أذربيجان إذ تفتتح مكتبها الدبلوماسي في دولة فلسطين
أذربيجان إذ تفتتح مكتبها الدبلوماسي في دولة فلسطين
كتبت: يلينا نيدوغينا
في خطوة كُنَّا نتابع سياقاتها اللاعلنية، ونستقي شذرات المعلومات عنها مِن هنا وهناك، وننتظر تطبيقاتها على أرض الواقع على أحر من الجَمر، سُررنا بإعلان وكالة “أذرتاج” الرسمية الأذربيجانية للأنباء، في 18 من هذا الشهر (نوفمبر)، أن جمهورية أذربيجان الشقيقة افتتحت مكتباً تمثيلياً لها في مدينة رام الله في دولة فلسطين. وأكدت أذرتاج “أن هذه المسألة وجدت انعكاسها في مشروع قانون “حول تأسيس مكتب تمثيلي لجمهورية أذربيجان في دولة فلسطين (مدينة رام الله)”، الذي صادق المجلس الوطني عليه اليوم”.
وفي ردود الأفعال الإيجابية على هذه الخطوة الأذربيجانية، تأكيد واهتمام باكو الرسمية ومتابعتها للقضية الفلسطينية، وحرصها على التعاون بين الشعبين الأذربيجاني والفلسطيني في فضاءات جمّة، جواهر مدلولاتها تضيف صفحة رائعة إلى سِفْر صفحات تاريخنا الجَمعي.
قبل ثلاثة أيام من هذا الحدث الدبلوماسي الكبير والمتميز، والذي يرتدي أبعاداً دوليةً، وفي حقول أخرى عدَّة لا تَخْفَىٰ على أحد، كان الشقيق رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف قد بعث برقية تهنئة إلى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بمناسبة العيد الوطني لفلسطين، حيث أعرب الرئيس إلهام علييف عن سروره لنقل اطيب أمنياته باسمه واسم الشعب الأذربيجاني إلى رئيس دولة فلسطين وشعبها بمناسبة العيد الوطني، وأعرب الرئيس علييف عن ثقته ان تستمر العلاقات بين البلدين في النمو بنجاح على الصعيدين الثنائي والمتعدد الجوانب، بالمساعي المشتركة للرئيسين. وتمنى الرئيس إلهام علييف “الرفاهية والأمان للشعب الفلسطيني الشقيق”.
في المقابل، تتضامن الأمة العربية، وفي طليعتها الشعب الفلسطيني، مع القضية العادلة لأذربيجان بتحرير كامل أراضيها من السَيْطَرَة العَسْكَرِيَّة الاحتلالية الدموية الأرمينية التي استولت على سبيل المِثال لا الحصر على أراضي أذربيجانية شاسعة، وتطالب بوقف حملات الإبادة التي تَعرَّض لها هذا الشعب الأذربيجاني المُسَالِم بتخريب إرثه التاريخي والحضاري ومعالِمه الدينية والمدنية، وضرورة إعادة كل شِبر مُحتل من أراضي أذربيجان التاريخية للوطن الأُم، وبالتحديد يجب أن يشمل ذلك الأراضي التي استحوذت عليها أرمينيا منذ بدء توسعها الاستيطاني – الإمبريالي في أرض الشعب الأذربيجاني والدولة الأذربيجانية، فتحرير الأرض مطلب عادل ومشروع وثابت في كل القوانين الوضعية والدينية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إدِّعاء انتهاء مطلب هذا التحرير لا بتقادم الزمن، ولا بقرارات أحادية الجانب، فلا يوجد أي قانون في سِفرِ البشرية يُقر ذلك.
واتصالاً بذلك، لا بد هنا التذكير بأن أرمينيا غير مهتمة بقضية فلسطين، فقد سبق واحتلت مدينة “إيريفان” الأذربيجانية منذ عهد بعيد، وبسطت سيطرتها الغاشمة على إقليم (قره باغ) الأذربيجاني الذي يُمثل خُمس البلاد (بحجم لبنان)، إضافة إلى سبعة مواقع خارج الإقليم، ومارست الدولة الغازية عملية تطهير عرقي لأكثر من مليون مُهَجَّر من إقليم (قره باغ)، وأكثر من 400000 أذربيجاني من أرمينيا نفسها، كما هدمت المدن والقرى بشكل شامل، ثم زرعت المنطقة بالألغام التي زادت عن المليون لغم، واستمر الاحتلال 30 سنة كاملة. (القدس العربي، 19 نوفمبر، 2022)
وتأكيداً على مشاعر التضامن والأخوة الشاملة التي تَعتمر الشعب الفلسطيني حِيال أذربيجان وشعبها وقضاياها العادلة، أشار عميد السفراء العرب في باكو، سفير دولة فلسطين في باكو، ناصر عبد الكريم عبد الرحمن، بالتالي: إنني أرفع شكري لحكومة أذربيجان على تمكيننا من زيارة كلبجار والتعرّف عن كثب على الأعمال المُنجَزَة هنا، ونقل السفير الفلسطيني عبد الكريم عبد الرحمن على هامش زيارته محافظة كلبجار المحررة ضمن وفد موسع ضم أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في البلد اليوم تمنياته باستعادة بناء وتأهيل مدينة كلبجار والقرى خلال المدة القريبة وبعودة سكان المحافظة المشردين (جرَّاء حرب أرمينيا العدوانية على أذربيجان) إلى مسقط رؤوسهم آمنين. ولفت عميد السفراء العرب بخاصةٍ الى أنّ مُحافَظة كلبجار ذات الطبيعة الخلابة واعدة بمستقبل سياحي، مُفيداً أن أراضي أذربيجان هذه تصير مركزاً سياحياً عظيماً في المستقبل القريب.
ومن جانبنا، كأعضاء في اللوبي “العربأذري” الدولي للصحفيين والإعلاميين، نتطلع بكل شغف إلى أن تصبح فلسطيننا أيضاً، مهد الأنبياء والمرسلين ورسائل السماء للإنسانية جمعاء، محوراً ومركزاً وافر الاهتماماتِ للشعب الأذربيجاني الشقيق، وأن تستقطب فلسطين بمساجدها وكنائسها ودروب القداسة فيها مسلمي ومسيحيي أذربيجان، ما مِن شأنه التوثيق المتزايد لعُرى الأخوّة والتفاهم المُحيطي الأوسع والمُتعمِّق بين أمتينا، وتَمدّد مساحات التعارف في الدبلوماسية الشعبية، والتعاون المُتشعِّب الذي يفيضُ بالخير، والمُصَاهَرَة الحتمية، والتفاعل المتبادل، وهذه كلها تُعتَبر جِسراً فولاذياً لثبات التَنَاغُم بين الناطقين بالخير والملتزمين بالتَكَالُف والتَنَاصُر.