ثماني بطاقات ذهبية أبرزت قوة المنافسة وتكاتف سعودي للاحتفاظ بالبيرق
ثماني بطاقات ذهبية أبرزت قوة المنافسة وتكاتف سعودي للاحتفاظ بالبيرق
(أبوظبي -آشور).. بمتابعة واسعة واهتمام بالغ من جمهور الشعر ومحبيه عبر الوطن العربي، انطلقت، مساء أمس الثلاثاء، الحلقة التسجيلية الثانية للموسم التاسع من برنامج “شاعر المليون”، أضخم مسابقة في الشعر النبطي، والذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، حيث عرضت الحلقة تفاصيل جولة مقابلات لجنة تحكيم البرنامج للشعراء في عاصمة المملكة العربية السعودية “الرياض”، والتي تم بثُّها في تمام الساعة العاشرة مساءً على قناتي بينونة الفضائية والإمارات.
في بداية الحلقة، أخذ البرنامج المشاهدين في جولة سريعة عبر شوارع عاصمة المحبة والخير والعزم العاصمة السعودية “الرياض” مستكشفاً صروح الثقافة والعمارة فيها، ومستعرضاً تفاصيل ذات صلة بالبرنامج وسمات المشاركين فيه وصفات حامل البيرق والتي أهمها الاختلاف والتميز في الشخصية ومعجم الكلمات التي تخدم النص.
شاعرية عالية ومنافسة شديدة وحضور ملفت لشعراء عيونهم على البيرق
وكانت جولة سريعة لكاميرا البرنامج على الأعداد الكبيرة من المتسابقين في انتظار مقابلة لجنة التحكيم المكونة من الدكتور غسان الحسن، الشاعر حمد السعيد، والباحث والروائي الأستاذ سلطان العميمي، في أجواء الشاعرية العالية والمنافسة الشديدة والتكاتف العام لشعراء المملكة حول رغبتهم بالاحتفاظ بالبيرق للسعودية، حيث أجمع الشعراء على أهمية البرنامج الذي يعتبر حلماً لهم وسببا لانتشال المبدعين منهم وتقديمهم للساحة الشعرية بشكل أفضل، مؤكدين على أنه بوصلة للشعراء، وبوابة الشعراء إلى النجومية ومصنع النجوم من الشعراء، متفقين على أن مجرد الحضور بين يدي لجنة التحكيم أو الوصول إلى مرحلة المائة هو بحد ذاته إنجاز كبير ورخصة لدخولهم عالم الشعر.
ومع انطلاق مجريات الحلقة التسجيلية الثانية كانت البداية مع مقابلة الشاعرة فاطمة المعتاد المطيري من السعودية والتي وقفت أمام أعضاء لجنة التحكيم واثقةً بنفسها، معتدةً بتجربتها الشخصية وقصتها مع والدها الذي كان شاعراً أيضاً، حيث أبدى د. غسان الحسن إعجابه بالنص واختيارها موضوعه، معتبراً أنه نصٌّ جيد ومتقن، أما الباحث سلطان العميمي فرأي أنه على الرغم من أن موضوع القصيدة تقليدي إلا أن الشاعرة تناولته بتميز وتركت فيه بصمتها الخاصة مشيداً بالشاعرة والنص، بينما عبّر الشاعر حمد السعيد عن سعادته بهذه الافتتاحية قائلاً: “أثلجتِ صدري بهذا الحضور”، وكانت النتيجة إجازة الشاعرة وانتقالها إلى المرحلة التالية ضمن المسابقة.
المتسابق الثاني فريد خالد العليي من اليمن تحدث بداية عن إنّ إلهامه الحقيقي يأتي من القرآن الكريم والبيئة المحيطة التي لها دور كبير في إلهاب قريحة الشعراء، متحدثاً عن نشأته في أسرة تحب الشعر من والده وأهله إلى المجتمع المحيط، مستهلاً بإنشادٍ من التراث اليمني قبل إلقاء قصيدته، وقد اعترضت اللجنة على استخدام الشاعر مفردات التواصل الاجتماعي من الفيس بوك والتلغرام وتويتر وغيرها، مؤكدين عليه أنه كان من الأفضل أن يكمل القصيدة بجمالياتها دون تناول هذه المفردات، وقد تمت إجازة المتسابق من اللجنة، حيث خاطبه الأستاذ العميمي بالقول: “صوغُك فريد وحضورك فريد يا فريد”.
أول بطاقة ذهبية في جولة الرياض لعادل الحارثي
أما المتسابق الثالث فكان عبد المجيد السبيعي من السعودية، الذي تمت إجازته من اللجنة، وقال الدكتور غسان الحسن عن قصيدته بأنها قصيدة متقنة تتضح للعين فيها تجربة الشاعر الواضحة بجمع الكلمات وتكوين المعنى وقوة الصورة الشعرية، بينما أبدت اللجنة إعجابها الشديد بقصيدة المتسابق عادل وصل الله الحارثي من السعودية أيضاً، والتي تحدثت عن عذابات الشاعر وظلم الأقارب وجرحهم، حيث قال الباحث سلطان العميمي عنها إنها قصيدة تبرز فيها الشعرية الكثيرة وإحساس وحضور الشاعر في شعر جميل وتصوير شعري مميز مع الاقتباس من القرآن الكريم (بسم الله الرحمن الرحيم: “أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً”)، بينما أكمل حمد السعيد قائلاً: “لا أملك إلا أن أقول إنك شاعر مميز وكل مقومات التميز موجودة فيك وفي نصك”، بينما قدّم الدكتور غسان الحسن للمتسابق أول بطاقة ذهبية في جولة الرياض لاستحسانه نصه وإلقائه، قائلاً: “قصيدتك جميلة جداً، إتقان صوت ولغة جسد، قصيدتك رائعة”. وكانت اللجنة على موعد مع المتسابق محمد عبد الله الحمادي من السعودية، حيث عبّر أعضاؤها عن إعجابهم بنصه وحضوره وتميز قصيدته التي استحق عنها بطاقة ذهبية قدّمها له الشاعر حمد السعيد.
تلا ذلك مقابلات مع مجموعة من الشعراء تميزت بالطرافة والغرابة حيث حضر شاعرٌ لا شعر في قصيدته، وآخر شوّه الكلمات وتلاعب بها وبتصويره الشعري الغريب، وثالث استطرد في زيادة الحروف بلا طائل ولا سبب، كما أبدى أحد الشعراء انزعاجه من المكيّف الذي جمّده على حد قوله، وتناول آخر موضوع زواج الاثنين، وظلّ متسابق آخر ينظر خلفه لا إلى لجنة التحكيم، وشاعرٌ كان سريعاً جداً في الإلقاء دون مراعاة لشروط مقابلة اللجنة والبرنامج، إضافةً إلى ضياع عدد من الشعراء داخل أروقة البرنامج والتقاط الكاميرا حيرتهم في إيجاد المخرج، مع ملاحظة أعضاء اللجنة وبخاصة الأستاذ سلطان العميمي الذي أبرز ذاكرةً حادة مكّنته من التعرف لا على الشعراء المشاركين مجدداً في البرنامج، بل من التعرف على نصوصهم أيضاً، أما المتسابق عبد السلام رفيع السلمي من السعودية فقد أعاد للجولة رونقها بأدائه العذب الذي قال فيه الشاعر حمد السعيد إنه شاعر مبدع حضوراً ونصاً وتفاعلاً وإلقاءً وصوراً شعريةً أتى بها من صميم البيئة الشعرية، كما أثنى عليه الدكتور غسان الحسن الذي اعتبر أن كلمته الشعرية جميلة مشيداً بالجمال الشعري المتمثل في عبارات الاغتراب معتبراً أن قصيدة المتسابق ليست من الكلام العادي بل من كلام الشعر، بينما خصه الباحث الأستاذ سلطان العميمي ببطاقة ذهبية مشيداً بنصه وإلقائه.
تلا ذلك حضور ملفت للشاعر عامر عيسى القميري من اليمن الذي اتفقت اللجنة على إجازته والإشادة بجمال قصيدته وتصوريه المستحدث، جاء بعده المتسابق أحمد السناني الذي أبدع في إلقاء قصيدة في أعضاء لجنة التحكيم، ودخل المسرح حافي القدمين متمثلاً معاني قصيدته، الأمر الذي أثنى عليه أعضاء اللجنة بالإجماع، وقال فيه الباحث العميمي: “قصيدة جميلة غريبة، في أغرب تفاعل وأغرب حالة تلبُّس للشاعر مع قصيدته، والشاعر إذا لم يكن بهذا الجنون فهو ليس بشاعر”. ثم كانت مقابلة عبد العزيز اليافعي من اليمن، والذي تمت إجازته من الجميع، كما أجيز بعده نواف الحبيشي من السعودية، والذي أبرز قوة شعرية وتفاعلاً جميلاً .
أما المتسابق مسفر العلاج العرجاني من السعودية فقد أجازه الدكتور غسان الحسن لوزن القصيدة وقافيتها لا لنوعها، جاءت بعده الشاعرة العنود فراج المطيري من السعودية أيضاً، بشعرية عالية أجازها أعضاء اللجنة وموضوع جميل يبرز معاناة اجتماعية أشاد بها الدكتور غسان الحسن، تلاها عطا الله العنزي من السعودية الذي يشارك للمرة الثانية في البرنامج بعد مشاركته في الموسم السادس، والذي أشادت اللجنة بقصيدته التي تتضح فيها التجربة الشعرية المختمرة والوعي الشعري بحسب الأستاذ سلطان العميمي.
تتالت محطات المقابلات مع الشعراء محمد إبراهيم الشمري، وعناد محمد الشيباني الذي منحه تركي المريخي بطاقة ذهبية، وحزمي السبيعي الذي تميز في الحديث عن مسيرة برنامج شاعر المليون في قصيدته فنال إشادة اللجنة حيث قال عنه حمد السعيد إنه شاعر صاحب كاريزما وكوميديا وجزالة، أما غسان الحسن فأشاد بفحولته الشعرية وتميزه معتبراً أنه أكبر من النجم بل هو كوكب في الشعر، أما تركي المريخي فقال: “أنا لا أجيزك ولكن أعطيك بطاقة ذهبية”.
وتميز المتسابق زايد الرويس العتيبي الذي اتفق أعضاء اللجنة على الإشادة بشهرته ونجوميته وشعريته التي تتسلل إلى الذات بهدوئها وإلقائها ومعانيها بحسب غسان الحسن، أما حمد السعيد فقال: “شاعر مبدع ولا غرابة في ذلك، تعوّدنا على إبداعك، وفي نصك نضوج فكري ومرحلة عمرية تستحق الإجازة”، بينما عبر المريخي عن إعجابه بالشاعر كونه من الشعراء المبدعين المعروفين بكثافته الشعرية بين التحليق والكتابة.
وكان للمتسابق فريح السعدي من السعودية والذي أجازته اللجنة بالإجماع وقفة امتنان وعرفان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مشيداً بموقف سموه من الشعر حيث أحياه وأعطاه روحه المحبة الصادقة، كما أحيا الموروث الشعري، تلاه المتسابق فواز علي العتيبي من السعودية في قصيدة مبدعة عن جمالية الموت، والتي اعتبر أعضاء اللجنة أنها متميزة تحمل فلسفة عميقة في الحياة لدرجة يكون فيها الموت حباً، حتى قال فيها الدكتور الحسن: “من أجمل القصائد التي سمعتها في الحب”.
المريخي بديلاً عن العميمي في المقابلات وارتفاع حدة المنافسة
واستكمل عضو اللجنة الاستشارية للبرنامج الأستاذ تركي المريخي المحطة التالية مع اعضاء اللجنة مع مجموعة جديدة من المتسابقين، بديلا عن الاستاذ سلطان العميمي حيث وقف المتسابق نافع العتيبي من السعودية واثقاً من نفسه بدخوله القوي وإعجاب أعضاء اللجنة به، معبرين عن إجازتهم له ومنحه بطاقة ذهبية لتميزه، جاء بعده خالد رداد الربيعي من السعودية أيضاً والذي أجازه عضوا اللجنة الحسن والسعيد مشيدين بمعانيه وشعريته مع عدم استحسانهما النص وعدم إجازته من قبل المريخي. تلاه الشاعر نبيل محمد عاجان من السعودية في تصويره المبدع ورمزية قصيدته التي أشاد بها عضوا اللجنة الحسن والسعيد كونها تتحدث عن قصة حب عصفور وسمكة، في دلالة على علاقات مرفوضة من قبل المجتمع، مستحقاً عنها بطاقة ذهبية.
رسالة شاعر المليون للمجتمع والإنسانية: أصحاب الهمم أولاً
تميزت الحلقة التسجيلية في محطة الرياض بمشاركة أصحاب الهمم من الشعراء المبدعين الذين جمعتهم بأعضاء لجنة التحكيم مواقف إنسانية راقية ورقيقة أظهرت تكاتف المجتمع الإماراتي والخليجي مع أبطال العزيمة والهمة من أصحاب الهمم، الذين أثنى أعضاء اللجنة على بطولتهم وإحساسهم وتمكّنهم، مؤكدين على رسالة البرنامج في أن أصحاب الهمم أولاً، وأن البرنامج منصة إبداعية شعرية مفتوحة ومتاحة للجميع.
مجلس شاعر المليون: إضافات جادة ونجوم متميزون
مع محطات مجلس شاعر المليون مع الإعلامي حسين العامري كان الموعد مجدداً، حيث استضاف عضو اللجنة الاستشارية للبرنامج الأستاذ تركي المريخي الذي أشاد بدور لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي في خدمة الشعر والشعراء واستقطابها المبدعين من أرجاء الوطن العربي ضمن البرنامج، قائلاً: “إن الشعر قبل شاعر المليون كان يحتضر، وكنا نعاني من عدم الاهتمام بالشعر والشعراء، ومن عدم وجود منابر لتقديم الشعر الشعبي الذي هو هويتنا وتراثنا، ولكن بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كانت عودة الشعر إلى الحياة”. وعن جولة البرنامج ومحطته في الرياض قال المريخي إنه يتوقع أن يكون لجولة الرياض نصيب الأسد من المتسابقين المؤهلين، فحظوظ الشعراء السعوديين عالية بناء على ما شهده من كثافة في حضور الشعراء، مقدما نصيحته إلى الشعراء باحترام شعرهم قبل دخولهم على لجنة التحكيم، كما استضاف العامري عضو لجنة تحكيم برنامج المنكوس شايع العياف الذي أكّد على الإنجاز الكبير الذي تحقق لبرنامج المنكوس وقبله برنامج شاعر المليون في الساحة الشعرية بدلالة الأصداء التي للبرنامجين في الشارع، معتبراً أن رسالة هذين البرنامجين تراثية حفظاً للهوية وبناءً لجسور التواصل بين القديم والجديد. وشهد المجلس لقاءات مع كل من الفنان عبد الرحمن العسيري، المنشد حسين آل لبيد من نجوم برنامج المنكوس، والمنشد مقرن الشواطي، في روائع الإنشاد والمعاني العذبة والإيقاعات الجميلة، والعديد من المقابلات والتي تبث بشكل كامل عبر قناة شاعر المليون على اليوتيوب، بالإضافة إلى لقاءات خاصة ومميزة تم تصويرها مع ضيوف البرنامج بشكل حصري لقنوات التواصل الاجتماعي وعبر قناة البرنامج على يوتيوب وهي من تقديم الإعلامي عبدالله الكربي.
لجنة التحكيم: محطة الرياض متميزة ومحطة الكويت واعدة بالكثير
في اجتماع تقييم الجولة من قبل عضوي لجنة تحكيم شاعر المليون (الدكتور غسان الحسن، والشاعر حمد السعيد) إلى جانب عضوي اللجنة الاستشارية الأستاذ تركي المريخي، والأستاذ بدر صفوق، وذلك بعد انتهاء مقابلات الشعراء، تم توافق الأعضاء على الإشادة بنجاح محطة الرياض في استقطاب المبدعين من الشعراء، والحضور الملفت للكتلة الكبيرة منهم في هذه المحطة الهامة ضمن جولة البرنامج التي تشمل عمّان والرياض والكويت إضافةً إلى أبوظبي، مؤكدين على أن العدد الكبير للبطاقات الذهبية والبالع ثماني بطاقات كان نتيجةً طبيعية لتميز المشاركين وحضورهم المختلف والاستثنائي، ولسببين رئيسيين أولهما ضمان مكان الشاعر المستحق ضمن المائة وثانيهما ضمان مكان لشاعر ينئ حدس أعضاء لجنة التحكيم أنه سيكون متميزاً في مسيرته ضمن البرنامج، سعياً لإراحة الشعراء من القلق والتفكير في الوصول، مع اقتراح أن يتم توجيه الشعراء من حَمَلة البطاقات الذهبية وإرشادهم في الانتقال إلى المراحل الثانية من البرنامج. مع تأكيد المجتمعين على أهمية دور البرنامج في تأسيس جيل جديد من الشعراء يستلمون راية الشعر ويرثونها كيلا يصبح متحفياً وغائباً عن الساحة الثقافية، واتفاقهم على أن مقومات الشاعر النجم تتمثل في الحضور والذكاء والتعامل مع الموضوع والتعامل كذلك مع الإعلام، مع ملاحظتهم العنصر الوطني في حرص السعوديين على الاحتفاظ ببيرق شاعر المليون لوطنهم السعودية.