إتحاد الأدباء يكرم الروائي الكبير أمجد توفيق بدرع الإبداع..والدولة (غائبة تماما)
(بغداد- آشور) حامد شهاب..
كرم الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الكاتب والروائي والصحفي الكبير الأستاذ أمجد توفيق بدرع الإبداع ، لدوره الفاعل والكبير في إعلاء شأن الرواية العراقية وإنتاجه الأدبي الغزير ، كونه أحد عناوينها الشامخة ، وهو الذي أسهم في رفع أقدارها ومكانتها الى أبراجها العالية.
وأقيمت الإحتفالية التي حضرها جمع غفير من أعضاء الأتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وجمهورة نخبه الثقافية والأدبية، في نادي الصيد العراقي ، وحصد آخرون من أدباء العراق دروع الإبداع ، لدورهم في ريادة العمل الثقافي المبدع الخلاق ..فلهم جميعا منا خالص التقدير ..وألف الف مبروك تكريمهم الذي يستحقونه عن جدارة.
وتعرب نخب ثقافية وأدبية عن إستغرابها من (غياب) الدولة في العراق عن أي تكريم لنخب العراق ومبدعيه ومن قدموا عصارة عقولهم ، ومن نالت مؤلفاتهم وما أثروا به الساحة الأدبية من عطاء ثر، إهتمام الملايين في العراق وخارجه ، ولم تكن للدولة ولا لوزارة الثقافة أي حضور يليق بتلك الرموز أو أن تذكرها بالعرفان، في حين يجري إختيار شخصيات طارئة على الثقافة وعلى الإعلام ، ويتم تكريمها في مؤتمرات خاصة لرئاسة الوزراء، في ظل ( غياب) كامل عن دعم وتكريم كبار المبدعين ومن لهم اسهامات كبرى في ميادين الإبداع.
ومنذ سني شبابه الاولى تقلد الكاتب والروائي والصحفي المخضرم الأستاذ أمجد توفيق المناصب الادبية والثقافية الرفيعة ، فكانت دار الثقافة الجماهيرية في بغداد هي أولى انطلاقته ، لتؤهله بعدها الى أن يتولى رئاسة تحرير مجلة “الطليعة” التي تعد من أروع المجالات الثقافية والأدبية في السبعينات!!
كما شغل الأستاذ أمجد توفيق رئاسة تحرير مجلة “فنون” وهي مجلة فنية رائدة في مجالات الفن والثقافة عموما ، كما ترأس تحرير مجلة “قطوف ، وتقلد مناصب عليا في الدولة العراقية منذ بداية الثمانينات ، في دوائر رئاسة الجمهورية ولسنوات طوال، كانت له فيها مآثر خالدة في إرساء دور المؤسسات الثقافية والصحفية العراقية لتتبوأ مراكز التقدم والازدهار ، وترتقي بعملها الى حيث يحلم أي أنسان عراقي أن يكون، وحقق نجاحات كبيرة في مسيرته الوظيفية على أكثر من صعيد!!
ومن المناصب الوظيفية الاخرى هي رئيس سلسلة القصة والرواية والمسرحية في وزارة الثقافة، ومدير الاخبار والبرامج السياسية في قناة “البغدادية” وتولى ايضا خطة مدير عام قناة “الرشيد” الفضائية، التي أوصلها لسنوات طوال لتكون أفضل قناة تلفزيونية عراقية ما بين أعوام 2008 و 2013 ، ثم تولى بعدها منصب مدير عام مؤسسة “الوسيط” الاعلامية الى جانب تقلده منصب المستشار في أحد دوائر رئاسة الجمهورية.
كانت قمة إبداعه الثقافي والأدبي هي في أعماله الروائية التي حصدت أعجاب ملايين القرار، وشغلت اهتمام الاوساط الثقافية والأدبية ، لما احتوته على مضامين فلسفية وقيمية وتاريخية وفنية أصيلة، تركت له رصيدا من تلك الروايات ما يشكل مفخرة لكل روائي مبدع كبير ، وهو يواصل مسيرة الكتابة في العمل الروائي بلا انقطاع!!
أصدر الكاتب والقاص والروائي الأستاذ أمجد توفيق كتبا في القصة والرواية والنقد منها: “الثلج.. الثلج” (مجموعة قصصية) 1974 وزارة الثقافة والاعلام، “الجبل الأبيض” (مجموعة قصصية) 1977 وزارة الثقافة والاعلام- طبعة ثانية 1985، “قلعة تارا” (مجموعة قصصية) 2000 – اتحاد الكتاب العرب في دمشق، “موسيقى الحواس والغرائز” – وزارة الثقافة دائرة الشؤون الثقافية 2000.
كما أصدر “برج المطر” رواية 2000 -وزارة الثقافة دائرة الشؤون الثقافية، “طفولة جبل”رواية 2002 وزارة الثقافة دائرة الشؤون الثقافية، “نحل القلم، عسل الثقافة” كتاب نقدي 2001 -وزارة الثقافة الموسوعة الصغيرة، “الطيور الحرة” رواية 2002- طبعة ثانية 2019، “الظلال الطويلة” رواية 2008- اتحاد الكتاب العرب في دمشق- طبعة ثانية الدار العربية 2018، “الساخر العظيم” رواية 2018- دار فضاءات في عمان-طبعة ثانية بغداد 2021 .
ورصع الأديب أمجد توفيق رصيده الأدبي بمجموعات قصصية ودراسات نقدية من بينها “الخطأ الذهبي” مجموعة قصصية دار الصحيفة العربية-دمشق 2020، “رحلة مع الساخر العظيم” اعداد دراسات لمجموعة من النقاد والأدباء عن الرواية 2019، “امجد توفيق نهر بين قرنين”-كتاب نقدي لحمدي مخلف الحديثي عن تجربة امجد توفيق الابداعية، “تحولات أمجد توفيق في الخطأ الذهبي” كتاب للاستاذ حمدي مخلف، “للنار ظل المعنى” قراءات في رواية الظلال الطويلة لأمجد توفيق،”كتاب القصة” اعداد أمجد توفيق ولطفية الدليمي- صدر عن مجلة الطليعة الادبية 1978 .
ونشر الأستاذ أمجد توفيق مئات المقالات والدراسات في الصحف والمجلات العراقية والعربية، وتم ترجمة أعماله إلى اللغات الانكليزية والفرنسية والاسبانية والروسية وحولت بعض أعماله إلى أفلام وتمثيليات .
وهو عضو نقابة الصحفيين العراقيين والاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ، وحصل على أكثر من تكريم من مؤسسات ثقافية وأدبية واعلامية ، لما حصده من نتاجات واعمال روائية ، شقت طريقها الى عالم الإبداع!!
وقد شغلت روايتي “الساخر العظيم” و ” ينال ” للروائي والكاتب والإعلامي القدير أمجد توفيق، اهتمام كبار نقاد الرواية والضليعين بتقنياتها وأنواع مختلفة من أنماط السرد التي استخدمها في روايته التي صدرت قبل أكثر من عام، مثلما شغلت اهتمام من لديهم ولع بهذا الفن الأدبي الساحر والمحبب إلى القلوب، وعدَّ كثيرون صدورهما إطلالة حفرت مكانا لائقا لها بين كبريات الروايات التي صدرت عن روائيين كبار، كانوا عمالقة، وقد حظيتا بإهتمام من ملايين القراء والمتابعين لهذا الفن الادبي الإبداعي الجميل.
تحياتنا للأستاذ أمجد توفيق الروائي والقاص والأديب والاعلامي والصحفي والإنسان المبدع ، فقد أسهمت كتاباته في إغناء الرواية العربية وفي تطوير أفقها وعالمها ، وإنتقل بها الى ميادين أكثر عمقا وشمولية ، مع المحافظة على جمالية الإسلوب والبناء السردي القصصي ، وكيف أحكم بناء رواياته وأوصلها الى قمم المجد….وأمنياتنا له بالتوفيق الدائم!!.(انتهى)