من مسرحية “حُبَّة” …عبير
من مسرحية “حُبَّة”للاديب والشاعر حسن عيسى
عبير:
أَيا قَوْمُ إِنَّ أبا حُبَّةٍ
سَليلُ السَّماحِ فَطينٌ رَشِيدْ
لَهُ الصَّالِحاتُ رَبيبُ النَّدى
عَفيفٌ كريمٌ حَليمٌ مَجيدْ
وَلا يَقطَعُ الأَمْرَ مِنْ نَفسِهِ
وَيَشتَرِكُ الضِّدُّ مِنهُ غَريدْ
وَلا يَفرِضُ الرَّأْيَ مَهما جَلا
وَيَستأْنِسُ النَّقضَ فيما يُفيدْ
يُديرُ النَّقائِضَ في كُلِّ فَنٍّ
يَقومُ حَسِيباً بِحَقِّ يُجيدْ
لَقَدْ وَكَّلَ الأَمْرَ في “حُبَّةٍ”
حَياةٌ لَها وَلَها ما تُريدْ
فَرَدَّت سَريعاً بِرَفضٍ جَرى
كَحُكْمٍ بِسَبقٍ وَبانَ القَصيدْ
بأنَّ “حَبيباً” هوَ المُبتَغى
هُوَ الأَمَلُ المُنتَقى وَالوَحيدْ
لَقَدْ عَلِمَت “حُبَّةٌ” ما رأَت
فَقَرَّت عيونٌ وَغابَ الشَّديدْ
وَيا صاحِبَ الأَمرِ ماذا تَرى
شَقِيٌ يَهيمُ بِشَرِّ الوَعيدْ؟
أَمِ الدّاعي في سَكَنٍ يُقتَنى
وَمَن سَكَّنَ النَّفسَ مِنها سَعِيدْ
حبيب:
أَرى أَوَّلاً أَنَّ في شُكْرِها
وَفاءٌ يَدومُ على ما يَزيدْ
أُثَنّي لكِ الشُّكْرَ من عارِفٍ
لِيَبقى جَميلاً بِطَوقِ الوَريدْ
تَمامُ الجَميلِ على جَمعَةٍ
لِنَسعى لِبِرٍّ إِلَيهِ حَميدْ
فَجَمعُ المُحِبِّينَ صِرفُ العَنا
وَهذا هُوَ الحُبُّ عِندَ السَّعيدْ
إِذا غَمَرَ الحُبُّ قَلبَ امرىءٍ
لَتَسامى مَلَكٍ في العَبيدْ
فَمِنهم عَبيدٌ لرَبِّ الأَنا
فَلا يَعدو إِلاّ حُطامٌ زَهيدْ
وَإِنّي عَزِمْتُ على مَغرَمٍ
بِرَدِّ الدِّيونِ لِفَضلٍ نَضيدْ
وَهذا القَليلُ قَليلٌ لَها
لِما بَدَرَت مِنْ فَضيلٍ فَريدْ
بَديعُ الفِعالِ لِسَبقٍ مَضى
بِغُرَّةِ شيءٍ أَقامَ الجَديدْ
وأَصلُ الفَضَائِلِ عَنْ أَوَّلٍ
وَما الجودُ إِلاّ هِلالٌ وَليدْ
أَنُمُّ إِلى أَهليَ مِنْ خاطِفٍ
غداً مَعَكُمْ في السُّعاةِ عَضيدْ
غُداةَ غَدٍ عِندَنا مَوْعِدٌ
بإِذنٍ مِنَ اللهِ صِدقُ البَريدْ
وَشُكري لَكُمْ دائِمٌ سابِغٌ
يُقيمُ نَعيماً مَداهُ المَديدْ