الشابندر .. آخر طبعة ..!!

الشابندر .. آخر طبعة ..!!
الشابندر .. آخر طبعة ..!!
كتب: كاظم المقدادي
بعدما ان كتب رهط من المثقفين وهم يدافعون عن الصديق غالب الشابندر ، ضد من جعل العشيرة مكاناً وساحة وسلطة بدلاً من الدولة ، مستأثراً بقربه من مركز القرار الحكومي .. مستغلاً فضاءات عامة وخاصة ، متحمساً و متحدياً وبلغة (الطگ – بطگ) …
كان يفترض بالشابندر ان يهدأ وياخذ نفساً عميقاً ، ويراجع ما له وما عليه ، فليس كل من شاهده وهو ينتقد بشكل لاذع خصومه ، يفترض ان يكون معه ، لأن للنقد معايير ، وللهجاء بواكير .
لم تكن جميع التعليقات على (صفحتى) وعلى صفحات بعض الزملاء ، كلها كانت بصالح الاخ غالب الشابندر .. فهناك من وصفه بالثرثار ، وآخر بالمخرف والمتهستر ، وثالث بالذي خرج عن اخلاقيات الحوارات وجدلية النص ، مركزاً نقده وغضبه على رئيس الوزراء دون غيره ..!!

كان عليه ..
ان يقرأ جميع التعليقات ،ويريح غيره ، ويستريح ، ويشكر الذين وقفوا معه ويكتفي بما قاله ، فالظهور الزايد بالفضائيات كثيرا ما يكون مملاً ، والإسفاف بالتعليقات كثيرا ما يكون مقرفاً ، والظهور المبرمج ولو كان مقلاً ، خير من الظهور المستمر الذي يجعل من البطل مملاً .
قال الشابندر ما اراد قوله ، وارسل رسالته، وليس عنده ما هو جديد ، وعليه ان يكتفي ويحترم الذين يتابعونه و الذين حوله .. رافضا إغراءات البعض من إعلاميات ( الطشة) اللاتي لايفهمن من الإعلام سوى الشهرة والمال والابتزاز .. و الإثارة التي تربك السلم المجتمعي ، وتبعد المواطن عن وطنه وكل ما عنده من اعتزاز ، وتترك آثاراً لا يحمد عقباها .
لكن الشابندر أخذته العزة بالظهور ، ولغة الويل والثبور .. حتى ولو كان القول مكرراً ومملاً ، فظهر في اليوم التالي بعد هوسة ( طگ-بطگ ) التي حدثت في مدينة العمارة وليس حول بيته ببغداد ، لقد ظهر اكثر من مرة متحدياً ، مستجيباً لكل الاسئلة الاستفزازية دون مراعاة منه لطبيعة الوضح السياسي المؤسف ، والتنافس الانتخابي المفلس ،متحدثاً بلغة لا تليق به أبدا ، متوجهاً إلى خصمه محمد سعدون صيهود وهو يقول بلهجة عامية فجةً ، وبترديد مستمر و ممل ( ولك .. ولك .. ولك يول يا محمد صيهود ) اني آخذ فلوس منك …!!
وأظن ان مثله .. و الذي يوصف بالمفكر والوطني .. عليه ان لا يكون ندآ لسياسي ، مهما كانت مكانته ودوره ، لان المفكر والمثقف ،، يطرح افكاراً ، ويرسم سياسات.. تنفع العباد والبلاد ، ولا يكون خصماً لأي سياسي كان .
للاسف .. اقول لصديقي غالب الشابندر.. انه لم يراع ما يحمله من ثقافة و ورع ، وبات محللاً تحت الطلب ، و يظن انه الوحيد الذي يجيد الحوار ، ويدير الحوار ، ويؤسس للحوار ..!!
الثابت .. ان المستفيد الوحيد من هذه العروض ( الشو ) المثيرة التي يقدمها الشابندر ..هي قنوات الإثارة ، وإعلاميات ( الطشة) جاهلات بأخلاقيات المهنة ، يركزن عادة على الإثارة السياسية، والابتزاز السياسي ، غير مكترثات لرسالة الصحافة التي هي مسؤولية قبل ان تكون شهرة ، وهي سلطة اخلاقية قبل ان تكون ابتزاز وبلطجة .
لكن يبدو ان مدرسة فيصل القاسم هي السائدة والرائجة في عراق الفوضى واللادولة ..في عراق كل ماأراد ان ينهض من بلوة ، وقع في كبوة .. والف كبوة .

