السفارة الصينية ومؤسسة ولي العهد
السفارة الصينية ومؤسسة ولي العهد
بقلم: مارينا سوداح
مؤخراً، أعلنت سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة الأردنية الهاشمية، عن تقديم دعم مالي بقيمة 50 ألف دينار لصالح (مؤسسة ولي العهد)، بهدف “مساعدتها على تنفيذ برامجها في ظل الظرف الاستثنائي الحالي الذي تمر به المملكة والعالم، مع جائحة فيروس كورونا المستجد”.
وبيّنت السفارة في خبر نشرته جريدة الأنباط اليومية الأردنية و وكالة الأنباء الأردنية بترا، أن الدعم المقدّم يأتي إيماناً منها “بأهميّة ودور مؤسسة ولي العهد في تقديم الدعم للشباب الأردني، من خلال تمكينهم وتعزيز قدراتهم، وتأهيلهم ليكونوا عناصر فاعلة بشكل إيجابي في الأردن، خاصّة الشباب في المحافظات”.
من جهتها، وجّهت مؤسسة ولي العهد الشكر للسفارة الصينيّة، وبيّنت أن الدعم المالي “سينفق ضمن منهجية شفافة تهدف للمساهمة في استدامة أعمال ومبادرات المؤسسة، خاصّة ما يتعلّق بشراء أجهزة كمبيوتر محمول (لاب توب) لطلاب جامعة الحسين التقنية، إحدى مبادرات المؤسسة، بالإضافة إلى شراء أجهزة محمول وتابلت بمواصفات عالية لتدعم الطاقم التدريسي في الجامعة”. كذلك، أوضحت المؤسسة “أن عمليات الشراء من خلال عطاء رسمي يطرح في السوق المحلي وضمن تعليمات الشراء الرسمية”.
وفي السياق، أكد القائم بأعمال السفارة الصينيّة السيد ليو شين شيان، إن التبرع يعكس اهتمام الحكومة الصينيّة بالطلبة الأردنيين وحصولهم على التعليم عن بُعد، كما تعكس الصداقة بين البلدين. وأشاد هذا الناطق باسم السفارة الصينية في عمّان بجهود المؤسسة وعلى رأسها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في دعم وتعزيز دور الشباب والمحتاجين في مختلف مناطق المملكة الأردنية الهاشمية بعمليّة التنمية، وأكد “أننا في مواجهة كوفيد – 19 تبادلت الصين والأردن الدعم، وكافحنا المرض جنباً إلى جنب، ودعمت الحكومة الصينيّة الأردن لتنفيذ العديد من المشروعات التنمويّة، وتتطلع إلى تعزيز التعاون الثنائي مع الأردن في عدّة مجالات”.
وختم المسؤول الصيني تصريحه بقوله، أن “العلاقات الطيبة بين البلدين الصديقين تدفع باتجاه تعزيز التعاون في مختلف المجالات وبخاصّة التنمويّة، وتمكين الفئات الأقل حظاً من التمتع بجودة التعليم عن بُعد والمشاركة بشكل فاعل. “
آثرتُ نشر المقدمة المطولة أعلاه لحمل نبأ التبرع بكامله لمزيدٍ من قراء العربية، لتأكيد العلاقات الطيبة والتعاون المُثمر والمتعدد المجالات بين الأردن والصين. فبهذا التبرع سُلطت الأضواء مُجدّداً عليها لتجد إنعكاساً إيجابياً شاملاً على مختلف المستويات. هذه العلاقات الثنائية كانت وما زالت وستبقى منذ تأسيسها ممتازة ويسودها التفاهم المتبادل، وهي تتطور في إطار مبادىء الصداقة والإثمار المتواصل في كل نقلاتها التاريخية، وفي هذا الصدد أشرت شخصياً إلى أمر العلاقات بين بلدينا في مقالتي المطولة التي سبق ونشرتها في كتاب بعنوان (قصص الصين والأردن)، الصادر في عام (2017) عن سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة الأردنية الهاشمية، وبتمويل كامل من الصين بمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين، رغبةً من القيادة السياسية الصينية وسفارتها في الأردن تأكيد تميّز المَسار الصاعد لهذه العلاقات.
*نبذة عن مؤسسة ولي العهد
تبرع الصين لمؤسسة ولي العهد أكد مرة أخرى العلاقات التاريخية العميقة بين البلدين وحرص الصين على دعم مبادرات الشبيبة الأردنية وتطوير أوضاعها، التزاماً من صاحب السموّ الملكيّ الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ببناء مستقبل مشرق لشباب الأردنّ؛ يستندُ إلى إلهامهم وتوجيههم للمشاركة في خدمة مجتمعاتهم، وتولّي مسؤولية القيادة، واستثمار كافة الفرص الاجتماعية والاقتصادية المتاحة، ولهذا بالذات انبثقت مؤسسة ولي العهد؛ لتجسّد على أرض الواقع إيمان سموّه بأنّ الشباب الأردنيّ يمكنهم أن يحققوا أعظم الإنجازات إذا ما أتيحت لهم الفرصة المناسبة لتأدية دورهم في العملية التنمويّة كمواطنين فاعلين.
مؤسسة ولي العهد، تم تأسيسها في العام 2015، للإشراف على تنفيذ مبادرات سمو ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، رؤيتها هي “شباب قادر لأردن طموح”، تعمل وفق محاور عمل محددة هي، الجاهزيّة للعمل والريادة، القيادة، والمواطنة، كما تعمل ضمن مجموعة من القيم هي الشمولية، الابتكار، الأخلاقيات، والإيجابية.
تسعى المؤسسة لتحقيق العديد من الأهداف على الصعيد الإستراتيجي، مثل تقوية وتمكين البيئة الشبابيّة الداعمة، قيادة الفكر والتفكير الداعم للشباب والشابات، الوصول والتأثير في الشباب والشابات من كافة محافظات المملكة، وقيادة مبادرات شاملة للشباب والشابات.
*الأهداف الاستراتيجية لمؤسسة ولي العهد هي:
تعزيز قدرات الشباب والاستثمار في المهارات التي يحتاجونها في المستقبل، في القطاعات التنافسيّة STEM والمهارات الأساسية.
تمكين الشباب بالفرص الاجتماعية – الاقتصادية والمهارات المعيشيّة، في المجالات ذات الميزة التنافسيّة العاليّة، والعمل على خلق نماذج ومنصات جديدة للتوظيف وريادة الأعمال.
الاستثمار في دمج الشباب في عدد من القطاعات مثل قطاع ريادة الأعمال والأعمال التقنيّة، والحياة السياسيّة.
قيادة نشاطات هادفة تعزز من مشاركة الشباب في الحياة المدنيّة، وترفد رأس المال الاجتماعي في المجتمعات.
تعزيز القيم الإيجابيّة لدى المؤسسات والأفراد.
تعزيز روح العمل المشترك بين البيئة الداعمة من جهة وبين المجموعات الشبابيّة، بهدف ضمان استدامة الأعمال.
دمج “الشباب” في جميع القطاعات السياسيّة والوطنيّة.
مارينا سوداح : كاتبة وناشطة وقيادية في الهيئة الاردنية للاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدِقاء (وحُلفاء) الصّين ومنتدى أصدقاء القسم العربي لإذاعة الصين الدوليةCRI في الأردن.