إلى أين تتجه العلاقات الصينية الأمريكية؟ بعد مدة طال انتظارها
إلى أين تتجه العلاقات الصينية الأمريكية؟ بعد مدة طال انتظارها
/آشور- كتبت :الصحفية والكاتبة الصينية وانغ مو يي
تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى سان فرانسيسكو يوم 14 نوفمبر الجاري لحضور قمة بين الصين والولايات المتحدة والاجتماع الـ30 لقادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (أبيك).
تُمثل هذه الزيارة إلى سان فرانسيسكو عودة الرئيس شي إلى الولايات المتحدة بعد أكثر من ست سنوات، كما تُمثل لقاء آخر وجها لوجه بين رئيسي الدولتين بعد المصافحة التي جرت العام الماضي في بالي بإندونيسيا.
حقّق اجتماع القمة الصيني-الأمريكي نتائج مثمرة في مختلف المجالات. حيث توصلت الصين والولايات المتحدة إلى أكثر من 20 توافقا في مجالات السياسة والدبلوماسية والتبادلات الثقافية والحوكمة العالمية والأمن العسكري وإلخ. مما يلعب دورا إيجابيا في تخفيف الوضع المتوتر وتوجيه تنمية العلاقات الصينية الأمريكية التي تعتبر أهم العلاقات الثنائية في العالم في المستقبل.
أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في الاجتماع أن التنافس بين الدول الكبرى لا يمكن أن يحل المشكلات التي تواجه الصين والولايات المتحدة أو العالم، وهذه الكرة الأرضية واسعة بما يكفي لاستيعاب البلدين، ونجاح أي دولة منهما يمثل فرصة للأخرى. أظهرت الصين الإخلاص الكافي سعيا لتحقيق استقرار العلاقات الصينية الأمريكية وتحسينها. وتعارض الصين بشدة ما طرحته الولايات المتحدة عن تحديد العلاقات الصينية الأمريكية بالمنافسة. وأكد أنه يجب التمسك بالمبادئ الأساسية الثلاثة “الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين” في التعامل مع العلاقات الصينية الأمريكي.
الإجراءات الإيجابية التي اتخذتها إدارة بايدن تظهر تصميمها على تحسين التواصل مع الصين وحل الخلافات أيضا، ما وضع الأساس لتنمية العلاقات الصينية الأمريكية في المستقبل. أكد الرئيس الأمريكي بايدن على موفقه المتمثل في الاهتمام بعلاقته مع الصين ورغبته في الحفاظ على التواصل مع الصين، وأعرب أن موقفه من “سياسة الصين الواحدة” لم يتغير ولا يدعم “استقلال تايوان”. ما يعرض موقفه الإيجابي من استقرار وتطوير العلاقات بين الدولتين.
لا يمثل هذا الاجتماع نقطة تحول للعلاقات الصينية الأمريكية فحسب، بل يؤثر على تشكيل السلام والأمن العالميين أيضا. باعتبارهما أكبر اقتصادين وشريكين تجاريين في العالم، تتحمل الصين والولايات المتحدة مسؤوليات كبيرة، وأمامهما التحديات المتزايدة التعقيد والخطورة. فلا يمكننا حماية المصالح الأساسية ودفع الاستقرار الإقليمي والعالمي إلا بواسطة الاحترام المتبادل والتشاور على قدم المساواة والتعاون والفوز المشترك.
مع ذلك، لا يمكننا أن نتجاهل التحديات والتعقيدات ضمن العلاقات الصينية الأمريكية. علينا أن نعرف بوضوح أن الولايات المتحدة لا تتخلى عن احتواء الصين و فرض الضغط عليها بسهولة. من وجهة نظر الجانب الأمريكي، تخفيف توتر علاقات الدولتين إجراء مناسب مؤقتا. لأن الولايات المتحدة قد فرضت مختلف العقوبات على الصين، ولكن لم تحقق النتائج المتوقعة حتى جعلت نفسها تتورط في المأزق الاقتصادي. والعام المقبل هو عام تجرى فيه الانتخابات العامة، وأصبح الصراع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة شرسا على نحو متزايد. ففي ظل هذه الظروف، اضطرت الولايات المتحدة إلى تخفيف أعمالها العدائية ضد الصين مؤقتا من أجل استقرار وضعها.
وبالإضافة إلى ذلك، تظل قضية تايوان إحدى القضايا الرئيسية في علاقات الدولتين. بشأن هذه القضية، قالت الولايات المتحدة شيئا وفعلت شيئا آخر مرارا وتكرارا. فإذا لا تتخلى الولايات المتحدة عن استراتيجيتها “استخدام تايوان لاحتواء الصين”، ما زالت تواجه علاقات الدولتين تحديات كبيرة.
فإن تطبيق نتائج الاتصالات والتوافقات التي توصل إليها رئيسا الدولتين وتحسين علاقات الدولتين بشكل فعال يتطلب الاحترام المتبادل والتشاور على قدم ال مساواة والجهود المشتركة من الطرفين.