حكاية من الماضي… من طرائف الملك غازي مع احد الفلاحين
حكاية من الماضي
من طرائف الملك غازي مع احد الفلاحين
في عصر أحد أيام شهر أيلول من عام 1934 كان الملك غازي عائداً من الفلوجة إلى بغداد بسيارته، فإستوقفه أحد الفلاحين ومعه إبنه الصغير الذي لم يتجاوز بعد 10 سنين، وكان الفلاح بعمر 50 سنة حافي القدمين ومهلهل الثياب، أمر الملك سائقه بالتوقف وإقترب الفلاح وولده من السيارة وخاطب الملك (وهو لا يعرفه ) : السلام عليكم بيگ .
فرد الملك على سلامه وسأله عما يريد فقال الفلاح : والله يا طويل العمر أريد إتركبوني وياكم بالسيارة آني وإبني وتاخذونا إلبغداد إوما عندي بس 20 فلس .
إبتسم الملك وقال له : بس ما إنركبكم إلا إبخمسين فلس . وإشعدكم رايحين إلبغداد ؟
فقال الفلاح : والله يا طويل العمر عندي گاع وسلبها مني ( مدير الناحية ) وأريد أشتكي عليه يم الملك .
فقال له الملك : ميخالف إتفضل إركب إنته وإبنك.
وأمر السائق بالتحرك بعدها إلتفت للفلاح وقال له : عندك أوراق لو مستندات تثبت الگاع ترجعلك ؟
فأجابه : نعم بيگ هاي مستندات الگاع إتفضل إقراها .
وجد الملك أن الحق مع الفلاح وأن مدير الناحية قد أعطى الأرض لأحد الشيوخ المتنفذين هناك، وأرجع الأوراق للفلاح وسأله : زين إنته تعرفه للملك وتعرف إشلون توصله ؟
فرد عليه الفلاح : والله يا طويل العمر صيت الملك واصل للعُربان وإيگولون عليه إزلمة طيب على الملة، وإن شاء الله مايخيب ظني، وراح أوگف آني وإبني گدام سيارته من إيروح للصراي وأشكيله حالي . فإبتسم الملك ودعا له بالنجاح في مهمته .
في هذه الأثناء وصلوا إلى جسر الخر، فنزل الفلاح وإبنه، وتنازل الملك عن الأجرة وسأله عن المكان الذي سيتواجد فيه في بغداد ،
وفي اليوم التالي كان أحد مرافقي الملك يتكلم مع الفلاح في منطقة العلاوي
وقال له : البيگ اللي وصلك إبسيارته إتوسطلك يم الملك ورجعلك گاعك وهذا أمر من الملك للمدير وسلمه الأمر .
ذهل الفلاح وصار يدعو للبيگ
وقال للمرافق : والله من شفته گلت هذا من الأجاويد وإمبين عليه إبن شيوخ ،
وتوسل بالمرافق لكي يدله على بيت البيگ لكي يشكره على معروفه .
فجيء بالفلاح للبلاط وأدخلوه للملك فسلم على الملك ورد عليه التحية وسأله : عمي إنت تعرف اللي إتوسطلك حتى ترجّع گاعك ؟
فعرف الفلاح بذكائه أنه في حضرة الملك
وقال : يا طويل العمر إذا چنت إبن أبوي فإنت الملك ونفسك البيگ اللي وصلني،
تبسم الملك، وعندها وقع الفلاح على أقدام الملك وقد بللت دموع الفرح لحيته
وقال للملك وهو يبكي : دخيلك أبو فيصل دخيلك
فهدّأ الملك من روع الفلاح وأمر له بمكافأة وإنصرف الفلاح وهو يدعو للملك بالتوفيق وكان أشبه بالحالم ينظر للسماء ويصيح : اللهم إنصر العرب.. اللهم إنصر العرب…..
ايام الخير و البساطة
منقول