الإعلام الحديث قوة ناعمة في خدمة السياحة

 كتب: مصطفى عبد المنعم

شهدت مدينة الأقصر التاريخية فعاليات الدورة الخامسة عشرة من المؤتمر السياحي الدولي حول الاستدامة والتنمية والبحث المتقدم في السياحة والتراث وسط حضور رفيع المستوى من المسؤولين والخبراء والأكاديميين وصناع القرار في مجالات السياحة والثقافة والتنمية المستدامة وقد شكل المؤتمر منصة فكرية وحوارية مهمة لتبادل الرؤى وطرح الحلول والتجارب الناجحة

خلال مشاركتي كمتحدث في إحدى جلسات المؤتمر تناولت في كلمتي أهمية الإعلام الحديث باعتباره قوة ناعمة قادرة على التقريب بين الشعوب وتعزيز جسور التفاهم والتواصل الثقافي كما سلطت الضوء على دوره المحوري في الترويج للمقاصد السياحية وتسويقها عالميا بصورة فعالة ومؤثرة

أشرت خلال الطرح إلى أن مشهدا دراميا واحدا أو لقطة سينمائية عابرة قد تعادل في تأثيرها حملات دعائية ضخمة تتكلف ملايين الجنيهات إذا ما أُحسن اختيار المكان والزمن وزاوية التصوير والتوظيف الدرامي المدروس وهنا تبرز أهمية الدور الذي تنهض به شركات الإنتاج الفني الواعية والمسؤولة

أثنيت على تجربة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي أدركت هذا البعد مبكرا ونجحت في تقديم أعمال فنية درامية دمجت بين الحبكة الإنسانية والإبهار البصري للمعالم السياحية والتاريخية في مصر بأسلوب يليق بصورة الوطن وينقل للعالم رسائل إيجابية تتجاوز حدود الشاشة وتخاطب الوجدان

إن ما نشاهده اليوم من إنتاجات درامية تصور أماكن سياحية خلابة بعدسات احترافية وزوايا إبداعية يعكس وعيا متزايدا بقدرة الإعلام على تحريك عجلة السياحة ودعم الاقتصاد الوطني عبر بوابة الفن والثقافة والإبداع

لقد أكد المؤتمر من خلال جلساته ومداخلاته المتنوعة أن مستقبل السياحة لن يصنعه الترويج التقليدي فقط بل يحتاج إلى منظومة متكاملة تتفاعل فيها وسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية والقطاعات الإنتاجية في تناغم يخدم أهداف التنمية ويرسخ لقيم التواصل الإنساني والانفتاح الحضاري