سنجار الى أين .. الجزء السابع

سنجار الى أين .. الجزء السابع
سنجار الى أين ..الجزء السابع
الباحث : سردار سنجاري
العودة وشروطها
مما لاشك فيه ان كل البشر التي تنتمي الى بقعة جغرافية تتمسك بها وتعمل من اجل البقاء فيها ونموها وازدهارها . وإذا ما فرضت ظروف على مكون ما او شعب ما لترك دياره وموطنه او مدينته فان حنين العودة يلازمه وان تغيرت ظروفه ايجابا فما بال أهالي سنجار الذين تغير ظرف غالبيتهم سلبا وأصبحوا يفترشون الخيام ويعيشون على مساعدات المنظمات المدنية والرسمية الحكومية بعدما كانت أراضيهم وقراهم مصدر رزق للعديد من المناطق المحيطة بهم . ولكن هل من الممكن عودة الأهالي الى مناطقهم وكيفية وشروط العودة .. اعتقد ان مسالة العودة هي من اكثر ما تطرقنا اليه في بحثنا صعوبة وذلك للأسباب التالية :
١- العودة الآمنة : ماتزال الظروف الأمنية في منطقة سنجار لا تبشر بالخير والاطمئنان بعودة الأهالي وذلك لتواجد العديد من القوى العسكرية الخارجة عن القوى النظامية للدولة العراقية وإقليم كوردستان في المنطقة . وبعض هذه القوى مثل حزب العمال الكوردستاني الذي مازال على صراع عسكري مع تركيا مازال متواجدا في المنطقة مما قد يسبب تواجده حملات عسكرية تركية عليه بالوسائل العسكرية المتطورة ويدفع ثمن ذلك التدخل ابناء وأهالي المنطقة كما هو حاصل في القرى الكوردية لإقليم كوردستان المتاخمة مع جبال قنديل .
كذلك تواجد قوات الحشد الشعبي العراقي الذي بدا يسيطر على مفاصل الحياة في مدينة الموصل والتي تعتبر العمق الأهم لمدينة سنجار وهذا التدخل ربما يحول المنطقة الى منطقة صراع على النفوذ على أسس طائفية ويكون أهالي سنجار هم الضحية الأكبر في هذا الصراع .
وعلينا ان نتحدث بواقعية انه مازال الصراع بين الإقليم والمركز قائما على تنفيذ الدستور العراقي وتطبيق المادة ١٤٠ منه وإذا لم تطبق المادة ربما تنزلق كل الأطراف في صراعات لا يحمد عقباها مما قد يؤثر سلبًا وكارثة على أهالي سنجار والأقضية والنواحي التي تحيط بها .
لذا فان عودة الأمان وتطبيق الاتفاقيات التي تبرم بين الأطراف المختلفة والمتصارعة شرط أساسي ورئيسي في التفكير بعودة النازحين الى مناطقهم .
٢- ترتيب البيت السنجاري : لنضع العاطفة جنبًا وأقوال مجالس العشائر المحترمة من مختلف الشرائح والتي تتحدث على الترابط والتماسك بين كافة مكونات المجتمع السنجاري . ان الواقع الذي فرضته دولة الإرهاب والإجرام داعش على المنطقة والتي تسبب في شرخ كبير بين المسلمين والايزيديين منذ احداث سنجار والتي لعب عليها التنظيم الكافر بكل أساليبه القذرة من اجل تشويه الصورة الجميلة والتلاحم بين الجانبين عبر عقود طويلة اساسها المحبة والاحترام كانت قاسية في تقبل الكثير من ابناء المكون الديني الايزيدي وبالأخص الشباب الذين بداو يتسألون عن ذنب قتلهم باسم الدين بدم بارد وسبب سبي نسائهم وفتياتهم وما تعرضوا اليه من أزمات نفسية واجتماعية وحالات الانتحار العديدة التي قام بها القديسات من الفتيات المختطفات الايزيديات . وكل تلك وبسبب الحماس الشبابي لدى البعض جوبه بحماس وردة فعل الشباب السنجاري المسلم الذي دعى الا عدم استخدام الدين الإسلامي وزجه في الصراع وبين فئة ضالة تستخدم الدين كوسيلة لتحقيق أهدافها القذرة . وان اعترفنا بان هذه الأزمات تسببت الى يومنا هذا بالعديد من المشاكل والاصطدامات راح ضحيتها العديد من الشباب الخيريين من الجانبين وتم استخدام أساليب الانتقام الفردي او الجماعي بعد تحرير المدينة وبتشجيع من بعض ضعفاء النفوس الذين اصبحوا تجار حرب ومستفيدون من الانشقاقات والصراعات القائمة بين أهالي سنجار . وعليه ان نبدأ في ايجاد الحلول التي تمكنا من الوصول الى عقد اجتماعي يؤهلنا ان نكون بقدر المسؤولية التاريخية وان نرجع الى الوراء وما تربطنا من جسور المحبة والاحترام ولا ننسى ان لكل مسلم سنجاري كريڤ من الايزيديين ( اي أب روحي لتعميق اواصر الأخوة بين المسلمين والايزيديين ) وهذه الرابطة يجب ان تعود وان كنا خارج المدينة وان نبدأ في اعادة تطبيقها لتشعر الأجيال القادمة ان ما جرى ليس سوى فتنة وعملية ارهابية لفئة خارجة عن الإسلام احرقت وقتلت وشردت الآلاف المسلمين مثلما فعلت بالايزيديين .
على روؤساء العشائرية السنجارية بكافة الشرائح والمكونات دور تاريخي وان لا ينحصر هذا الدور على الملامة والحديث عن أسباب انهيار المدينة وإنما على العمل الجاد لترتيب البيت السنجاري وكيفية صياغته من جديد على أسس السلام والمحبة وصلة القربي . وعلى مثقفي كافة المكونات ان يكونوا بقدر المسؤولية في تعزيز ثقافة السلام والمحبة والتعايش السلمي وان لا يكون دورهم سلبيًا لكسب بعض ضعفاء الأنفس في استخدامهم أساليب الانتماء والحماس لمكون او شريحة على حساب باقي المكونات او التفكير لكسب مؤيدي لنواياهم الشخصية الضيقة .
وكذلك على القوى السياسية وبالأخص الكوردية ان تحاول جاهدا ان تقييم ندوات تثقيفية تعبر من خلالها عن الترابط المتين بين مكونات السنجاريين وتدعوا الى احتفاليات وفعاليات مشتركة ليشعر شباب سنجار من كافة المكونات انهم جسد واحد وان الجميع عانوا وما يزالون يعانون مما جرى وان ينظروا للمستقبل بتفائل ولا يلتفتوا للإشاعات المغرضة التي تريد استمرارية الفكر الداعشي التكفيري وتواجده بطرق أخرى ومختلفة .. يتبع