خلال استقباله نظيره الايراني.. رئيس الجمهورية: بناء علاقات متميزة مع إيران وتطويرها سيكون لصالح العراق والمنطقة عموماً
(بغداد – آشور)..استقبل سيادة رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، اليوم الإثنين 11-3-2019، في قصر السلام ببغداد، رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور حسن روحاني، وجرى استقبال رسمي حيث عزف السلامان الوطنيان للبلدين، فتش بعدها الرئيسان الحرس الرئاسي.
ثم عقد سيادة الرئيس ونظيره الايراني جلسة مباحثات موسعة تناولت العلاقات الثنائية وآفاق تطورها بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين، ومناقشة آخر تطورات الأوضاع على الساحتين العربية والدولية ومستجدات الحرب على عصابات داعش الارهابية.
واكد سيادته ان بناء علاقات متميزة مع إيران وتطويرها سيكون لصالح العراق والمنطقة عموما، مشددا على أهمية تعزيز التعاون الثنائي على مختلف الصعد التجارية والاقتصادية والبنى التحتية، معتبراً ان توقيع الاتفاقيات وانشاء مناطق تجارية وصناعية مشتركة سيترك تأثيرات ايجابية في توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين.
واشار رئيس الجمهورية الى ان العراق لا ينسى دعم إيران له أيام مواجهة الاستبداد، ودورها الكبير في محاربة الارهاب، مؤكداً اننا لا نريد أن تكون بلادنا ساحة للصراع بين القوى المتنافسة، ولا منطلقاً للاعتداء على جيراننا، مبيناً ان العراق بعد هزيمة تنظيم داعش يقف عند استحقاقين هما إعادة الإعمار والاستقرار السياسي.
من جانبه أكد الرئيس روحاني ان الهدف من هذه الزیارة هو تطویر مستوی العلاقات الثنائیة بین البلدین، موضحاً ان هناك امكانیات كبیرة تتمتع بها طهران وبغداد یمكن استثمارها لتوطید التعاون بینهما، معتبراً ان العلاقات بین الشعبین العراقي والايراني رصیدا یمكن توظیفه لتعمیق العلاقات في شتی المجالات.
واضاف ان ایران حكومةً وشعباً تتطلع إلى تعزيز الامن والاستقرار فی العراق وتحقیق التنمیة فیه باعتباره دولة جارة وصديقة لبلدنا، مؤكدا ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة طالما وقفت وستقف الی جانب العراق في مختلف الظروف.
من جهة أخرى، عقد رئيس الجمهورية مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع نظيره الايراني عقب المباحثات الرسمية، حيث أكد سيادته إن زيارة الرئيس الايراني تأتي لتأكيد اهمية العلاقة بين بلدينا، وهي علاقات راسخة في التاريخ وعلاقات اجتماعية ومصالح امنية وسياسية، هذه العلاقات تصب في صالح البلدين والمنطقة عموماً.
وشدد سيادة الرئيس على إن العراق محظوظ بجواره الاسلامي وامتداده العربي عسى ولعل ان يكون العراق مدخلاً في لم شمل المنطقة، مبيناً ان زيارة الرئيس الايراني مهمة وهناك سياقات تم التفاهم عليها تصب في خدمة الشعبين الصديقين والاستقرار الاقليمي، موضحاً ان الأمن المشترك بين العراق وايران وبين ايران ودول المنطقة يتطلب المزيد من التعاون من اجل التصدي لظهور الارهاب مجددا في بلادنا والمنطقة، معتبرا ان بغداد هي ملتقى لتحقيق المصالح المشتركة اولا واساسا ولمواجهة الفكر المتطرف وخلق منظومة من المصالح الاقتصادية.
وثمن سيادته موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية في مساندة العراق خلال حربه ضد الارهاب ، مشدداً على ان الانتصار الذي تحقق انتصار مهم وكبير ولكنه غير مكتمل لاستئصال الفكر الارهابي المنحرف والتطرف كونه يتطلب تعاوناً اقليمياً اكثر.
بدوره عبر الرئيس الإيراني حسن روحاني عن شكره للعراق حكومة وشعباً على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة، مؤكداً أن المحادثات مع الرئيس برهم صالح كانت طيبة وجيدة، مشيراً إلى “ان للعراق دورا هاماً في المنطقة وبامكانه ان يلعب دورا اكبر في تحقيق الاستقرار والامن فيها، نريد ان نكون مع العراقيين متحدين وسنبقى معهم لا ضد الاخرين بل نريد ان نكون ارضية لجلب الاخرين ويهمنا استقرار العراق والديمقراطية فيه”.
موضحاً أننا نبذل جهدنا لتعزيز العلاقات بين البلدين وتمتين المصالح المشتركة وان هناك مجالات واسعة للتعاون بينهما في المجالات الاقتصادية والتجارية والطاقة وحركة الزوار ومصارف وخدمات الطرق والموارد المائية.
وفي ما يلي نص المؤتمر الصحفي:
” د. برهم صالح: من دواعي سروري ان أرحب بفخامة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الشيخ حسن روحاني في قصر السلام وفي بغداد، هذه الزيارة تأتي للتأكيد على أهمية العلاقات بين بلدينا وبين شعبينا هذه العلاقات هي علاقات راسخة في التاريخ علاقات اجتماعية ثقافية ومصالح امنية وسياسية واقتصادية مشتركة هذه العلاقات تفيد البلدين وتفيد الشعبين بل وتفيد المنطقة ككل.
تحدثنا مع فخامة الرئيس عن أهمية البناء الصحيح لتعزيز هذه العلاقات وذلك من خلال التأكيد على الروابط الاقتصادية وتعزيز التجارة بين البلدين وأيضاً التأسيس لبنى تحتية اقتصادية مترابطة بين بلدينا وشعبينا تمتد الى عموم المنطقة من ربطٍ لسكك الحديد ومناطق صناعية مشتركة والتعاون في مجال الطاقة والتجارة، وايضا رفع العراقيل والعقبات امام الزوار بين الشعبين.
يجب،حقيقة ، ان ننتهي من نقاشات حول مفردات صغيرة ونذهب الى الفضاء الأرحب في هذه العلاقة، هذا هو المطلوب لشعبينا وهذا هو المطلوب للمنطقة ككل.
كانت ايضا فرصة مهة لي للتأكيد لفخامة الرئيس الضيف الكريم العزيز على شكر العراق لاصدقائنا في الجمهورية الاسلامية الايرانية وتحديداً دورهم في الحرب ضد الارهاب. الانتصار الذي تحقق في العراق ضد داعش انتصار مهم وكبير لكنه غير مستكمل، استئصال الفكر المنحرف واستئصال التطرف يتطلب جهداً وتعاوناً اقليمياً أكثر ومستدام وفي هذا السياق نؤكد على امننا المشترك بيننا وبين ايران بيننا وبين دول المنطقة يتطلب المزيد من التعاون من اجل التصدي لظهور الارهاب مجددا في بلادنا وفي منطقتنا وهذا يتطلب ان تتعاون دول المنطقة في هذه المسألة ونرى ان بغداد هي الملتقى لدول المنطقة كي تتفاهم وتتعاون فيما بينها من اجل المصالح المشتركة اولاً واساساً في مواجهة الفكر المنحرف، وهذا الفكر الارهابي وهذه التنظيمات الارهابية ولكن ايضاً لخلق منظومة من المصالح الاقتصادية المشتركة بين شعوب هذه المنطقة ننتهي بها من هذه النزاعات والتناحرات التي ألمت بالمنطقة.
العراق يعيش لحظات تحول تاريخية مهمة، بلدنا عانى ما عاناه نتيجة الصراعات الاقليمية والدولية التي جرت على الساحة العراقية، انا متفائل بان دول المنطقة تتفهم أهمية الاستقرار في العراق وأهمية دعم عملية الاستقرار في العراق، وان يكون العراق ساحة لتلاقي المصالح بين شعوب ودول المنطقة.
قلت لفخامة الرئيس ان هناك من يقول ان الموقع الجغرافي للعراق صعب وفيه الكثير من التحديات والمشاكل ولكن من جانب آخر محظوظ بجواره الاسلامي بجيراننا في ايران محظوظ بجيراننا في تركيا ومحظوظ بامتداده العربي وهذا العمق العربي عسى ولعل ان يكون العراق عامل لمّ شمل المنطقة بناءً على احترام مصالح شعوب المنطقة والتأكيد على المشترك بيننا من مصالح ومفاهيم وقيم مشتركة، وآن الأوان لهذا المنطقة ان تنطلق الى ما هو مطلوب من اعمار وازدهار اقتصادي.
زيارة فخامة الرئيس روحاني زيارة مهمة يحل علينا ضيفاً كريماً عزيزاً ونتمنى له طيب الاقامة ونتمنى للقاءاته مع دولة رئيس الوزراء والحكومة ان تنتهي الى اتفاقيات وتفاهمات مهمة تعزز هذه العلاقات الثنائية بين بلدينا وشعبينا هناك سياقات جرى التفاهم عليها وسيتم الاعلان عنها اليوم، كلها سوف تصب في صالح خدمة الشعبين والبلدين، وفي خدمة الاستقرار الاقليمي وهذا هو ما نتوقعه من هذه الزيارة للشعبين والمنطقة.
مرحبا مرة اخرى بفخامة الرئيس روحاني مرحبا بكم.
الرئيس روحاني: بسم الله الرحمن الرحيم نشكر جمهورية العراق شعباً وحكومة على كرم الضيافة للوفد الايراني خلال هذه الزيارة التي ستستغرق ثلاثة ايام. نشعر بالعراق اننا في وطننا الثاني والعلاقات التي تربط البلدين والشعبين في الواقع ليست جديدة وهذه العلاقات تعود الى آلاف من السنين حيث ان هذه العلاقات هي علاقات دينية وثقافية وتاريخية واقليمية وليست العلاقات التي نستغني عنها بل علينا ان نبذل كل جهدنا في الواقع لتعزيزها وتطويرها.
وكانت المحادثات التي جرت بيني وبين فخامة الرئيس في الواقع كانت محادثات طيبة وجيدة. وفي كل المحادثات التي جرت بيننا لم اجد نقطة خلاف فيما بيننا. فالعلاقات التي تربط ايران والعراق في الواقع هي لصالح الشعب الايراني ولصالح الشعب العراقي وهذه العلاقات هي من المصالح المشتركة ولا شك اننا نبذل قصارى جهدنا في الواقع لتعزيز هذه العلاقات وتأمين هذه المصالح ولا نتركها .
في كل الحقول نحن نعتقد بان هناك مجالات واسعة للتعاون المشترك بين البلدين وهذه المجالات هي مجالات التعاون التجاري وكذلك في مجال الاستثمارات واقامة المدن الصناعية المشتركة والاسواق الحدودية والعلاقات السياحية الثنائية بين البلدين وكذلك حركة الزوار التي نراها ونشاهدها قائمة فيما بيننا وكذلك التعاون في مجال الطاقة والغاز والكهرباء والبترول والمصارف والخدمات الفنية والهندسية والتقنية وفي مجالات الطرق والسكك الحديد والممرات المائية مثل نهر الوند وكذلك القضايا المتعلقة بالبيئة والقضايا السياسية والاقليمية والدولية. نحن في البلدين في الواقع خلال السنوات الماضية واجهنا صعوبات كثيرة ومشاكل كثيرة نتيجة للارهاب الذي كان موجوداً والشعب العراقي والشعب الايراني في الواقع عانيا من هذه الظاهرة المشؤومة ونحن كنا بجانب الشعب العراقي وكنا بجانب الجيش العراقي خلال الايام الصعبة التي كانت في هذا البلد ونحن مسرورون بوقوفنا بجانبكم. نحن نعتبر العراق دولة هامة في المنطقة ونعتبره دولة اسلامية ودولة عربية وبامكان هذه الدولة في الواقع ان تلعب دورا اكبر في توفير الامن وفي اقامة علاقات اقرب مع دول هذه المنطقة.
نحن نريد ان نكون مع العراق، ان نكون بجنب العراق، وان نكون متحدين مع العراق لا ضد الآخرين طبعا بل نريد ان نوفر الارضية لأن نستقبل الآخرين وان يكونوا معنا. والذي يهمنا هو استقرار العراق وامنه والديمقراطية التي نراها فيه، فنحن نعرف بان العراق الآمن والعراق المستقل هو في الواقع له دور كبير في توفير الأمن والاستقرار في هذه المنطقة. واخيراً أود ان اتوجه بجزيل الشكر والامتنان الى الشعب العراقي الأبي وخصوصاً الاستضافة الكريمة التي يقيمها للزوار الايرانيين وخاصة في ايام اربعينية الامام الحسين عليه السلام. نحن نعلق اهمية كبيرة على هذه الزيارة وبالمناسبة نريد ان نتوجه بالشكر الى فخامة رئيس الجمهورية ونتمنى ان شاء الله ان تتطور هذه العلاقات يوماً بعد يوم في مختلف المجالات وان تتطور العلاقات بيننا وبين الشعب العراقي الأبي والشقيق والصديق. وشكرا “