لكِ وللجسر والحب..

لكِ وللجسر والحب..
لكِ وللجسر والحب.. الكاتب والاعلامي صباح محسن
تنتظرين ، على دكةٍ من كونكريت ، مجيء من تعشقين ، تمرق النسمات والنهرُ ، وتختفي المَّارة وسوى طيف من ظلالها ، ينكشف الجسر عن خطوات مثل خفقة قلب تتصاعد بضربات اجنحة من نوارس الشطِ ، والجسر ساهم ، وثقيل ، يطيل النظر بالحلوات المنفلتات من ازقةٍ تهوى الزوغان عن جدرانها ، وانتِ تتوهمين الخطوِ ، وترتعدين ، وعيون الجسر تخرق عباءة الحلوات من شارع النهرِ ، تمكثين هناك على دكةٍ من كونكريت ، تئنُ من عطرُكِ ، انه عطرك يأخذ الحلوات والمَّارة وذاكَ الجسر العجوز وعيونه الذابله ، تهرقين نهاره الناعس ، ليغض الطرف عن منارةٍ تتراقص متكسرة على مياه نهر يُقلق النوارس ، وحين تفزين من لوعة انتظار استطال مثل شطِ ، حينها تختفي خطوات من تعشقين ، وتهيم النوارس لغير هدى ، وتنزوي الحلوات بأزقة مارقة ، وتتخبط المَّارة بانحناءة الجسر ، وتغدو دكة الكونكريت مثل حصان مسن يزبد من لسع سياط . وتمكث هادئة ووحيدة وردة حمراء تبعث شذاها للمَّارة والحلوات والجسر العجوز وتلك الازقة المارقة ، والنوارس..