عندما يتفشى البلاء..لم يبق الا الدعاء!!
عندما يتفشى البلاء..لم يبق الا الدعاء!!
حامد شهاب
عندما يكون الصمت هو لغة الحياة ، تخرس الألسن ، وأحيانا يتوقف نبض القلوب ، وفي أخرى تتسارع نبضاتها ، والإنسان يقف مذهولا أمام حيرة التحدي ، عندما تتهدده الاخطار والفواجع من كل حدب وصوب، وهو يقف متفرجا على مآسي ومحن الحياة لايعرف ماذا يعمل وكيف يواجه هذا التحدي الذي يتعدى حدود قدرات البشر!!ربما لم تعرف البشرية منذ سنين عديدة، فاجعة ألمت بها مثل فايروس كورونا، ولم تحسب له الدول المتقدمة برغم كل ما وصلت اليه من تقدم علمي ورقي تقني وطبي ، الى ان تضع في حساباتها ان تواجه تهديدا كالذي يتهدد البشرية الان ، وهو تهديد مروع ومأساوي ، يصل حد أن يطلق عليه مصيبة او (جائحة) بالرغم من ثقل تلك الكلمة التي لايفهم معناها الكثيرون، حيث أن (الجائحة) كما يبدو تفوق المصيبة والكارثة في حجم تأثيرها وما تنجم عنها من كوارث!!أجل، توقفت معالم الحياة واصيبت كليا بالشلل ، وبدت قدرات الانسان والحكومات بكل امكاناتها المتقدمة في دول الغرب بخاصة عاجرة عن مواجهته أو إيقاف ناره التي تستعر كالهشيم، وهي تلتهم أجساد بني الانسان، وتصيب المئات والالاف في مشهد مروع ، قلما عرفت مثله في التاريخ الانساني القريب مثيلا!!
ولا يدري الكثيرون هل هو هذا عقاب رباني أو ابتلاء آلهي، أبتليت به البشرية ، بعد إن واجهت سخط رب السموات وغضبه، وربما لم يعد يحتمل ، فجورها وفسقها وتجاوزها على كثير من القيم والخطوط الحمر، وتبدو وكان يوم القيامة أصبح قاب قوسين أو ادنى من البلوغ!!توقفت العقول تماما واصيبت بشلل شبه تام ، وتحول البشر الى أناس معتقلين ومحجورين في بيوتهم واماكن سكنهم وهم في حيرة من أمرهم، ويتساءلون ما بين انفسهم : وهل من رحمة آلهية تنقذ البشرية من هذا الفتك اللعين ، والفيروس القاتل بلا رحمة ، ولا أحد بمقدوره ان يوقف زحفه الناري ، وترى الخليقة وكأنهم (سكارى وما هم بسكارى) ، بعد أن خلق هذا الوباء رعبا يفوق كل وصف، ولم يتبق سوى رحمة رب السموات، ان ينظر الى عباده على شاكلة قول النبي عيسى لربه : (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). دعاء يقال وقت الأوبئة:” تحصنت بذي العزة، واعتصمت برب الملكوت، وتوكلت على الحي الذي لا يموت، اللهم اصرف عنا الوباء، بلطفك يا لطيف، إنك على كل شيء قدير”.• كان الرسول صلى الله عليه ويسلم يدعو في وقت الأمراض بهذا الدعاء:” اللهم من عاداني فعاده، ومن كادني فكده، ومن بغى عليَ بهلكة فأهلكه، ومن أرادني بسوء فخذه، وأطفى عني نار من أشب لي ناره، واكفني هم من أدخل علي همه، وأدخلني في درعك الحصينة، واسترني بسترك الواقي”.• الرسول الكريم كان يدعو أيضاً بهذا الدعاء:” اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء، اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك، وفجأة نقمتك وجميع سخطتك، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.ما أرحمك يارب . اللهم انك عفو غفور تحب العفو فاعف عنا…وراحمنا أنت خير الراحمين.