الأمطار في مصر كيف نستفيد منها ؟

الأمطار في مصر كيف نستفيد منها ؟
الأمطار في مصر كيف نستفيد منها ؟
بقلم …. وليد الرمالي
تمر مصر حاليا بموجة من الطقس السئ يصاحبه سقوط امطار علي كل أنحاء البلاد والحقيقة ان هناك تطورا حدث في التعامل مع هذه الظروف بداية من الاعتراف الرسمي بذلك وتحذير المواطنين من النزول الا للضرورة ثم منح الطلاب والموظفين اجازة ، وكذلك يجب ان نشيد بانتشار رجال الامن علي كل الطرق والمحاور الرئيسية وكذلك انتشار عربات شفط المياه ، ولكن المشاكل المصاحبة لسقوط الأمطار تكررت حيث ان كمية المياه بدأت تخرج عن السيطرة في بعض الاماكن وهو مايدفعنا دفعا للتفكير في حلول عاجلة حتي لاتتكرر تلك المشاكل في الأعوام القادمة .
وللعلم فانه وفقا لإحصاءات منظمة الفاو فان كمية الأمطار التي تسقط علي مصر تقدر ب ٥١ مليار متر مكعب سنويا لايتم الاستفادة سوي ب ١.٣ مليار متر مكعب فقط رغم ان كمية الأمطار تقترب من حصة مصر من مياه النيل التي تبلغ ٥٥ مليار متر مكعب ، ووفقا للخبراء فان مياه الأمطار التي يستفاد منها هي تلك التي تسقط علي مناطق الدلتا أما المناطق الصحراوية فلا توجد بها مخرات السيول وهو ما يؤدى إلى عدم الاستفادة من هذه المياه رغم أن السيول فى المحافظات الصحراوية أضرارها أكثر من منافعها نتيجة لعدم وجود مخرات للسيول ، ولذلك يجب علي الدولة أن تقوم الدولة بالتوسع في انشاء مخرات للسيول، وخاصة فى المناطق الصحراوية، تمر أسفل الطرق الرئيسية وتصب فى خزانات يتم إنشائها خصيصًا، كما تفعل دول الخليج الذين يقومون بتحويل مياه السيول والأمطار لمياه شرب بعد تحويلها للخزانات المخصصة لذلك.
كما انه يجب علينا ان نتعلم من تجارب الدول الاخري في الاستفادة من مياه الأمطار داخل المدن لنحولها الي نعمة وليس نقمة فنجد علي سبيل المثال سنغافورة، وهي دولة صغيرة ولكنها تبحث دائمًا عن مصادر وأساليب مختلفة لتجميع مياه الأمطار، وذلك من خلال استخدام أسطح المنازل ثم تخزين كميات المياه في خزانات لاستخدامها في المهام اليومية لاستخدامات المياه التي لا تتضمن الشرب، مثل المراحيض والمياه المستخدمة لمكافحة الحرائق والوضع مشابه في طوكيو باليابان، حيث يساعد حصد مياه الأمطار على تجنب نقص إمدادات المياه، وتوفيرها في حالات الطوارئ
أما في الصين التي تعاني من الفيضانات والامطار الغزيرة لذلك فكروا في بناء أضخم مدينة إسفنجية في العالم ومبادرة “المدينة الإسفنجية” التي أطلقتها الصين تسعي إلى إيقاف الحلقة المفرغة من الأمطار والفيضانات في المدن الصينية، من خلال استخدام أسطح تسمح بتخلل المياه في المدن، وأُطلقت المبادرة في 16 مدينة في عام 2015، لخفض خطر تجمّع مياه الامطار الأمر الذي ساعد أيضاً في زيادة مخزون المياه في البلاد، وتهدف المبادرة الي تغطية أسطح الأبراج بالنباتات، وتخزين الأراضي الرطبة لمياه الأمطار، وبناء أرصفة “قابلة لاختراق المياه” وتخزين مياه الفيضان او الأمطار الزائدة للاستفادة منها .
وفي البرازيل نجد انهم ابتكروا ممرات للاستفادة من مياه الأمطار وهي علي شكل مرتفعات فى بدايتها ثم مساقط فى نهايتها تعمل على توجيه المياه لأماكنها المخصصة، كما ابتكرت هذه الممرات من مواد بناء مزودة بمسامات واسعة لاستيعاب الماء ، وفى أستراليا كان الأمر مختلفًا، حيث استخدمت بالوعات ذكية مزودة بأجهزة استشعار بإمكانها أن تتنبأ بوقت سقوط المطر وكميته، ومن ثم تقوم بالفتح التلقائى مع بداية نزول المطر، ثم تغلق بعد الانتهاء وكذلك توجد خزانات مياه الأمطار بجوار كل منزل ، أما في فرنسا وألمانيا فقد تم تخصيص مواسير تركب إلى جانب المؤسسات والأبنية لتصرف مياه السيول والأمطار الغزيرة، وتستغل هذه المياه لاستصلاح الصحراء والزراعة بشكل عام.

ورغم كل ماسبق ذكره من تقنيات في عدة دول نجد انها تتمحور حول ثلاثة عناصر رئيسية، وهي سطح تجميع المياه، ومنطقة التخزين، ونظام نقل المياه ، ونحن نستطيع في مصر ان نستخلص من تجارب هذه الدول مايناسبنا للاستفادة من مياه الأمطار في موسم الشتاء، وتخزينها واستخدامها في وقت لاحق بدلا من هدرها او استخدامها في الري في مواسم هطولها فقط حيث يمكن استخدامها في ري المحاصيل الزراعية في أي وقت، وكذلك في الاستخدامات اليومية مثل الغسل والاستحمام وصرف المرحاض وري الحدائق الخاصة، كما يمكن لمحطات غسل السيارات استخدام هذه المياه في عملية الغسل بدلًا من إهدار كميات هائلة من المياه العذبة.
ختاما أتقدم بالتحية الي كل عامل نظافة خرج من بيته للمساعدة في شفط مياه الأمطار والتخلص منها كما اشكر كل جندي من الشرطة والجيش أيا كان مكانه في الشارع او علي الحدود حيث وقف ليحمينا في ظل هذه الأمطار والظروف الجوية .