بقلم – خالد آل دغيم _ الخبير الدولي في الإعلام السياحي

على امتداد سنوات من الزمن والناس تترقب مع مطلع كل صيف طلائع ثمار الفاكهة المحلية المتنوعة من مزارع الماوين بللحمر والتي اشتهرت بتنوعها وتفرد مذاقها وغزارة وجودة انتاجها.

وللزائر أن يشاهد مدى العناية الفائقة من قبل أصحاب البساتين في تنسيق ورص أشجار العنب الماويني الفريد ، وله أن يشاهد على امتداد البصر عناقيد العنب المتناسقة في الطول وهي تتدلى من أشجارها في ارتفاع مستوٍ وسيارات النقل الصغيرة التي تمر عبر مسارات خُصصت لها ليبدأ البستاني في قطف الثمار دون عناء يُذكر .

ويزيد عجب المشاهد عندما يرى أصناف أخرى من الفاكهة كالتين بأنواعه ما بين أبيض وأسود وكبير وصغير وبمذاقات متعددة ، والتين الشوكي والرمان والحمضيات والفركس المحلي والخوخ وأنواع كثيرة يطول الحديث عنها ، وقد تعجب كثيراً عندما تقف بنفسك لترصد بالعين كثيراً من الأسس والمزايا التي حضيت بها أنظمة البستنة لدى أولئك المزارعين ومن أهمها :-

• تنسيق أشجار العنب لتكون في مستوى واحد من حيث الارتفاع والشكل والامتداد مما زاد من غزارة وجودة الانتاج

• أنظمة الري التي يعتمدها الفلاح بحيث تسهم في الحفاظ على كل نوع بقدر ما يحتاجه من الماء فمن الأشجار ما يحتاج لري وافر ومستمر ومنها ما يلزم جدولة فترات ريه حتى لا يتعرض للفساد كالرمان الذي تنفجر ثمرتها عند حدود زيادة الري أو انخفاضها مما يلزم البستاني وضع برنامج زمني متقن للحفاظ عليها

• تنسيق أشجار التين لتكون في مربعات محددة وبمسافات متناسقة

• العناية بالجانب العضوي للتسميد والتحسين فلا يعتمد البستاني على عوامل التحسين الصناعية ليبقي للفاكهة جودة المذاق وفائدة الاستهلاك بعيداً عن المحسنات الصناعية

• غزارة الانتاج وبشكل ملفت للانتباه لمحدودية موسم انتاج تلك الفواكه مما يستدعي نقلها لأسواق متفرقة يومياً للحفاظ عليها طازجة وطرية.

كان لبلدية بللحمر دورٌ مشكور في تنظيم مهرجان متخصص ( مهرجان العنب والفواكه الموسمية بوادي الماوين بللحمر ) بصورة منظمة وبدعم من سعادة أمين منطقة عسير من خلال حضوره واستماعه لطلبات المزارعين وتحفيزهم وهذا نهج اختطه قادة وطننا الغالي في الوقوف مع المواطن جنباً إلى جنب لتلمس احتياجاته ومساعدته في رفع سقف البناء والتنمية .

وقد كان لي شرف الحضور بناء على دعوة وصلتني للمشاركة ضمن كوكبة الاعلاميين المشاركين إلا أنني رصدت بعين السائح وبصوت المواطن احتياج مزارع الماوين بللحمر ليصل من المحيط المحلي لدائرة أوسع إقليمياً ليستفيد أكبر عدد من المواطنين من هذه الفاكهة المتميزة بجودتها ومذاقها المتفرد ولعلي أرصد صوت المواطن فيما يلي:-

• تطلع المواطنين إلى دعم فرع الزراعة بالخدمات المتكاملة حيث أنه يخدم سته مراكز واسعة الانتشار في مناطق تضاريسها زائدة الوعورة ورفع مستوى الإرشاد الزراعي

• توفير متطلبات الدعم السريع كالرش والتعقيم والتطهير نظراً لانتشار أسراب الجراد وضعف مستوى المكافحة والاستعداد لها

• وجود ملف على طاولة أمين منطقة عسير لتحويل مكتب الخدمات إلى بلدية مستقلة لتحظى بخدمات أكثر وتخطيط مدني حديث

• العناية بطرق المواصلات ودرء مخاطر السيول من قبل إدارة الطرق بعسير لكثرة الأودية التي تعبرها الطرقات مما يعرض حياة الناس لمخاطر السيول عند هطول الأمطار

• رسالة موجهة للمسئول الأول عن شبكة الاتصالات بالمنطقة لدعم وتقوية أبراج الاتصالات وتكليف مزودي خدمة النت والاتصالات بتقوية الخدمة ومعالجة ضعفها وانقطاعها في كثير من القرى

وختاماً: مثلما رسمت الماوين خطها البياني على خارطة السياحة في عسير وجذبت الناس اليها بمهرجان العنب والفواكه الموسمية وأضافت للمنطقة نمط السياحة الزراعية أتمنى أن يأتي دعم المسؤول لها بقدر هذه الصورة المشرفة وان تكافأ ويكافأ أهلها بخدمات متقدمة لتكون وجهة سياحية متكاملة العناصر .

وقفة:

تحية حب وإجلال لأهالي الماوين ومن شاركهم في المهرجان وتحية خاصة للمزارعين الذين ظهروا بصورة المواطن الصالح والفلاح الناجح المحب للوطن وعاشق للأرض فأقبلت خيرات الأرض تنساق على يديه عطاء لعطاء وحباً لحب .