لنقول وداعا للصراع الطائفي والمناطقي ؟

لنقول وداعا للصراع الطائفي والمناطقي ؟
لنقول وداعا للصراع الطائفي والمناطقي ؟
سامان طالباني
عندما احتلت المانيا من قبل القوات التحالف والاتحاد السوفیتي انقسمت المانیا الی جزئین الشرقي والغربي ، ففي جانب الشرقي تحكمه روسیا ومن جانب الغربي تحكمه امریكا ، الا ان جانب الشرقي بحكم سلطة الشیوعیة لم تصمد كثیرا وساءت احوال اهلها یوما بعد یوم ، وبعد اقل من خمسین عاما ، التحم الشعبین الغربی والشرقی وقاما بهدم جدار برلین الذي كان رمزا للحرب الباردة بین القطبین الشیوعي والدیمقراطي طیلة هذه الاعوام ، وكان الفضل یعود لحكم دیمقراطیة امریكا الذي كان اكثر مرونة من حكم شیوعیة روسیا ..
وفي العراق ما بعد 2003 انقسم الشعب علی نفسه، وكل طائفة ادعت انها علی حق واحق بالسلطة ، لكن بخلاف المانیا الشرقیة والغربیة ، ففي مناطق العراق منها الجنوب والوسط الغرب الناس فیها تحمل عادات وثقافات دینیة ترجع جذورها الی اكثر من الف سنة اي لا حاملین الفكر الشیوعی ولا الدیمقراطي ، بل ثقافة ثنائیة الشیعیة -السنیة ، وبالتالي في غضون السنوات الستة عشر الماضیة جلبت هذه الثنائیة الكوارث لمناطقهم ، وقدرت ضحایاهم مئات الالوف من ابناءهم ..
لكن السؤال الاهم الذي یراودني في هذه الایام ونحن بصدد ثورة شعبیة شاملة ضد حكومة الفساد ، هل هناك احتمال من التحام جدید بین مكونات الشعب التي رسمت الاحزاب حدودا فكریا لها ، وهدم جدار برلین مرة اخری ، وتحطم اصنام الفكر والتحرر التام من براثن الجاهلیة ، وهل بامكان كل مكونات الشعب العراق ٱن یكونوا اكثر انفتاحا علی بعضهم البعض ، ویتقبلون كل منهما الآخر بالعیش في وطن واحد ، ویرفضون كذب ودجل وعمالة الساسة والحكام ؟