الرسائل البريدية ..تسقط بالضربة القاضية امام الانترنت والهواتف النقالة !!
المشهد نيوز / بغداد
تحقيق / كريم هاشم العبودي
اختفت من ألازقة البغدادية..ولم تعد بحاجة الى ( شكرا لساعي ألبريد ) !!
- شابة : أفرح بالشعور بالحب السامي لأن الحب من الله خاصة إذا كان صادقاً ونزيهاً ويجمع قلبين طاهرين
- شابة اخرى : الرسائل تصبح في لحظة الخصام أدوات للتهديد والابتزاز لهذا لا أقترب منها اطلاقاً وأسراري لا أحدث بها أي صديقة
- اليوم اختفت هذه الرسائل من ساحة الحب ولم يعد المحبوب بحاجة إلى قلم وورقة يدون عليها مشاعره الخجولة فهو بكل سهولة يحمل سماعة الهاتف ويقول ما يشاء
تشكل مهنة ساعي البريد (البوسطجي) جزءا متممآ لحياة البغداديين التي اصبحت تراثآ فلكلوريآ من الماضي الذي ذهب مع اهله , فقد غنت لة المطربة العراقية انوار عبد الوهاب (ساعي البريد) واعتاد اهالي بغداد لعقود طويلة من الزمن ولوقت قريب ان يطالعهم كل يوم صباحآ ومساءا وجه بغدادي صبوح وهو يمتطي دراجة هوائية اكل عليها الزمن وشرب بفعل تقادم الزمن يرتدي ملابس انيقة تليق بتلك الفتره ويعتمر (برنيطة )تشبة الى حد بعيد (الكاسكيتة )التي كانت تزين رؤوس جبات وسواق مصلحة نقل الركاب الذين عاصرا في نفس حقبة ساعي البريد التاريخية الذي كان احد الظواهر المعتادة في حياة بغداد , وينوء كتفه بحقيبة مملؤه بالغلة اليومية من الرسائل التي تحمل اخبارآ طازجة او بأته التي دئب فيها في البحث عن اصحابها ولم يستدل عليهم. الاهالي يعيشون بحالات من اللهفة والشوق لسماع اخبار الغائب او المسافر والقريب البعيد وكثيرآ ما يتطلع الساعي الى وجوة الناس المكلف بايصال الرسالة لهم ليرى مبلغ التأثر والمشاعر والاحاسيس البادية على محياهم لتكون بشارة بانتظاره , او الصدود والجحود من الاخبار المحزنة .
اليوم ظاهرة ساعي البريد اختفت وانحسرت من حياة البغداديين ولم نعد نراها في مناطق وازقت بغداد القديمة بعد ان ركنت دراجاتها الهوائية وخلعت ملابسها القديمة وارتدت ملابس العصر , بعد ان كانت حياة مألوفة معتادة حتى وقت قريب , واليوم اختفت هذه الرسائل من ساحة الحب ولم يعد المحبوب بحاجة إلى قلم وورقة يدون عليها مشاعره الخجولة فهو بكل سهولة يحمل سماعة الهاتف ويقول ما يشاء وبكل سهولة كذلك يستخدم الانترنت أو أنه مباشرة يطرق باب المحبوبة ليدعوها إلى السهرة .
هل كانت التقاليد والظروف الاجتماعية سبباً في كتابة الرسائل كحاجة للتواصل في ظل انقطاع أي وسيلة أخرى ؟!
وهل كان الشباب لحظة يحسون بالحب الأول يجلسون في صمت إلى اوراقهم ليدونوا على سطورها ما لا يستطيعون قوله علناً ؟
التقينا بضع فتيات ووجهنا اليهن سؤالين محددين :
- عندما تعيشين قصة حب من تخبرين أولاً ؟
- هل تكتبين الرسائل للمحبوب ؟
- فكانت الاجابات مفاجئة إذ أن هذا الجيل لا يكتب الرسائل . والأسباب غير مقنعة أبداً .
دليل على نضجي
تقول نسرين سعد 18 سنة أن الاحساس بالحب شعور عظيم بالنسبة لي لأنه أول دليل على نضجي العقلي والجسدي وعندما أشعر بالحب تكون خطوتي الأولى هي التأكد من مشاعر الشخص الذي أحبه وأول شخص أبوح له بسري هو صديقتي حيث لا أشعر أمامها بالحرج أما بالنسبة للرسائل فهي في رأيي قد اصبحت شيئاً تقليدياً في زمن الفيس بوك والانترنت وأنا لا أحبذ كتابة الرسائل مطلقاً كي لا يجدها أحد من بعدي ولأنني أحب الاحتفاظ بمشاعري لنفسي ولعل الهاتف وسيلة فاعلة أكثر فمن خلاله نستطيع أن نقول ما نريد دون أن يسمعنا أو يراقبنا أحد .
اخبر صديقتي
أما هند عليوي 17 سنة فتقول أول ما أفعله حين أحب هو التأكد من مشاعر الشاب الذي أحبه ثم أعمد إلى تدوين ما أحسست به على ورقي لأنني أرتاح لتسجيل مشاعري لكنني لا أحب ابداً كتابة الرسائل أليه ربما إذا بدأ هو بالكتابة أجيب أنا برسالة ما . وصديقتي هي أول من أخبرها بحبي لأنها في عمري وستقدر مشاعري لكنني لا أستطيع أخباروالدتي ابداً لأنها ستحاسبني على كل كلمة أقولها .
خوف من التهديد
وتقول ايمان احمد 23 سنة حين أحب فأن أول ما أفعله هو التأكد من نوايا الطرف الاخر فأراقب تحركاته ومشاعره لأكتشف ماذا يريد مني وأحب أن أكتب مشاعري على دفتر خاص .. لكنني أرفض كتابه أي رسالة له لأنه في حال حصول أي سوء تفاهم بيننا فقد يعمد إلى تهديدي بالرسائل والطريقة الأكثر أماناً هي مكالمته في الهاتف أما موضة الرسائل فقد كانت في وقت لا يتيح للعشاق فرصة اللقاء وكانت التقاليد تجبر الفتاة على البقاء في بيتها أما اليوم فقد اختلف الوضع تماماً وأنا أخبر أمي بكل ما يحدث لي , لأن الأم الصالحة صديقة لأبنها وأمي صديقتي .
لا فائدة من الكتابة
وتؤكد شذى محمود 20 سنة أن أول ما تفعله عند الشعور بالحب هو الاستماع للأغاني الرومانسية والعاطفية
وتضيف : أحب الاحتفاظ بمشاعري لنفسي لأنني مهما كتبت فلن استطيع التعبير عنها كما يجب … ولا أحبذ أبداً فكرة كتابة الرسائل إلى الحبيب بل أحبذ أن يكتب هو ألي وأول إنسانة أخبرها بحكايتي وبالمشاعر التي أحس بها صديقتي لأنها تفهمني أكثر من أي شخص اخر وتعترف زينب 20 سنة قائلة : أنا عاطفية جداً وحين أشعر بالحب أركض إلى غرفتي وأدعو كي يكون الطرف الاخر صادقاً في حبه لي ومخلصاً ووفياً وأنا لا اتحمل أي صدمة تجعلني أرتبط بإنسان لا يستحق عاطفتي الكبيرة على الورق اعجز عن التعبير عن مشاعري وأفضل الهاتف لكونه الوسيلة التي تسمح لي بالكلام دون تردد وحتى الهاتف لا استعمله ألا بعد أن يبادر حبيبي إلى الاتصال بي , ولا أسمح لنفسي بكتابة رسالة كي لا تقع في يد أحد وأختي هي أول من أخبرها بسري … لكونها أكبر مني ومرت بتجربة حب وتستطيع أن تعطيني النصائح والتوجيهات اللازمة .
أصون كرامتي
أما هبه فاضل 22 سنة فتقول : حين أشعر بالحب أحرص على ألا يعرف أحد بالأمر خشية التورط في المشكلات بعدها أركض إلى دفتر مذكراتي لأدون فيه ما أمر به لأن الكتابة تجعل ما حدث حياً في الذاكرة بالنسبة للرسائل فأنا لا أتجرأ على كتابتها لأن كرامتي لا تسمح بذلك وأختي الكبرى هي أول شخص أخبره بعواطفي وبكل ما يحدث لي لأنها تفوقني خبرة في الحياة ويمكن أن تصوب لي أخطائي إذا أخطأت .
اللقاء بدل الكتابة
وتشير ريم كريم 20 سنة إلى فرحتها بحالة الحب وتقول : أفرح بالشعور بالحب السامي لأن الحب من الله خاصة إذا كان صادقاً ونزيهاً ويجمع قلبين طاهرين ولا ألجأ إلى كتابة مشاعري فأنا أتزود من لقائي بالحبيب بأشواق تكفيني للقاء التالي حتى الهاتف لا استخدمه ولا أفكر في الرسائل لأن لدي عزة نفس وأحب أن يبدأ هو أولاً بالاتصال والكتابة والشخص الأول الذي أحدثه بأسراري هي صديقتي التي افتح لها قلبي وأحدثها عن كل شيء .
أسرار الحب
وتقول وفاء محمد 20 سنة قبل أن أعبر عن مشاعري أحب التأكد من مشاعر الطرف الثاني لا أترجم مشاعري بالكتابة حتى لا يعثر على ما أكتبه أي كائن على وجه الأرض فالاحتفاظ بأسرار الحب في القلب والضمير خير من كتابتها على رسائل قد تقع في أيدي الأهل ثم من أن الرسائل تصبح في لحظة الخصام أدوات للتهديد والابتزاز لهذا لا أقترب منها اطلاقاً وأسراري لا أحدث بها أي صديقة أو أي فرد من افراد العائلة .
وفي النهاية تقول سرى صاحب 18 سنة بعد التأكد من مشاعر من أحبه أفكر فيه وأقضي وقتاً طويلاً في تحليل الشعور الذي احس به لكنني لا أكتب أي رسالة أليه لأن أي شيء مهم استطيع قوله بالهاتف فهو أكثر سرعة في أيصال المشاعر لأن الرسائل تأخذ وقتاً وقد تقع في يد أحد وأسراري لا أخبر بها أي مخلوق