اتهام عبوسي !
اتهام عبوسي !
عبد الهادي مهودر
تتذكرون مراقب الصف الذي سجل اسم ( عبوسي ) وحيدا في قائمة المشاغبين باعتباره ( اوكح الصف) وتتذكرون كيف ان المعلم تساءل باستغراب هل يعقل ان كل هذه الضجة يخلقها عبوسي لوحده ؟! ثم التفت ووجد عبوسي غائبا ومقعده فارغا في ذلك اليوم ؟!
اكيد انها لقطة لاتمحى من الذاكرة في مسلسل تحت موس الحلاق الذائع الصيت ، وهذا النوع من الكوميديا الهادفة افتقدناه كثيرا في وقت نحن احوج مانكون الى اعمال فنية تعالج الواقع وتداوي بعض الجروح حين تعجز الوسائل الاخرى عن التعبير عن الواقع او حين تضعف وسائلنا عن ايصال بعض الافكار الى المشاهد والقارئ او الى اصحاب القرار السياسي ليقوموا بما عليهم في انقاذ مايمكن انقاذه !
وحقيقة الامر اننا كشعب ودولة ولمدة اكثر من اربعة عشر سنة نحمل الارهاب وتحديدا تنظيم القاعدة وداعش مسؤولية كل تفجير يحدث في اي مكان من العراق ، ونكتفي بدليلين الاول هو ان اسلوب التفجير يشبه اسلوب هذه المنظمات الارهابية والدليل الثاني تقدمه لنا القاعدة وداعش حين تعلنان عن مسؤوليتهما في بيان لايعرف مدى صحته ، بعد ان نقدم لهما هدية تحقيق خرق امني في مراكز مدننا .. اي اننا نقدم النتيجة ونطلق الاحكام قبل انتهاء التحقيقات المفترضة ولاننتطر نتائجها لأننا متأكدين بأنها لن تجد بصمة اصابع واثار يتركها داعشي في اي زاوية من زوايا الدمار الذي يخلفه في موقع التفجير .
والان بعد ان اوشكت صفحات تحرير المدن ان تنتهي ويصبح العراق خاليا من داعش ، اتمنى ان نراجع ونسترجع الكثير من الهدايا المجانية التي قدمناها لداعش واخواتها ونحقق بأثر رجعي في الاحكام والتحقيقات السهلة والجاهزة ، فأنا على يقين بأن عبوسي كان غائبا في بعض الاحيان والمحقق والمراقب الكسول يسجل الوكاحة بإسمه بدل ان يجهد نفسه في اكمال تحقيق معقد وعميق ويفتح ابواب نحن في غنى عنها .. ولذلك قال قائلهم اعصبوها برأس عبوسي واستريحوا .