الاحتباس الحراري والسياسي في العراق !
الاحتباس الحراري والسياسي في العراق !
كتب: مهند محمود شوقي
في زحمة الحديث عن تنبؤات الاجواء وغياهب وتكهنات الواقع السياسي في العراق عاد الخلاف ليتصدر عناوين الاخبار بين مؤيد لنظام سانت ليغو ومعارض له ومن جديد عادت مشاهد التظاهرات في العاصمة بغداد رفضًا لقانون الانتخابات المُراد تعديله وفق نظام سانت ليغو الذي وصفه البعض بـ سيء الصيت !!! والبعض الاخر بالجيد !! والدقيق!!!
ومن سانت ليغو المختلف فيه وعليه الى خبر آخر عنوانه تحذيرات الانواء الجوية والرصد الزلزالي من الزلزال القادم ! على اثر ما يعيشه العالم ابتداءً بالزلزال الاعنف الذي وقع في تركيا واجزاء من سوريا الى ارتدادات باتت شبه متوقعة كل يوم بل كل لحظة … حالة الترقب تلك مع الاعلان عن وقوع زلازل أرضية وان كانت طفيفة في بعض مدن العراق مع كم التحذيرات والاعلان عن اخذ الاحتياطات لخطر القادم !
إلى ذلك يعاود الدولار حضوره في بورصة الاخبار الاقتصادية ليتأرجح بين اصرار الحكومة العراقية على ان يكون سعر الصرف ثابت وبين متغيرات الحالة وفق التهريب ! وان لم يكن معلن الى أين ؟ ليقفز مرة أخرى متحديا قرارات الحكومة العراقية ولا حديث عن استقرار واستقراء لما ستؤول إليه اسعار الصرف بعد ساعة من كتابة المثال حتى نشره !
وبعيدا عن تكهنات الطقس واحوال الدولار وسانت ليغو بدوائره المغلقة يعود الحديث عن مخاطر الجفاف الذي صار يبدو شبه مؤكدا في العراق إذ اثبتت آخر احصائية رسمية ان العراق فقد ما يقارب ال 70 % من مياهه بعد ان قطعت تركيا بسدودها ومثلها ايران روافد المياه التي تصب في العراق … ليشهد الجنوب وتحديدا في ميسان تراجعا غير مسبوق خلال الفترة الماضية في منسوب نهري دجلة والفرات في انعكاس للنقص الشديد في المياه
بعد ان أظهرت مشاهد صادمة تعرض نهر دجلة ، لحالة جفاف لم يشهدها سابقاً، إلى حد قيام مواطنين بعبوره سيراً على الأقدام !!! ولم يختلف الحال في الفرات إذ بينت بعض الصور قاع نهر الفرات ظاهراً عند الضفاف ودعامات الجسور العابرة للنهر، في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار في جنوب البلاد
كارثة الجفاف هذه قد تنذر بالكثير في حسابات قادم الايام مع الاخذ بنظر الاعتبار مخاطر باتت تهدد مستقبل الزراعة في العراق بعد ان صار يعتمد بشكل كبير على استيراد المحاصيل الزراعية وبعد ان فقد العراق جزء كبير من ثروته الحيوانية أمور تنذر بخطر القادم مع تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري والسياسي على حد سواء !