إشكالية الردع العربي الإسلامي في مواجهة إسرائيل

الرابط المختصرhttps://www.ashurnews.com/?p=57678

إشكالية الردع العربي الإسلامي في مواجهة إسرائيل

Linkedin
Google plus
whatsapp
22 سبتمبر , 2025 - 12:36 ص

إشكالية الردع العربي الإسلامي في مواجهة إسرائيل

كتب: حامد شهاب    

ما تزال التحالفات الثنائية العربية الإسلامية لم تتوصل الى صيغة عربية إسلامية لمواجهة أكبر تحد يواجهه العرب والعالم الإسلامي وهي إسرائيل التي إمتلكت من معالم القوة التكنولوجية والإمكانات التقنية الألكترونية والعسكرية المتفوقة على الدوام فهي لاتنظر الى الأحجام المضادة أن بمقدورها أن توقف توسعها الجيوبولتيكي في المنطقة وصولا الى هدفها في تحقيق إسرائيل الكبرى التي تحلم بالوصول اليها علنا وبلا إستحياء أو خجل وهي تطرح برنامجها للشرق الأوسط الجديد في مسعى للوصول الى هذا الهدف الستراتيجي الذي لم تتخل عنه في يوم من الأيام.

وهنا لسنا في معرض التقليل من شأن التحالفات في الإطار الإسلامي العربي التي أقيمت مؤخرا كالتحالف الأمني السعودي الباكستاني الذي يعد تطورا مهما في مسار قوى الردع وبخاصة في جانب إمتلاك باكستان للقوة النووية وإعلان وقوفها بكل ما تمتلك من قدرات عسكرية ونووية لمواجهة أي إعتداء على المملكة العربية السعودية وكذلك التحالفات الإقليمية التي تتمثل في سعي تركيا الى التحالف مع روسيا والصين لمواجهة العربدة الإسرائيلية حيث تشعر تركيا هي الاخرى بأنها دخلت في قائمة التهديد الإسرائيلي وقد أفصحت إسرائيل أكثر من مرة عن نواياها تجاه تركيا.

وهناك أحاديث عن تحالفات ثنائية لم تظهر الى العلن بين مصر والسعودية مع دول الخليج مجتمعة وبعض دول المنطقة عدا إيران لمواجهة التحديات الإسرائيلية التي شكلت رعبا لدى دول المنطقة وبخاصة بعد التوغل العدواني الإسرائيلي داخل أراضي قطر وإستهداف قيادات حماس ، بالرغم من أن قطر دولة لديها علاقات متطورة مع إسرائيل وهي من تقوم بمهام الوساطة في أغلب قضايا الفلسطينيين وبخاصة في الازمة الحالية مع حماس وأحداث غزة الدامية.

وفي منظور قوى الردع ليس بمقدور أن تشكل تلك التحالفات بعبا مرعبا لإسرائيل إذ ان لباكستان أعداء مجاورين لها وبخاصة الهند ولديها مشاكل كثيرة معها وبمقدور إسرائيل أن تحرك الجانب الهندي لإفتعال ازمات حادة مع باكستان وثنيها على الذهاب بعيدا مع السعودية كما أن باكستان بالرغم من تفوقها العسكري النووي إلا أنه ليس بمقدورها أن تتحول الى قوة ردع لمواجهة عربدات إسرائيل في المنطقة ما يعد التحالف الأمني السعودي الباكستاني سياسيا أكثر من كونه تحالفا أمنيا ستراتيجيا وليس بمقدور دولة مثل باكستان أن تغامر بإاستخدام قوة نووية في مواجهة تحالف أمريكي إسرائيلي نووي يمتلك أكبر ترسانات المنطقة التدميرية حيث ليس لدول المنطقة بما تعيشه من صراعات وتمزق داخلي وقلة موارد وازمات إقتصادية وأمنية متعددة أن تصل الأمور الى حد مشاركة قواتها في حروب خارج بلدانها.

حامد شهاب

كما ان التحالف السعودي الباكستاني هو قديم وليس جديدا ومعروف أن بمقدور السعودية الإستفادة من القدرات النووية والعسكرية الباكستانية متى أرادات دون تحالفات، فالعلاقات بينهما متطورة أصلا على أكثر من صعيد منذ عقود طويلة وربما كان التحالف الأمني الأخير بين الرياض وإسلام آباد عمل إستعراضي في وقت تشعر السعودية بأنها بحاجة لأية إعلان لتحالفات أمنية تدفع عنها شرور إسرائيل في وقت تدرك السعودية بالمقابل أنها ليس بمقدورها الإستغناء عن تحالفها الستراتيجي الكبير مع الولايات المتحدة وبخاصة في الجوانب الإقتصادية وحجم الاموال الهائلة ومجالات الإستثمار التي تمتلكها السعودية في بنوك أمريكية وأوربية التي تشعر أن خسارة تحالفها مع الولايات المتحدة قد تعود عليها بكوارث لاتحمد عقباها .

بل أنه حتى اذا تحالفت السعودية مع روسيا والصين فلبالدان ليس بمقدورها أن يشاركا بقوات عسكرية خارج بلدانهما للدفاع عن دول أخرى وبخاصة الصين التي لم تدخل في تحالفات عسكرية إلا في نطاق محدود ولأغراض الحرب النفسية وبخاصة مع روسيا وكوريا الشمالية وبعض دول جنوب شرق آسيا حيث تدرك الصين من جانبها أنها لن تسعى الى المشاركة في صراعات وحروب لأنها تعتمد على التفوق الصناعي التجاري الستراتيجي في إرباك القوى الأخرى بما فيها الولايات المتحدة التي تحسب للصين الف حساب في موازنات التفوق التكنو الكتروني.

وما نراه من تمزق عربي بين مجموعة الدول العربية وعوامل الصراع العربي الإيراني وضعف العراق وتدهور إمكاناته العسكرية وما تعانيه الدول الإسلامية من صراعات وحالات ضعف إقتصادي وتراجع في الموارد والإمكانات المادية والعسكرية عامل يزيد في محنة العالمين العربي والإسلامي حيث ليس بمقدورهما مواجهة تحديات خطيرة وبهذا الحجم من الردع غير المتوازن.

وما نريد أن نتوصل اليه في خاتمة هذا الإستعراض أن أغلب التحالفات والمعاهدات الأمنية  الحالية هي مجرد مبررات لأغراض الحرب النفسية الدعائية أكثر من كونها عامل ردع حقيقي يوقف أطماع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في الهيمنة على مقدرات دولنا الإقليمية فما يزال بوسع واشنطن وتل أبيب أنهما يمتلكان من وسائل الردع بكل أشكاله ما يشكل علامة رعب للآخرين لم يكن بمقدور أية دولة أن تحجمه أو أن تقلل من أهميته حتى وإن كانت دولة عظمى كونها قوة مهيمنة على العالم وبلا منازع.

مكة المكرمة