النفط الأذربيجاني في السياسة العالمية
(باكو- آشور)..
أصبحت “اتفاقية العصر” انفتاحا لأذربيجان على القرن الحادي عشر. وبلا شك فإن هذا بفضل “حيدر علييف”، وإبداعه الخلاق، وإرادته، وجهده. لذلك فسوف نتحدث بالتفصيل عن هذا الحدث العالمي الذي ترددت أصداؤه في العالم كله.
وفي 4 فبراير 1994م أصدر “حيدر علييف” رئيس أذربيجان قرارا حول: “الإسراع بمعدلات التنقيب عن آبار النفط والغاز البحرية بأذربيجان”. كانت هذه الوثيقة الاستراتيجية أساسا للمفاوضات التي أجرتها شركة النفط الحكومية للبلاد مع مديري أكبر شركات النفط والغاز في العالم. وأسفرت المفاوضات عن توقيع مرسوم في 14 سبتمبر 1994م، تضمن تقييما اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا لأهمية المشروع. وقام الرئيس بتفويض “ناطق علييف” رئيس شركة النفط والغاز الحكومية (وليس الابن، ولا الشقيق، ولا الصهر) في توقيع العقد حول العمل المشترك في آبار: “آذري”، و”تشيراج”، وآبار “جيونشلي” الواقعة في المناطق العميقة من بحر القزوين، وتحديد حصص توزيع الإنتاج النفطي بين رئيس شركة النفط والغاز الحكومية، والشركات التسع الأجنبية – ومن بين “لوك أويل” الروسية، وكذلك الشركتان الإيرانية والفرنسية.
وأقيم حفل توقيع العقد في سبتمبر 1994م بقصر “غولستان”. ووصل إلى باكو الوزراء والبرلمانيون ورجال الأعمال من الولايات المتحدة، وروسيا، وبريطانيا، وتركيا، والنرويج.
وقال “حيدر علييف” في كلمته التي ألقاها أمام الضيوف: “النفط هو أكبر الثروات القومية لدى جمهورية أذربيجان وشعبها، ولذلك أطلق على أذربيجان “بلاد النار”.
ثم قام “علييف” في فخر بالتذكير حول تاريخ استخراج النفط في أذربيجان، وتقييم مساهمة عمال النفط في الانتصار على الفاشية خلال سنوات الحرب الوطنية العظمى.
لقد ساهم عمال النفط لدينا بصورة فعالة في تطوير التنقيب عن آبار النفط الجديدة بكل بقعة في الاتحاد السوفييتي. وليس من قبيل الصدفة إطلاق اسم “باكو الثانية”، و”باكو الثالثة” و”باكو الرابعة” على مواقع النفط الجديدة المكتشفة بفضل مجهوداتهم. ولا تقدر بثمن الخدمات الجليلة لعمال النفط الأذريين في تطوير واستغلال منابع النفط الكبرى في روسيا، وسيبيريا، وتيومان، وفي إنشاء مجمعات النفط والغاز العملاقة هناك.
وإني أرى ضرورة التعريف عن ذلك لضيوفنا، والتذكير به لشعبنا الأذربيجاني. إذ أن ذلك يمثل فخرا ومجدا للشعب الأذربيجاني، ويشهد على الإنجازات العظيمة التي حققها شعبنا وعمال النفط لدينا في الاقتصاد العالمي.
هذا ما قاله رئيس البلاد، وترددت أصداء كلماته ليس فقط في أرجاء القاعة في قصر “غولستان”، وإنما بكل بيت في الجمهورية بأسرها، لأن الحديث كان يجري حول مصير الثروة القومية للبلاد. وواصل الرئيس حديثه:
أود القول مباشرة بأن الاتفاق لم يعكس مطلقا كل رغبات الشعب الأذربيجاني، لكننا على وعي بأن أي اتفاق لابد يراعي مصالح الطرفين. فقد سعى اتحاد شركات النفط الغربية لتحقيق مصالحه. وبذلت شركة أذربيجان الحكومية للنفط جهودها لتحقيق مصالح أذربيجان. ويمكنني القول بأن الاتفاق قد تم إعداده ليلبي مصالح الطرفين، وذلك نتيجة للجهود الكبيرة المبذولة، وتناول الطرفين للقضية بأعلى درجات المسئولية.
وقد صار الاتفاق ساري المفعول في 2 ديسمبر عام 1994م. وبدأ؛ أو على الأصح استمر؛ العمل الدؤوب في الحفارات البحرية، والمعامل، وحجرات المكاتب، وفي الطرق التي تسير بها أنابيب النفط عبر روسيا وجورجيا.