البيـان الختامي لمؤتمــر (حـوار بغـداد التربـوي )
(آشور) محمد الخالدي.. ايماناً بأهمية التعليم ودوره في صناعة الإنسان وبناء الأوطان، باعتباره روح الأمم ووجدانها، ومصدر قوتها وازدهارها.. وتزامناً مع الانتصارات العظيمة التي حققها أبطال قواتنا الأمنية والمتطوعون على عصابات التكفير والإرهاب، وما يقتضيه هذا الانتصار من مقومات حفظه وترسيخه، وحصانةٍ تربويةٍ وفكرية، وتعميقِ روح الانتماء الوطني، وعطاءٍ ثقافيٍ إبداعي خلاق يتجاوز كل مخلفات الانحراف التربوي والثقافي الذي كرسه النظام الديكتاتوري السابق لخدمة خططه الشريرة، ويلبي استحقاقات النصر والتضحيات العظيمة التي قدمها شعبنا، وتطلعاته في مستقبل أفضل.
أقيـم برعاية عضو هيئة رئاسة مجلس النواب الشيخ د.همام حمودي، وتحت شعار (التعليـم ما بعـد الانتصـار.. صناعـة إنسـان وبنـاء دولـة) حوار بغداد التربوي للتعليم الابتدائي بالتعاون بين مؤسسة بهجة الباقر ووزارة التربية ونقابة المعلمين، وبمشاركة الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ولجنة التربية النيابية، ومديريات المناهج، والتعليم الأهلي، وتدريب المعلم وتطويره، والتخطيط التربوي بوزارة التربية، وشبكة الإعلام العراقي، وكلية التربية ابن رشد جامعة بغداد، ودائرة البحوث بمجلس النواب، إضافة إلى مساهمة العديد من الجهات الحكومية وغير الحكومية، والشخصيات الرسمية والتربوية والثقافية والإعلامية وغيرها.
وقد ناقش مؤتمر حوار بغداد التربوي أهمّ جوانب الواقع التربوي في العراق، من خلال الرؤى والمقترحات التي تم طرحها خلال جلساته، والتي شملت كلمات وآراء ذوي الاختصاص، والبحوث والدراسات التي تم تقديمها ومناقشتها من قبل الجهات المشاركة كافة..
حيث تم الاتفاق على جملة من النقاط المهمة التي من شأنها النهوض بالواقع التربوي العراقي
أولاً- الاعــدادُ لفلسفةٍ تربوية رسمية، أساسها الهوية الوطنية، وروح الانتماء للعراق أرضاً وإنساناً، وغرس فضائل الأخلاق، وتعميق قيم المحبة والتسامح والتكافل، والثقة بالنفس، وإشاعة التفاؤل وروح التفاني وحب العلـم والعمل، والاعتداد بلغتنا العربية لغة القرآن الكريم
وقد أعدّت اللجنة التحضيرية لمؤتمر حوار بغداد التربوي (مسودة مشروع فلسفة تربوية) سنقدمها للجهات المختصة في لجنة التربية النيابية ومجلس الوزراء لمناقشتها واعتمادها بشكل رسمي
ثانياً- المناهـج قضية وطنية سيادية، يجب حفظ سلامتها من التأثيرات السياسية والشخصية، من خلال
أ. تشكيـل لجنة وطنية متخصصة من التربويين والتعليميين والمختصين بالمناهج الدراسية وطرائق التدريس لإعداد المناهج وتقويمها.
ب. مناقشـة تشريع قانون ينظّم أسس وآليات وضع المناهج التعليمية وطريقة تأليفها، وموجبات تعديلها أو تغييرها
ت. بنـاء المناهج على أساس منظومة القيم الأخلاقية ومبادئ الدستور والتشريعات ذات الصلة، ومراعاة القيم والعادات الأصيلة للمجتمع العراقي
ج. تجهـيز المدارس بوسائل تعليم وتقنيات عصرية تواكب التطور العلمي، وتساعد المعلم في أداء رسالته التربوية والعلمية
ثالثاً- الاهتمام بالمعلم وتطوير قدراته وتأمين احتياجاته الأساسية، من خلال:
أ . إعـادة الهيبة للمعلم والعلم من خلال الأساليب التثقيفية والتوعوية لاسيما عبر وسائل الإعلام وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي
ب. إقامــة الدورات التدريبية لتطوير المعلم وتنمية قدراته ومهاراته في داخل العراق وخارجه خلال العطلة الصيفية، وإيلاء معلمي المناطق المحررة تدريبات خاصة في التعاطي مع آثار الحرب.
ت. تشريع قانون لحماية المعلم وحفظ كرامته وهيبته وحقوقه، باعتباره أحد أهم ركائز التعليم وتطور المجتمع.
ث. تخصيص سكن مناسب للمعلمين، بما يخفف عنهم أعباء المعيشة وينعكس ايجاباً على عطائهم. ج. تفعيل قانون الخدمة التربوية.
ح. منح المعلمين تخفيضات خاصةٍ بأجور السفر على متن الخطوط الجوية العراقية.
خ. تخصيصُ كسوةٍ للمعلم سنوياً، من المنتج الوطني العراقي
د. تفعيل الضمان الصحي للمعلمين.
رابعاً- تأسيــس هيأة لتأمين بناء وإعادة تأهيل المدارس، من خلال
أ. تشكيل هيئة بأسم (المشروع الوطني الخيري لبناء وتأهيل المدارس)، تساهم فيها مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية، والدول، والمؤسسات، والأفراد المتبرعين.
وقد أعدت اللجنة التحضيرية لمؤتمر حوار بغداد التربوي (خطة تأسيس المشروع الخيري لبناء وتأهيل المدارس) وسنُطلق حملةً وطنية مع الجهات الرسمية والشعبية والمنظمات الدولية للتعريف بهذا المشروع واعتماده بشكل رسمي
ب. تحفيز الشركات الاستثمارية الوطنية والأجنبية على الإسهام في تنمية المحيط البيئي لمواقع استثمارها من خلال دعمها لإنشاء وتأهيل المدارس.
ت. تحويل الأموال من الحجج الوقفية التي لا تحتوي شرط الواقف والتي تصرف في موارد البر والإحسان بموافقة رئيس الديوان الى بناء المدارس تحت إشراف وكيل أو معتمد لأحد المراجع.
ث. حث الوقفين الشيعي والسني على تخصيص نسب من مواردهما المالية لبناء المدارس.
ج. تخصيص نسبة من الغرامات المرورية المستحصلة لدعم الأبنية المدرسية. ح. تشجيع العمل التطوعي في تأهيل وبناء المدارس لاستيعاب معدلات النمو السكاني الهائلة التي تفوق قدرات الدولة.
خامساً- تفعيـل الدور الإعلامي في دعم التعليم، من خلال :
أ. إنشاء قناة خاصة بالأطفال، ذات خصوصية وطنية عراقية، تنّمي فيهم حب الوطن وفضائل الأخلاق، وتطور مهاراتهم الإبداعية في مختلف المجالات.
ب. دعم وتطوير القناة الفضائية التعليمية، بما يتسنى لها إنتاج برامج جاذبة تلبي متطلبات الإستراتيجية الوطنية للتعليم.
ت. حث وسائل الإعلام على الإسهام في تنمية ثقافة الطفل ببرامج هادفة، وتشجيع الالتحاق بالتعليم، وتوعية الأسرة بمسؤولياتها تجاه المدرسة، وبحث أي ظواهر سلبية بالنقد البناء.
سادساً- تفعيـل دور مجالس الآباء ببناء شراكة
مجتمعية تسهم في حل المشاكل، وتوعية الأسرة، وتعزيز صلتها بالمدرسة، وتشجيع المبادرات الشعبية الخاصة بتحسين بيئة التعليم ودعم دور المدرسة.
سابعاً- تشجيــع التعليم الأهلي وتنظيمه بقانون، وضمن أطر تعزز اللامركزية بما يمنحه فرصة التطوير والإبداع والتنافس الايجابي.
ثامناً- إعــادة الاعتبار للأنشطة المدرسية، كالرياضة والفنية، وتوسيعها لتشمل تنمية المهارات الحرفية الأولية كالزراعة والخياطة والأعمال اليدوية المختلفة، وبما يتناسب مع واقع المحافظات والمناطق من أولويات تلك المهارات .
تاسعاً- تفعيــل دور الصحة المدرسية وحملات الرعاية الصحية الدورية، وبرنامج التغذية المدرسية، والرعاية النفسية والاجتماعية من خلال كوادر متخصصة تسهم في تقويم سلوك التلميذ، ومعالجة مشاكله الاجتماعية، خاصة في المناطق المحررة لإزالة الآثار التي خلفتها الجماعات الإرهابية.
عاشراً- إعـلان عام 2018 عاما للهوية الوطنية ، من خلال اعتماد خطة وطنية شاملة لمؤسسات الدولة كافة والمجتمع.
أحد عشر- سيتم تشكيل لجنة متابعة لكل ما تقدم طرحه من توصيات ومقترحات من السيدات والسادة المشاركين، وستكون هذه اللجنة مؤلفة من أحد أعضاء لجنة التربية النيابية وممثل عن الامانة العامة لمجلس الوزراء اضافة الى ممثل عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر ، وسنُعلن عن تشكيل هذه اللجنة وسيوضع لها بريد الكتروني ورقم نقال للتواصل ومتابعة النتائج.
اثنا عشر- جميـع المشاركين في المؤتمر التربوي، وهم يختتمون أعمالهم يقفون وقفة إجلال واحترامٍ لرسول العلم، امتناناً لدوره العظيم في صناعة الإنسان وبناء الدولة. مستذكرين قوله تعالى: (( يرفع الله الذين آمنوا منكم ، والذين أوتوا العلم درجات )) صدق الله العلي العظيم(انتهى)