حازم جابر.. شاعر غنائي يرسم وجدان العراق

الرابط المختصرhttps://www.ashurnews.com/?p=57805

حازم جابر.. شاعر غنائي يرسم وجدان العراق

Linkedin
Google plus
whatsapp
30 سبتمبر , 2025 - 1:31 ص

حازم جابر.. شاعر غنائي يرسم وجدان العراق

/آشور- د. دعاء يوسف

في المشهد الغنائي العراقي والعربي، يبرز اسم الشاعر حازم جابر بوصفه أحد أهم الأصوات الشعرية الشابة التي استطاعت أن تؤسس حضورًا قويًا عبر نصوص غنائية جمعت بين قوة الكلمة وعمق التجربة. جابر لا يكتب القصيدة باعتبارها مجرد كلام يُغنّى، بل يرسم بالكلمات لوحات شعرية تتحول، على ألسنة كبار المطربين، إلى أغنيات خالدة.

القصيدة الشعبية وريثة الفصحى

في حواراته وتصريحاته، يذهب جابر إلى أن القصيدة الشعبية العراقية لم تعد أقل شأنًا من القصيدة الفصحى، بل صارت وريثتها الشرعية منذ جيل مظفر النواب، الذي ـ بحسب تعبيره ـ “أغلق الشعر الكلاسيكي وانفتح على العامية إلى يومنا هذا”.

هذا الوعي النقدي يؤكد أن جابر لا يتعامل مع الشعر الشعبي كإطار بسيط أو مباشر، بل كمساحة خصبة للتجريب والتأثير في الوجدان الجمعي، حيث تختلط الصور الشعرية بالعامية الرشيقة لتنتج نصوصًا قادرة على مخاطبة الشارع والنخب معًا.

الشاعر حازم جابر

الشعر والغناء: تكامل الأدوار

يرى جابر أن الغناء العراقي والعربي تأثر بعمق بتجربة النواب وجيله، إذ تأسست على أنماط قصائدهم ما يُعرف بـ”أغنية الوحدة الكبيرة”، التي غيّرت طرق التلحين وأساليب الأداء. لذلك فهو يؤكد أن العلاقة بين الشاعر والملحن والمطرب هي علاقة تضامنية:

> “بين القصيدة واللحن صوت مطرب حقيقي، يعيد تشكيل ذائقة الشارع بجمال صوته وحسن اختياره للكلمات الشعرية بصورها وأنساقها، ما يجعل المسؤولية تضامنية عن المستوى الحضاري المترتب على الغناء”.

أعمال غنائية بارزة

لم تبقَ نصوص حازم جابر حبيسة الورق، بل وجدت طريقها إلى قلوب الناس عبر أصوات مطربين كبار في العراق والعالم العربي. فقد كتب أغنيات لـ هيثم يوسف،ياس خضر  محمد عبد الجبار, حاتم العراقي, بلقيس فتحي, رحمة رياض, فايز السعيد, أصيل هميم, نصر البحار, قيس هشام, صابر الرباعي، وإسراء الأصيل.

هذه الأعمال لم تكن مجرد نصوص مغنّاة، بل محطات فنية بارزة أكدت أن القصيدة الشعبية العراقية قادرة على أن تكون جسراً بين التراث والحداثة، وبين الوجدان المحلي والذائقة العربية.

خاتمة تجربة حازم جابر تضعه اليوم في موقع متقدّم بين شعراء الأغنية العراقية، فهو شاعر لا يكتفي بكتابة النص، بل يعي دوره في المنظومة الغنائية بوصفه شريكًا في تشكيل الذائقة العامة. قصائده، وهي تتنقل بين الحب والخذلان والحنين والوطن، تتحول إلى لوحات غنائية تُغني الذاكرة الجمعية وتؤكد أن الكلمة الصادقة قادرة على أن تصنع فنًا خالداً.

مكة المكرمة