها العائلة تعرف شيئًا عن الحزن… إلى الضحكات الصافية، والمساءات الدافئة، والقلوب التي كانت مطمئنة بما تملك، لا بما تفتقد.

في نفس العام، كانت البداية جميلة… كنا نجتمع على سفرةٍ واحدة، تملؤها الأحاديث والابتسامات، ولم نكن نعلم أن الأيام تخفي لنا وجهًا آخر من الحكاية. فجأة، وفي العام ذاته، تغيّرت الأمور، وتحوّل الدفء إلى وجعٍ صامت.

أصبح المكان مختلفًا، والزمان غريبًا، وحتى الذكريات تحوّلت إلى سكاكين صغيرة تُجرحنا كلما مررنا بها.

رائحة عطرٍ قديم، لون ثوب، أو أغنية من زمنٍ مضى… جميعها أصبحت مفاتيح ذاكرةٍ موجعة، تُعيدنا إلى لحظاتٍ كنا نظن أنها باقية إلى الأبد.

لقد تغيّر كل شيء… أصبحنا ننتظر مصيرنا المجهول، ويومًا مجهولًا، وفقيدًا آخر.

نورا المرشدي

ها هي الحياة… تمضي بنا بين لحظة فرحٍ ولحظة فقد، لا تمنحنا مهلةً لنلتقط أنفاسنا، ولا وعدًا بأن القادم سيكون أفضل، لكنها رغم قسوتها، تُعلّمنا الصبر، وتُعيدنا إلى الله في كل وجعٍ ومع كل غياب.

تمرّ الأعوام كما تمرّ اللقطات في شريط الذكريات، لا تعود، لكنها تبقى محفورة في الوجدان. نتذكّرها كأنها مشهد من فيلمٍ جميلٍ مؤلم في آنٍ واحد، فنبتسم تارةً، ونتنهّد تارةً أخرى.

هي لمحة بصر… تختصر بين رمشة عينٍ عمرًا كاملًا من الحكايات. ومع كل نهاية عام، ندرك أن أجمل ما نملكه هو ما يبقى في القلب: لحظة صادقة، وذكرى طيبة، وأثر لا يزول

مكة المكرمة