سنجار الى أين / الجزء الأول
سنجار الى أين / الجزء الأول
بقلم الباحث : سردار سنجاري
تعتبر مدينة سنجار من اهم الأقضية العراقية الكردية ، حيث موقعها الجغرافي الذي يقع على المثلث العراقي السوري التركي الذي جعلها بان تكون ذات أهمية جغرافية وممرا تجاريا هاما بين تلك الدول الثلاث . وكذلك التنوع الاجتماعي والعرقي والديني الذي جعل المدينة عبر سنوات فسيفساء جميلة حيث عكست قيم التسامح والاخاء والمحبة وتقبل الآخر بأجمل صوره في الشرق على الإطلاق . من لايعرف سنجار واهلها فانها خليط متنوع الأديان والقوميات والطوائف . هي مركز الأخوة الايزيديين في العالم تقريبا وعاشوا فيها عبر تاريخ طويل امتدت لمئات السنين ورغم كل ما تعرضوا له من حملات إبادة التي وصل عددها الى ٧٣ حملة كانت اخرها في سنة ٢٠١٤ على يد قوة الكفر والظلام داعش والتي تسببت في إبادة الآلاف من الشباب والنساء وكبار السن . وكذلك سبي وتهجير الكثير منهم ، وفي سنجار المسلمين السنة والشيعة وفيها الكورد والعرب والتركمان ورغم كل هذه الاختلافات العرقية والدينية والمذهبية لم تشهد المدينة عبر تاريخها اي صراع داخلي بين هذه المكونات مما عكس ثقافة التسامح والسلام بالشكل الحقيقي والعملي .
هذه المدينة التي انتمي اليها واجهت العديد من الأزمات الخارجية حيث كانت دوما تقع ضحية الصراعات الداخلية العراقية والإقليمية وتعرض أهلها للعديد من حملات النفي الداخلي بسبب مواقفها القومية الصادقة وتمسكهم بهويتهم الكوردستانية . وقد انجبت هذه المدينة تاريخيا في العصر الحديث العديد من القادة الكورد الذين تركوا بصمة كبيرة في نضالهم السياسي والحزبي واعتلى البعض منهم مراكز سيادية في الدولة والحزب وكان البعض قادة عسكريون وتخرج منها العديد من الضباط الذين دافعوا بشرف واخلاص عن القضايا الوطنية والقومية واستشهد العديد من هؤلاء القادة بشرف وكرامة . سنجار التي تحملت اعباء السياسات الخاطئة للعديد من الأحزاب والاتجاهات السياسية وكانت كبش الفداء للصراعات الداخلية بين الإقليم والمركز مما تسبب بإهمالها وعدم المبالاة بها وافتقرت لابسط وسائل البنى التحتية رغم ما تملكه المدينة من موارد زراعية وثروات حيوانية كبيرة وليس ببعيد انها تقع على بحيرة من النفط . هذه المدينة الصامتة تمر اليوم بأكثر الفترات الزمنية التاريخية سوءا حيث يعيش غالبية أهلها منذ سنوات في مخيمات النازحين التي تفتقر للكثير من المستلزمات المعيشية التي تمكنهم باستمرارية حياتهم بالشكل الإنساني الطبيعي.. يتبع