سر ظهور أعلام نجمة داوود مع مباريات توتنهام وأياكس
(آشور – وكالات)..ما سر ظهور الأعلام التي تحمل نجمة داوود، واللافتات التي تظهر عليها عبارات مثل “YID ARMY”، وكذلك علم إسرائيل، وارتفاع الأصوات بهتافات تؤكد قوة الإرتباط باليهودية في مباريات توتنهام هوتسبير الإنكليزي، وخاصة على أرضه وبين جماهيره، وكذلك في مباريات أياكس أمستردام الهولندي؟.
إنه سؤال يتدفق بقوة إلى أذهان جماهير الكرة العالمية في المنطقة العربية، وارتفعت وتيرة التساؤلات بصورة لافتة قبل المواجهة المرتقبة بين توتنهام وأياكس في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الليلة.
لماذا الآن؟
قد لا يعلم البعض أن الفريق الإنكليزي العريق، الذي تأسس قبل ما يقرب من 140 عام، ونظيره الهولندي، الذي تأسس في عام 1900، لديهما تقاليد وطابع يهودي يرتبط بالتاريخ والحاضر، كما إن القاعدة الجماهيرية لهما تضم بعض الجماهير اليهودية، وهي قصة جديرة بالرصد، خاصة أن المواجهة المنتظرة في دوري أبطال أوروبا جعلت النادي اللندني ونظيره الهولندي موضع إهتمام عربي كبير.
حارة اليهود
في بدايات تأسيس نادي أياكس الهولندي، خاض الفريق مبارياته على ملعب دي ميير، الذي يقع في حي اليهود في مدينة أمستردام، أو ما تُعرف في الثقافة العربية باسم “حارة اليهود”، مما جعل الجماهير اليهودية ترتبط بالنادي بشدة، وتحديدًا اليهود السفرديم، واليهود الأشكناز.
وبالنظر إلى كثرة عدد اليهود في أمستردام قبل الحرب العالمية الثانية فقد تم إطلاق إسم “القدس الغربية” على المدينة الهولندية، وتسبب مقتل اليهود إثر الغزو النازي لهولندا عام 1940، وكذلك مقتل اللاعب اليهودي إيدي هاميل، الذي كان يلعب لفريق أياكس، في تعميق ارتباط اليهود بالنادي.
عقب الحرب العالمية الثانية، تولي أكثر من يهودي رئاسة نادي أياكس، وعلى رأسهم ياب فان براغ، وابنه ميكاييل، وكذلك يوري كورونيل، وكان لهم دور في تعزيز التقاليد والطابع اليهودي في النادي، الأمر الذي جعل الأناشيد والهتافات التي يرددها عشاق أياكس في المدرجات ترتبط باليهود وعشقهم للنادي ولكرة القدم.
كما إن وجود العلم، الذي يحمل نجمة داوود، أصبح من أهم تقاليد مباريات أياكس، سواء في الدوري المحلي أو البطولات القارية، وفي بعض الأحيان تتسبب هذه الحالة في هجوم جماهير الأندية المنافسة على أياكس، ومنها هتافات لجماعة حماس، ومحرقة الغاز.
توتنهام ونجمة داوود
بدوره يحرص جمهور توتنهام الذي يملك شعبية كبيرة في لندن، خاصة في مناطق الشمال اللندني التي يتواجد فيها على الحضور إلى المدرجات بلافتات وأعلام تحمل صورة نجمة داوود، مما يجعلها أقرب ما تكون إلى العلم الإسرائيلي، كما يرفع البعض منهم العلم الإسرائيلي، ويعود الارتباط بين توتنهام واليهودية إلى نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن الماضي حينما استقر المهاجرون الذين أتوا من أوروبا الشرقية في المنطقة، التي تأسس فيها توتنهام في لندن “إيست إند”، ومن المعروف أن عددًا كبيرًا ممن أتوا من أوروبا الشرقية يعتنقون اليهودية.
وكشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن أنه في ثلاثينيات القرن الماضي كان هناك مشجّع يهودي من بين كل 3 يحضرون مباريات توتنهام في المدرجات. وفي حقبة الثمانينيات من القرن الـ 20 بدأت الشخصيات الإدارية اليهودية تظهر في إدارة توتنهام، وصولًا إلى تولي آلان شوجار رئاسة النادي، وفي الوقت الراهن يتولى دانيال ليفي رجل الأعمال اليهودي رئاسة توتنهام، كما إن أكثر من لاعب يهودي انضم إلى صفوف الفريق اللندني، الأمر الذي أدى إلى تعزيز هويته اليهودية.
الهوية اليهودية
لا يمكن القول إن القاعدة الجماهيرية لكل من توتنهام وأياكس يهودية بنسبة كبيرة، إلا أن الهوية التاريخية ترتبط باليهود، ولكن في الوقت الراهن لديهما قاعدة جماهيرية كبيرة، سواء في إنجلترا أو هولندا، وكذلك في بقية دول العالم، وهذه القاعدة الجماهيرية لا علاقة لها بالهودية اليهودية، وإن ظل هذا الطابع مرتبطًا بالناديين، كما إن هناك أندية أخرى في أوروبا لديها هذه الهوية بدرجة ما، مثل أندية روما الإيطالي، وآرسنال الإنجليزي، ولديه جماهير يهودية أيضًا، كذلك بايرن ميونيخ الألماني بدرجة ما، وغيرها من الأندية.
وعلى الرغم من معاناة جماهير توتنهام وأياكس من عنصرية الجماهير المنافسة وهجومها الدائم على هذين الناديين بسبب الهوية اليهودية، إلا أن هذا الطابع لا يزال مرتبطًا بهما، فهو إرث تاريخي، وواقع تعكسه المدرجات باللافتات التي تحمل نجمة داوود، والهتافات التي تؤكد هذه الهوية.