صادق فرج التميمي: سيرة عطرة تتوشح بصحافة القلوب وأقلام الحق

الرابط المختصرhttps://www.ashurnews.com/?p=53399

صادق فرج التميمي: سيرة عطرة تتوشح بصحافة القلوب وأقلام الحق

Linkedin
Google plus
whatsapp
28 نوفمبر , 2024 - 1:46 ص

صادق فرج التميمي: سيرة عطرة تتوشح بصحافة القلوب وأقلام الحق

كتب:  رافد المحمداوي

في سماء الصحافة، حيث تلمع الأقلام كنجوم تسطع وتنطفئ، يظل اسم صادق فرج التميمي مشعلاً لا يخبو نوره. ليس لأنه صحفي مرموق فحسب، بل لأنه إنسان بمعنى الكلمة، رجل جمع بين مهنية الحرف ونقاء القلب، فكان حضورًا استثنائيًا في عالم يغلب عليه صخب السباق إلى العناوين.

قلبٌ يحتضن المهنة وضميرٌ يذود عن الحقوق

رافد المحمداوي

بدأ التميمي رحلته في الصحافة كمغامر بحلم نبيل، مسلحًا بشغف لا ينطفئ تجاه الكلمة الحرة والنزيهة. بطيبته النادرة وتواضعه الجم، استطاع أن ينسج شبكة من العلاقات الإنسانية العميقة، جعلته قريبًا من قلوب كل من عرفوه. لم يكن مجرد عضو في مجلس نقابة الصحفيين، بل كان صمام أمان لهم، مدافعًا بشجاعة وإخلاص عن حقوقهم، وسندًا حقيقيًا في أوقات الشدة.

ذاكرة الصحافة بين جيلين

تجلّى عشقه للمهنة في موسوعته “صحفيون بين جيلين”، التي أضحت مرجعًا مهمًا يجمع بين أصالة الماضي وحيوية الحاضر. في صفحات تلك الموسوعة، نقل التميمي بشفافية وإتقان قصص الصحفيين، روادًا كانوا أو شبابًا، موثقًا إسهاماتهم التي شكّلت ملامح الإعلام العراقي والعربي. لم تكن تلك الموسوعة مجرد كلمات على الورق، بل كانت جسرًا يربط الأجيال، شاهدة على تطور الكلمة المكتوبة وتحولاتها.

صادق فرج التميمي

الصديق والأخ الأكبر

لم يكن صادق التميمي مجرد صحفي يخط عناوين الأخبار، بل كان عنوانًا للصداقة الحقيقية والأخوة الصادقة. احتضن خريجي كليات الإعلام ودعمهم، مقدّمًا لهم خبرته وزرع فيهم الثقة بأن الكلمة قادرة على تغيير الواقع. كان لهم الصديق قبل الأستاذ، والأخ قبل القدوة.

صحفٌ تنبض باسمه

تنقّل التميمي بين الصحف المحلية والعربية، مزينًا صفحاتها بأفكاره العميقة وكتاباته المؤثرة. ترك بصمة لا تُمحى في كل مؤسسة عمل بها، وأثبت أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل رسالة تستحق الإيمان والتضحية.

دعاء القلوب للصديق العزيز

واليوم، ونحن نكتب عن هذا الرجل الذي أعطى عمره للصحافة والإنسانية، تمر عليه أزمة صحية عصيبة. نرفع أيدينا بالدعاء أن يمنّ الله عليه بالشفاء العاجل، وأن يعود إلينا بنفس البهاء الذي عرفناه. فصحافتنا، بل مجتمعنا بأسره، بحاجة إلى أمثال صادق فرج التميمي، الذين يُعيدون للإنسانية رونقها وللكلمة شرفها.

ختامًا، يظل صادق التميمي مدرسة متكاملة في الصحافة والإنسانية، ينير دروب من يأتون من بعده، ويظل صدى اسمه حاضرًا في كل قلم حر ونزيه.

مكة المكرمة