مَرَّ بي ظعنُ الحياة>>شعر / نجاح إبراهيم / سورية

مَرَّ بي ظعنُ الحياة>>شعر / نجاح إبراهيم / سورية
مَرَّ بي ظعنُ الحياة
*****
شعر / نجاح إبراهيم / سورية
*****
مَرَّ ظعنُ الخرابِ
على مرأى من وتري
فتشظّت أطواقُ الحمامِ
الخُضرِ
وزهرُ جمري تفتحَ
دهشةً كاملةً كعينيّ بومةٍ
يا كلَّ هذا القادمِ المخبوءِ
في داخلي!
حفنةَ ضوءٍ لستائرِ العتمة
وشهقاتِ شاعرٍ عشقَ
غلام ” دير زكى”
فأنارَ الحائط َ الموجوع
عشراً من القصائدِ
وخيطاً هزيلاً
سالتْ عليهِ الرّوح
وحيدةً تلاطمني كآبةُ الجدران
أقاتلُ طواحينَ الغبارِ
ووحشةِ الحيّ
بفتاويهم هدموا بيتي
الأنيقَ كما وردة
وأحرقوا دمَ كتبي
وجيادَ قافيتي
لا حقوا أطرافَ ثوبٍ طهور
يا مطروداً
من رحمة الغيمِ!
دمّرْ ما شئتَ من جسدي
واعصفْ ببيلساني
لن تصلَ زقورةَ الرّوح
ولا صوتَ أصابعي
يسكبُ مفاتيحَ الصّباح
تنهضُ معزوفتي من رمادِها
كفيءِ فراتٍ
تطيرُ صلواتي فوق مصاطب الندى
بشغفِ محمومٍ بالأمل أتابعُ عَزفي
أؤرّثه لأعيادِ النوروز
سأظلّ أهزّ بجذعِ نخلةٍ
أهزّ الروح..
الحلم..
كلما هززتُه
فاحت أغاني الطريق
وظعن الولادات مرّ
موكباً من قداسةٍ
يوقظ ُما غفا من حبٍّ
لقوافلِ البوحِ
فاحتملْ رقصَ شجري إنْ استطعتَ
ولألاءَ نجمةٍ على قميصي
واحجزْ دفقَ الحياة في مَنْ رحلَ
مُسْرِجَاً دمَه
عند ساريةِ الصّهيل.