الشيخة المياسة.. الأميرة المتربعة على عرش الفنون في قطر

الشيخة المياسة.. الأميرة المتربعة على عرش الفنون في قطر

نص :بوعلام غبشي|فيديو :فرانس 24تابِع
(اشور – متابعة)..تحتل الشيخة المياسة مكانة خاصة في الحياة الفنية والثقافية في قطر، لدورها في رفع راية بلادها عاليا في هذين المجالين. وصنفت إحدى المجلات البريطانية المختصة المياسة، وهي شقيقة أمير قطر، ضمن قائمة النساء الأكثر تأثيرا في عالم الفن، كما ورد اسمها ضمن لائحة أقوى 100 امرأة في العالم. ويأتي تسليط الضوء هذا على الأميرة في سياق افتتاح متحف قطر الوطني في الدوحة أمام الجمهور يوم 28 مارس/آذار.إعلان
لا يمكن الحديث عن الفن والثقافة في قطر دون ذكر اسم الأميرة الشيخة المياسة شقيقة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. لقد استطاعت الأميرة أن تتربع على عرش الفن والثقافة في بلادها منذ نحو 15 عاما. وعاد اسمها ليحتل العناوين الكبرى في النشرات الثقافية الغربية بمناسبة تدشين المتحف الوطني في الدوحة مساء يوم 27 مارس/آذار، بحضور والدها ورئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب. ويفتح المتحف الوطني أبوابه يوم 28 مارس/آذار أمام الجمهور.
وولدت الأميرة مياسة من الأمير السابق لقطر الأمير حمد بن خليفة آل ثاني والسيدة الأولى السابقة للإمارة الشيخة موزا في 1982، درست العلوم السياسية في فرنسا والولايات المتحدة. وكان رئيس الحكومة السابق ووزير الخارجية دومينيك دوفيلبان في عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، إحدى الشخصيات الفرنسية التي قدمت لها الدعم خلال مرحلة دراستها في باريس.
وتشغل الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني منصب رئيس مجلس أمناء متاحف قطر ومؤسسة الدوحة للأفلام ورئيس مجلس إدارة “أيادي الخير نحو آسيا”، وفق ما يرد على موقع “متاحف قطر”، الذي لم يفته الوقوف عند دور الأميرة في “بناء مستقبل قطر الإبداعي”.
ثقل فني وثقافي تجاوز حدود الإمارة
دورها الفني والثقافي تجاوز حدود بلادها، واستطاعت الأميرة أن تنقش اسمها ضمن خانة الشخصيات الأكثر تأثيرا في عالم الفن، حسب تصنيف المجلة البريطانية “أرت ريفيو” في 2013، كما سبق لمجلة “فوربس” أن اختارتها ضمن قائمة المئة امرأة الأقوى في العالم.
وهذه القوة استمدتها من حضورها الكبير في المزادات الدولية، حيث اقتنت العديد من التحف لصالح بلادها بمبالغ خيالية. نقلا عن “فوربس” تشير الصحيفة الفرنسية لوموند، التي خصصت لها أمس الأربعاء مقالا، أنها قد تكون وراء شراء لوحة للرسام الفرنسي بول غوغان بمبلغ 210 مليون دولار في 2015 وأخرى لمواطنه سيزان بـ250 مليون دولار. وتتابع أنها قد تكون أنفقت مليار دولار في سنة واحدة من أجل اقتناء تحف فنية لقطر.
أبرز مقتطفات جولة كبار الزوار. في حفل افتتاح #متحف_قطر_الوطني
48 people are talking about thisTwitter Ads info and privacy
وتحاول من خلال إشرافها على المجال الفني والثقافي في بلادها إضفاء بعد حداثي على مجموعات المتاحف القطرية عبر إدخال قطع من الفن الغربي المعاصر، وكان ذلك قوبل بالرفض من قبل العديد من المحافظين الذين يحصرون العمل الفني عادة في خانته العربية والإسلامية القحة. وهو ما حصل مع أعمال الفنان داميان هيرست، إذ اضطر أحد المتاحف القطرية إلى حجب مجسمات لأجنة من البرونز عن الأنظار في 2013 بسبب الجدل الذي أثير حولها، ولم يتم الكشف عنها حتى 2018.
تأثير مرتبط بتقلص الموارد المالية
يعتبر مراقبون أن تأثير الأميرة في الساحة الثقافية المحلية والدولية تأثر كثيرا بتقليص الموارد المالية المخصصة للمجال الفني والثقافي في قطر. وهذا، جراء انهيار أسعار البترول في 2014، الشيء الذي أرغم دول الخليج، بما فيها قطر، إلى مراجعة سياسة الإنفاق العام، والدخول في سياسات اقتصادية ومالية جديدة.
وهذا الوضع أثر على السير العام للمشاريع الثقافية في قطر، حيث تباطأ تقدم إنجازها، كما كان شأن إنجاز متحف قطر الوطني الذي كان مقررا أن يفتح أبوابه في 2016. لكن صورة الأميرة في الإعلام الدولي ظلت بنفس الألق وبالقوة نفسها. فصحيفة “لوموند”، الفرنسية اعتبرتها إلى جانب والدتها الشيخة موزا “الوجه الإنساني للإمارة البترولية”.
حضورها في افتتاح متحف قطر الوطني، الذي كان تصميمه من إبداع المهندس المعماري الفرنسي الشهير جون نوفيل، جلب اهتمام وسائل الإعلام. وقالت الأميرة في كلمة لها بالمناسبة إن “المستقبل لابد أن يكون نابعا من استيعابنا المتكامل لماضينا، فإننا نتقدم للأمام مع التركيز الشديد على الثقافة بأشكالها المتنوعة، متعمقين في تراثنا العربي ومستكشفين لمختلف الفنون وتطوراتها المعاصرة داخل دولة قطر وخارجها”.
وتعتبر الشيخة المياسة أن “الثقافة جسر للتواصل بين الشعوب، وبافتتاحنا لهذا الصرح الجديد فإننا بذلك نقدم للعالم منصة استثنائية للحوار”. ويستعرض المتحف الوطني مراحل مهمة من تاريخ قطر بصورة فنية، ستثير لامحالة فضول الكثير من هواة المتاحف داخل قطر خارجها.
بوعلام غبشي
المصدر: فرانس 24